01:58 م
الخميس 09 يناير 2025
كتب – أحمد جمعة ومحمد أبو بكر:
أثار إعلان مجلس الوزراء عن عودة نظام “شهادة البكالوريا المصرية” كبديل للثانوية العامة، وبدء تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوى العام المقبل، جدلًا واسعًا بين المصريين، حيث تعددت الآراء ما بين مؤيد للفكرة باعتبارها خطوة لإصلاح التعليم، وبين معارض يرى أنها قد تكون عودة إلى أعباء إضافية على الطلاب والأسر، أو عودة لنظم تعليمية مضت في طيات التاريخ.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت ردود الفعل، فبينما تناول البعض الموضوع بجدية، متحدثين عن أهميته في رفع مستوى التعليم ومواكبته للأنظمة العالمية، لجأ آخرون إلى الكوميديا للتعبير عن مواقفهم، عبر منشورات ضاحكة وساخرة تستعيد ذكريات الأجيال السابقة مع البكالوريا.
ودخل هاشتاج “البكالرويا” و”الثانوية العامة”، ضمن أكثر الكلمات انتشارًا على جوجل، فضلًا عن كونه من بين الكلمات الأكثر تدويناً ورواجًا على منصتي “إكس” وفيسبوك فور صدور بيان مجلس الوزراء بحلول الرابعة عصر أمس الأربعاء.
مؤيدون: خطوة لإصلاح التعليم
رأى عدد من المتابعين وأولياء الأمور والتربويين، أن إعادة نظام البكالوريا قد يمثل حلًا للعديد من المشكلات التعليمية، إذ يُركز على تقييم الطالب بشكل متكامل بدلاً من الاعتماد على نظام الامتحان الواحد، معتبرين أن هذا النظام يمكن أن يُعزز من مهارات التفكير النقدي والبحث العلمي لدى الطلاب.
وقال محمد عبدالمنعم عبر حسابه على فيسبوك: “تحس الناس مبرمجة على الاعتراض وخلاص.. أنا شايف أنه نظام ممتاز وبره الصندوق وفي جراءة وتمرد على نظام الثانوية العامة الكلاسيكية القديمة، وفيها طريقة أو بأخرى القضاء على الدروس الخصوصية أو على أقصى تقدير تقليلها وهتريح الطالب وولي الأمر”.
كما ذكر حساب حمل اسم “محمد أسامة” تعليقًا قال فيه: “البكالوريا ممكن تكون فرصة لتطوير التعليم، ونقل الطلاب من مرحلة الحفظ إلى التفكير والإبداع. لكن لازم تتوفر إمكانيات تضمن نجاح النظام”.
أما الدكتور محمد فضل الله، أستاذ التشريعات والقوانين الرياضية، فاتفق مع توجه وزارة التعليم، موضحًا أن الأمر “يُعد خطوة إيجابية للغاية”، إذ يعكس التوجه رؤية حديثة لتطوير التعليم المصرى بما يَتماشى مع الممارسات العالمية ومتطلبات العصر وسوق العمل العالمي، مشددا على أنه نظام تعليمي دولي قائم ومُعتمد عالميًا، وهو يُعتبر من أبرز الأنظمة التعليمية التي تُقدم إطارًا شاملًا لتعليم الطلاب في المرحلة الثانوية.
معارضون: “البكالوريا.. رجعونا للماضي”
في المقابل، اعتبر آخرون أن إعادة النظام القديم قد تكون عبئًا إضافيًا على الأسر والطلاب، مشيرين إلى أن التعليم في مصر يحتاج إلى حلول أكثر شمولًا بدلًا من إعادة تجارب الماضي.
هذا التوجه كان حاضرًا في تعليق عدد من الإعلاميين على رأسهم الإعلامي أحمد موسى، الذي قال في برنامجه “كل شوية نعمل ارتباك في البيت المصري، الأسر كلها فيها ثانوية عامة، دلوقتي المدرس هيدرس ثانوية ولا بكالوريا”، مشددا على أنه “ما ينفعش كل شوية نغير نظام التعليم”.
بدوره، أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن قرارات وزارة التعليم تصدر دون أن يتم دراستها وآخرها قرار عودة نظام البكالوريا، متساءلًا: “هل ورقة تطوير الثانوية العامة طرحت على النقابات والمتخصصين والأكاديميين؟ ما يحدث نفس منطق الدكتور طارق شوقي يطلع القرار وخلاص”.
كان رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي، وجه بمناقشة آليات تنفيذ نظام شهادة البكالوريا المصرية في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية والتوافق على صيغة نهائية تطرحها الحكومة للحوار المجتمعي قبل بدء التطبيق.
ولم تخلُ منصات التواصل من المنشورات الكوميدية التي عبرت عن الذكريات والمواقف الطريفة المتعلقة بـ”البكالوريا”، فبعض المستخدمين شاركوا صورًا ساخرة من كتب ومناهج قديمة، بينما كتب آخرون تعليقات مثل: “بيقولك الثانوية العامة هيبقى إسمها البكالوريا.. يعني يدوب الواحد يلحق يجيب طرابيش العيال”.
بيقولك الثانوية العامة هيبقى إسمها البكالوريا
يعني يدوب الواحد يلحق يجيب طرابيش العيال🤣 pic.twitter.com/U6wluhqZle— صاحب السعادة (@Happiness_owner) January 8, 2025
كما سخر حساب يحمل اسم أحمد مصطفى، من عودة نظام البكالوريا، قائلًا: “مبروك علي عيالي البكالوريا.. كده أروح أجيبلهم طرابيش لربما تشح في السوق”.
مبروك علي عيالي البكالوريا.
كده اروح اجيبلهم طرابيش لربما تشح في السوق.#البكالوريا_المصرية pic.twitter.com/PKFQoIYebQ— Ahmed Mostafa (@ElBrasily) January 9, 2025
هل من مزايا لتطبيق “نظام البكالوريا”؟
رغم التفاعل الكبير مع الفكرة، ذكر بعض الخبراء تساؤلات بشأن كيفية تطبيق النظام ومدى جاهزية البنية التحتية التعليمية له، خاصة في ظل التحديات التي تواجه التعليم في مصر، في الوقت الذي أشار آخرون لمزايا هذا النظام.
بدوره، قال تامر شوقي، الخبير التربوي، إن نظام البكالوريا يعد خطوة إيجابية نحو تحسين التعليم، مُعتبرًا أنه أفضل بكثير من النظام الحالي من جميع النواحي، إذ يتيح للطلاب الفرصة لاختيار 4 مسارات دراسية بدلاً من النظام الحالي الذي يقتصر على مسارين فقط، وهما “علمي” و”أدبي”، ما يعزز من قدرة الطالب على اختيار التخصص الذي يتناسب مع ميوله وقدراته.
وأشار “شوقي” في تصريحات لمصراوي، إلى أن النظام الجديد يساهم في تقليل العبء الدراسي على الطلاب، حيث يدرس الطالب في النظام الجديد خلال الصفين الثاني والثالث الثانوي 7 مواد فقط، مقارنة بـ 11 مادة في النظام الحالي بعد إعادة هيكلة الثانوية العامة.
كما من أبرز ميزات النظام الجديد أنه يوفر للطلاب فرصًا متعددة لأداء الامتحانات، حيث يمكن للطالب دخول الامتحان حتى 4 محاولات في العام الدراسي، في حين أن النظام القديم كان يتيح فرصة واحدة فقط، بحسب الخبير التربوي.
وبشأن مصروفات النظام الجديد، قال شوقي: “إضافة النظام الجديد لا يلغي مجانية التعليم”، مشيرًا إلى أن الـ 500 جنيه ليست أزمة مقارنة بالمبالغ الكبيرة التي يُنفقها الطلاب على الدروس الخصوصية.
اقرأ أيضًا:
بديل الثانوية العامة.. تفاصيل نظام البكالوريا الجديد
مصدر: مناقشة تنسيق الجامعات عقب إقرار نظام البكالوريا.. وهذا موقف السنة التأسيسية
البكالوريا بديل الثانوية العامة.. ما عدد سنوات الدراسة في النظام الجديد؟
بديل الثانوية العامة.. المواعيد المقترحة لامتحانات نظام البكالوريا 2025