03:33 م
الخميس 26 أكتوبر 2023
(بي بي سي)
اضطر مئات الصحفيين الفلسطينيين إلى الفرار من منازلهم بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الأول الجاري، مما جعلهم يواجهون تحديات لا تنتهي، مع استشهاد 24 صحفيًا منذ بداية الحرب.
وأشار تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن الحرب في أسبوعها الثالث أحدثت دمارا هائلا في أحياء كاملة في غزة، مما أجبر الصحفيون على العمل من المستشفيات والسيارات والخيام المؤقتة.
قالت وسام ياسين، وهي تعمل في قناة “الحرة” الأمريكية الناطقة باللغة العربية: “مر أسبوعان وأنا أعمل في مستشفى ناصر”.
وأضافت: “أنام في السيارة. وأشرب القليل من الماء حتى لا أضطر للذهاب إلى المرحاض”.
وتابعت: “القصف يحيط بنا في كل مكان. واضطررنا مرات عدة إلى التخلي عن كاميراتنا والهروب ونحن على الهواء خلال البث المباشر”.
وقامت ياسين بتغطية العديد من هجمات الاحتلال الإسرائيليي السابقة على قطاع غزة، لكنها قالت إنها “لم تشهد مثل هذه الظروف الصعبة من قبل”.
وأضافت لـ “فرانس برس”: “غادرت منزلي في غزة صباح 7 أكتوبر ولم أعد إليه منذ ذلك الحين”.
وتابعت: “في بعض الأحيان لا أرد على مكالمات ابنتي بانا البالغة من العمر تسع سنوات، لأن بكاءها يفطر القلب وليس لدي كلمات لتهدئتها”.
وقصة هدى حجازي مع أسرتها تشبه قصص جميع الصحفيين، فهدى صحفية تعمل في وسيلة إعلام ناطقة بالإسبانية وتبلغ من العمر 25 عاما وتقول: إنه وضع مأساوي، لم أر أسرتي منذ أسبوعين. أفكر فيهم طوال الوقت، وهذا يزيد من الضغط علي.
وتضيف إنها تضطر لاستخدام حمامات المستشفى للاستحمام وهذا غير متاح باستمرار، مع قطع إسرائيل جميع خدمات الكهرباء والوقود والمياه والغذاء عن قطاع غزة منذ 9 أكتوبر، مما ترك المنطقة المكتظة بالسكان مع موارد قليلة أو معدومة.
ويبحث غالبية الناس عن مأوى في المدارس، حيث يتقاسم آلاف الأشخاص مرحاضاً واحداً.
مراسل قناة “تي آر تي وورلد” التركية، نزار سعداوي (36 عاماً)، مشكلته هي في الاتصالات، إذ دمرت الغارات شبكات الهواتف”.
وقال: “البقاء على اتصال مع زملائنا وعائلاتنا ومصادرنا أصبح صعباً”.
وأضاف السعداوي لفرانس برس: “عندما بدأت الحرب، كنت أنام على سترتي الواقية من الرصاص بين السيارات المتوقفة في أحد المواقف، ولكن قبل يومين تمكنا من الحصول على مرتبة ونصب خيمة من القماش المشمع”.