09:20 م
السبت 12 أكتوبر 2024
الدقهلية- رامي محمود:
في حادث مأساوي هزّ مدينة المنصورة، عُثر على ممرضة شابة، تدعى “أسماء.ر”، جثة هامدة داخل إحدى غرف مركز جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية بجامعة المنصورة، الأمر الذي أثار حالة من الصدمة والاستياء بين زملائها وزميلاتها في العمل، وأثار تساؤلات عديدة حول أسباب هذه الواقعة المأساوية.
كان اللواء حسام عبدالعزيز، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا من اللواء محمد عز مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من إدارة تأمين المستشفيات الجامعية للعميد محمد عمر شريف، مأمور قسم شرطة أول المنصورة، بالعثور على ممرضة داخل غرفة بمركز جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية “جثة هامدة”.
وانتقل ضباط وحدة مباحث قسم شرطة قسم أول المنصورة بقيادة المقدم عبد الحميد الشورى، رئيس المباحث، وبالفحص تبين وفاة “أسماء.ر”، 28 عامًا، ممرضة بالمركز.
وأكد عدد من زملائها أن المتوفاة كانت تقضي عملها ضمن الشيفت المسائي وقامت بالمرور وفقا لجدول تشغيلها إلا أنها اختفت عن الأنظار حتى جرى العثور عليها متوفاة وسط شكوك بانتحارها لتعرضها لضغوط عملية.
وأضافوا أن الممرضة طلبت أكثر من مرة نقلها نظرا للضغوط التي تمر بها، وطالبت من رؤسائها الموافقة على نقلها، قبل أن تقدم على هذه الخطوة.
وكشف أحد زملاء المتوفاة لـ “مصراوي”، قيام المتوفاة بالاقدام على التخلص من حياتها بتناول عقار”ديرميكم” المخدر والذي يستخدم فى العمليات الجراحية وقامت بأخذ كمية كبيرة منه داخل غرفة الإفاقة وعثر بجانبها على أمبول العقار بعد ان قامت تعاطيه عن طريق الحقن .
وقال زميل الضحية الذي طلب عدم نشر اسمه: “إنه كان دائم التواصل مع الضحية وكانت تشكو من تعرضها لأزمة نفسية شديدة بعد انفصالها وقيام طليقها بالطعن فى شرفها”.
في السياق ذاته، علق الدكتور الشعراوي كمال موسى، المدير التنفيذي للمستشفيات والمراكز الطبية بجامعة المنصورة، على الواقعة، موضحا أن الأمر قيد التحقيق بواسطة الأجهزة الأمنية والنيابة العامة.
وأضاف المدير التنفيذي في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”، أن المتوفاة وتدعى “أسماء.ر”، تعمل رئيسة تمريض خلال فترة السهر ومنوط بها المرور على التمريض والحكيمات والعمليات خلال فترة السهر وتبلغ الإدارة عن أي تجاوزات تحدث من قبل التي تتابعهم، نافيًا وجود ثمة خلافات بين المتوفاة وإدارة المركز وإلا لما يسند إليها مهام العمل كرئيسة في الفترة المسائية.
وأضاف أنه جرى توقيع الكشف المبدئي على المتوفاة بواسطة مفتشة الصحة التي بينت أنها تعرضت لهبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية ناتج عن توقف عضلة القلب، ولا توجد شبهة جنائية وفي انتظار التقرير النهائي لمصلحة الطب الشرعي.
ولفت الشعراوي، إلى أن الحادث وقع داخل العمل لكنه مفاجئ لم ينتج عن تعرضها لثمة اعتداء أو سقوط أو حتى خطأ في السلامة والصحة المهنية ونفتح تحقيق داخلي للوقوف على حقيقة الأمر.
وأوضح أن رئيس جامعة المنصورة الدكتور شريف خاطر، والدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب كلفوا بسرعة إنهاء أية إجراءات وجرى استدعاء والدها الذي كشف عن وجود خلاف بسيط بينها وشقيقتها لكن هذا لن يؤدي أبدا إلى انتحارها أو قيامها بالتخلص من حياتها”.
وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.
كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102. وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.