07:46 م
الخميس 12 سبتمبر 2024
كتبت- سلمى سمير:
بعد مناظرة حظيت باهتمام ملحوظ حول العالم بين كلًا من مرشحي الرئاسة الأمريكية الديمقراطية كاميلا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، لا تزال ردود الفعل تتوالى عن المواجهة التي جمعت المتنافسين، سواء من استطلاعات الرأي أو تحليل لغة الجسد لكلًا من المرشحين.
مصافحة المرشحين
قبيل بدء المناظرة بين المرشحين، توجهت المرشحة الديمقراطية إلى خصمها الجمهوري ترامب ومدت يدها بالمصافحة، الأمر الذي اعتبره جو نافارو، الموظف السابق بوكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، تعبيرًا من هاريس عن ثقتها في نفسها وهو ما جعلها تحرز بعض النقاط على حساب ترامب الذي تردد في مد يده لمصافحة هاريس.
وبحسب نافارو، الذي تحدث عن تحليله في مقال نشرته مجلة “بوليتيكو” الأميركية، فإن نائبة الرئيس الأمريكي تمكنت من الحصول على ما هدفت الوصول إليه، قائلًا إن خطوة هاريس بالمصافحة ليست مجرد تحية وإنما وسيلة لإظهار الأدب والكياسة، بتأكيد مبدأ الرغبة في توحيد الصف رغم التنافس على حد تعبيره.
وبعد مصافحة ترامب عادت هاريس إلى موقعها مبتسمة ابتسامة عريضة ظهرت بشكل واضح على وجهها، وهو ما اعتبره موظف مكتب التحقيقات السابق، علامة انتصار بالحصول على مطلبها.
رقبة مشدودة
خلال المناظرة يطرح كل من المرشحين أسئلة على أحدهما الآخر، وعندما جاء دور هاريس للإجابة على أول سؤال ظهرت عروق رقبتها مشدودة وبلعت ريقها، وهو الأمر الذي لاحظه محللو لغة الجسد وإن لم يلاحظه العيان، بحسب نافارو.
جاءت تلك الإشارات الجسدية كدليل على معاناة هاريس من حالة من التوتر العصبي الذي جعلها تظهر غير واثقة من نفسها وأدائها رغم أنه كان في البداية ولم يستمر طوال المناظرة حيث تمكنت من جمع رباطة جأشها والتعامل بطريقتها المعهودة، على عكس خصمها الجمهوري الذي بدا هادئًا وواثقًا في حديثه.
ذقن هاريس
عند محاولة توجيه اتهامات إليها بـ “الماركسية” جراء المسيرة المهنية لوالدها، ما كان من هاريس إلا إسناد كفها على ذقنها والنظر بصمت إلى ترامب أثناء حديثه لتقول له “لا أستطيع حتى أن أصدق ما تقوله” بحسب نافارو.
ويقول المحلل للمجلة الأمريكية، إن أسلوب هاريس جاء بشكل متعمد استخدمته سابقًا في عدد من المناسبات ضد ترامب عندما اعتبرته يتحدث عن أمور “شائنة”.
ضحكات عالية
باستخدام تقنية الضحك المرتفع لدى سماع حديثًا لا يوجد رد حاضر له، هكذا كان رد المرشحة الديمقراطية لدى سماعها اتهام ترامب للمهاجرين بأنهم يأكلون الحيوانات الأليفة للأمريكيين، فلم يكن من هاريس حينها إلا إطلاق ضحكة مرتفعة، بحسب نافارو.
وقال نافارو، إن ضحكة هاريس، جاءت مماثلة لما يفعله المحامون، وهو ما رجح اعتيادها عليه بحكم عملها كمدعية عامة، لتشكل بذلك ضحكتها تناقضًا واضحًا مع حديث ترامب الجاد عن المهاجرين.
تحاشي النظر
على مدار 90 دقيقة استمرت خلالها المناظرة رفض ترامب النظر إلى المرشحة الديمقراطية هاريس، وكأنه يحاول إظهار انتصار على الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن انسحابه من السباق الرئاسي، بحسب نافارو.
وطوال المناظرة لم ينظر ترامب إلى هاريس حتى أثناء توجيه الأسئلة لها، معتمدًا أسلوب النظر مباشرة أمامه، وكأن مواجهة عينا هاريس سيشكلان أزمة له، بحسب الموظف السابق في مكتب التحقيقات.
وأشار محلل لغة الجسد، إلى استخدام ترامب للأسلوب الخاطئ في قيادته للمناظرة، قائلًا إن أساس إدارة مناظرة جيدة يكون بمواجهة الخصم بشكل مباشر والنظر في عينيه، إلا أن ما فعله ترامب جعله يظهر بهيئة الخائف أو اللامبالي أو المنزعج.