09:31 م
الجمعة 07 يونيو 2024
داخل إحدى التجمعات السكنية بالقاهرة، دائمًا ما يلتفت السكان إلى مشهد عشرات الأطفال الذين يلتفون حول رجل ستيني وهو يعلمهم.. يدفعهم فضولهم إلى السؤال، فيكتشفون مبادرة الشاذلي عبدالله، أستاذ النحت البارز في كلية فنون جميلة بجامعة المنيا، الذي قرر أن يطلق مبادرة لتنمية مهارات الأطفال.
بدأت القصة قبل 7 سنوات، عندما قرر الشاذلي عبدالله أن يستغل وقت فراغه خلال فترة الصيف. وقتها جَمع بعض الأطفال المحيطين به ليعلمهم الرسم داخل حديقة بالمنطقة التي يسكنون بها.
واظب “الشاذلي” على تنظيم ذلك أسبوعيًا. وبمرور الوقت، اتسعت الدائرة، ووصل ما يفعله إلى مسامع أولياء أمور بمناطق مجاورة عبر “جروبات” على مواقع التواصل الاجتماعي، فجاءوا إليه بأطفالهم، الذين وصل عددهم الآن إلى نحو 45 طفلا.
يقول “الشاذلي” لـ”مصراوي” إنه يشعر بسعادة كبيرة حين يجد اهتماما من الأطفال وأسرهم، ويكمل: “الطفل في هذا السن كالعجينة التي يمكن تشكيلها، فإذا واجهنا شخصيته ناحية حب الفن وتنمية مهاراته، فهذا أفضل ما يمكن عمله لهم”.
أضاف الرجل إلى نشاط الرسم، أنشطة أخرى كتعليم المزيكا والمشغولات اليدوية من خلال دعوة جيرانه الذين يحترفون ذلك ليأتوا ويعلموا الأطفال. إذ يرى “الشاذلي” أن هذا “واجب كل متخصص، فمن يجيد أي شئ، يجب أن ينقله ويعمله لهؤلاء”، حسب قوله.
ومن بين تلاميذ “الشاذلي” من كبَر ودخل الجامعة مؤخرًا. وغالبيتهم، اختاروا كليات فنون جميلة أو فنون تطبيقية، كما يحكي.. فيقول إن “هذه الجلسات تجعلهم يكتشفون مواهبهم التي لا يعرفونها، وهو ما يحدد اختياراتهم فيما بعد”.
يتمنى “الشاذلي” أن يرى مبادرته في أماكن عدة وأن ينتقل بها إلى مناطق مهمشة وفقيرة. فيختتم حديثه قائلا: “بعد نحو 40 عاما في التدريس لطلاب الجامعة، ليس هناك سعادة بالنسبة لي أكبر من تعليم الأطفال والتأثير فيهم، وهذا هدف الفن”.