06:20 م
الخميس 25 يوليو 2024
بي بي سي
تفاعل رواد مواقع التواصل الإجتماعي بشكل كبير مع الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أمام الكونجرس الأمريكي.
ولم يحضر العشرات من النواب كلمة نتنياهو إما كتعبير احتجاجي أو بحجج أخرى.
وأشارت وكالة أسوشيتد برس، إلى أن أكثر من 60 من الديمقراطيين، أي حوالي النصف من مجموعهم في مجلسي النواب والشيوخ بحسب أكسيوس، بالإضافة إلى السيناتور المستقل بيرني ساندرز، قاطعوا خطاب نتنياهو.
ولم تحضر نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، خطاب نتنياهو، في خروج واضح عن التقاليد. إلا أن البيت الأبيض قال إن سبب غيابها يعود إلى أنها في رحلة سفر. وأنها ستعقد اجتماعاً منفصلاً مع نتنياهو يوم الخميس.
وعلى الرغم من الغيابات الكثيرة، إلا أنّ معظم أعضاء الكونغرس الحاضرين، بالإضافة إلى ضيوف نتنياهو في القاعة، صفقوا تصفيقاً حاراً مرات عدة خلال الخطاب الذي دام لنحو ساعة.
وكان إيلون ماسك أحد ضيوف نتنياهو في الكونغرس وجلس خلف زوجة نتنياهو سارة ورهينة سابقة لدى حماس.
وقبيل انطلاق خطاب نتنياهو أمام الكونجرس وخلاله، تظاهر آلاف المحتجين المعارضين للحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، بالقرب من مبنى الكابيتول الأمريكي وحمل بعضهم الأعلام الفلسطينية.
ووضعت لافتات على منصة أقامها المحتجون تقول إن نتنياهو “مجرم حرب مطلوب للعدالة”، في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدارها.
وينفي نتنياهو بشدة اتهامات ارتكاب جرائم حرب.
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اتهم إسرائيل “باستخدام التجويع كوسيلة للحرب في غزة” وقال “إن ذلك يعد جريمة حرب”.
ووصف نتنياهو في خطابه اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بحقه بأنها “اتهامات باطلة” و”أكاذيب خطيرة”. ولا تعترف الولايات المتحدة بالمحكمة الجنائية الدولية.
كما انتقد المتظاهرين الذين تجمعوا في الخارج، واتهمهم “بالتبعية لإيران”.
وعلى الرغم من مقاطعة بعض النواب لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن بعضهم حضر لتوجيه رسالة. وكان أبرزهم النائبة رشيدة طليب، وهي الأمريكية الوحيدة من أصول فلسطينية في الكونجرس، والتي ارتدت الكوفية وحملت لافتة كتب عليها “مجرم حرب” على جانب و”مذنب بارتكاب إبادة جماعية” على الجانب الآخر.
وطليب هي نائبة عن ولاية ميشيغان التي يسكنها الكثير من الأمريكيين العرب والأمريكيين من أصول فلسطينية.
ولم تكن طليب الشخص الوحيد الذي حضر خطاب نتنياهو في الكونغرس رغم معارضته له، إذ حضر جيري نادلر وهو عضو يهودي من ديمقراطيي الكونغرس عن ولاية نيويورك، إلا أنه بدا وكأنه يتجاهله ويسجل موقفاً ضده، إذ كان يحمل وأحياناً يقرأ، كتاباً بعنوان “سنوات نتنياهو”.
واعتبر أحد المغردين، أن التصفيق الحار لنتنياهو في الكونجرس “لم يكن تعبيراً عن الإعجاب به وبحديثه، ولا لأن نتنياهو كان متحدثاً بارعاً. بل كان التصفيق مبالغاً فيه لإظهار الدعم المطلق لإسرائيل” بحسب قوله.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقاطع فيها أعضاء من الكونجرس خطاباً للزعيم الإسرائيلي. بل كان 58 عضواً من الكونغرس قد قاطعوا خطاب نتنيناهو أمام الكونغرس بمجلسيه عام 2015، عندما كانت علاقته متوترة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما، على خلفية الاتفاق النووي مع إيران.
ولم يحضر عدد من كبار الديمقراطيين حينها، بما في ذلك نائب أوباما في ذلك الوقت، جو بايدن، خطاب نتنياهو.
ومن الأمور المشتركة في الخطابين اللذين ألقاهما نتنياهو أمام الكونغرس في 2024 و2015، استخدامه للخطاب لانتقاد إيران ورسمها كتهديد رئيسي لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وشنت إسرائيل حرباً على غزة بعد الهجوم الذي نفذته عناصر من حركة حماس على بلدات جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي، وقُتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتجز 251 آخرون كأسرى، بحسب السلطات الإسرائيلية.
فيما قُتل أكثر من 39 ألف شخص في غزة منذ ذلك الحين، بحسب وزارة الصحة في القطاع.