10:30 م
الجمعة 23 فبراير 2024
الدقهلية – رامي محمود:
“مش لاقية إيهاب وما بيردش على تليفونه”؛ كان ملخص ما تلقاه مالك معرض للأدوات المنزلية أشرف عبد العزيز مساء يوم 13 فبراير الجاري، من زوجته تخبره باختفاء ابنهما، الذي غادر منزل أسرته قبلها لتلقي درسًا خصوصيًا لدى “محمد” معلم الفيزياء.
قطع الأب رحلته خارج محافظة الدقهلية، وعاد والقلق قاتله، إلى محل سكنه في منطقة الأمل بحفير شهاب الدين مركز الستاموني، يراقب الطريق عل حادث أصاب الفتى، حتى وصل أخيرًا وبدأت الأسرة رحلة البحث عن الابن المفقود.
شاركهم البحث أستاذه “محمد” الذي كتب منشورًا عبر حسابه بـ”فيسبوك”، أظهر قلقه على تلميذه الذي كان تربطه به علاقة جيدة وصداقة.
الأرض بلعت إيهاب
“كنا بندور من غير أمل وكأن الأرض بلعته لحد ما جالنا اتصال من خالة إيهاب”؛ يقول الوالد في حديثه خلال بث أجراه “مصراوي” من الحي الذي تسكن به الأسرة، وقد كشفت مكالمة الخالة ما ظل يطارد الأبوين من رعب لا يبغيان تصديقه.
“قالت لنا إن فيه واحد غريب اتصل عليها وقال إن إيهاب معاه.. كان عايز 500 ألف جنيه عشان يرجعه تاني لينا، وطلب تحويل المبلغ مقسم بالتساوي على 17 رقم محمول وقفل بعد ما قال إنه هيتصل بينا تاني”.
إيهاب.. أشلاء في المصرف
مع قلقهما على ابنهما، قرر الوالدان التوجه فورًا إلى مركز شرطة الستاموني لتحرير محضر بما حدث، وانتظرا مكالمة أخرى لم تأت أبدًا من المجرم الذي نفذ تهديده بجريمة هزت محافظة الدقهلية كلها.
تم العثور على “إيهاب” جثة في مصرف بين قرية النقعة وقرية 7 ثابت (بحر التبن) مقيد اليدين مشطورًا إلى ثلاثة أجزاء.
مش قادر أصدق اللي حصل لإيهاب
“مكنتش مصدق إن كل المرات اللي كنسل عليا فيها وأنا بحاول أوصل له إنه كويس اتصلت.. تاني يوم المسا، الشرطة بلغتنا بالعثور على جزء من ابني وبعدين لقوا بقيت الأجزاء.. ربنا ما يكنبها على حد.. أنا مؤمن بالله وقضاه بس مش قادر أصدق إن المجرم اللي عمل كده في ابني كان معانا وبيدور عليه زينا.. طب ليه؟”.
مع العثور على أشلاء “إيهاب” البالغ من العمر 16 عامًا، بدأت تفاصيل الجريمة وهوية مرتكبها تتكشف رويدًا رويدًا. حيث قادة قطعة خيش مدممة عُثر عليها من أشلاء الطالب الضحية إلى مدرس الفيزياء مرتكب واقعة القتل البشعة.
“مش قادر أفهم ازاي.. ده كان هو وابني صحاب مع اقتراب العمر بينهم وكانت علاقته بينا احنا كمان كويسة جدًا.. ده إيهاب طلب من والدته تحضر له أكل ياكلوه سوا وكانوا بيلعبوا سوا على تطبيقات الألعاب اللي بيعرفوها الشباب اليومين دول ومكنش فيه سبب إنه يقتل ابني”؛ يقول الأب المكلوم الذي أذهلته ما توصلت إليه التحقيقات من أن المتهم كان يبيت النية للتخلص من ابنه، بشراء خطوط محمول متعددة يضلل بها الشرطة والأسرة والسكين الكبير الذي أحضره معه بنية قتل وتقطيع الضحية.
ما قالته التحقيقات
اللواء محمود أبوعمرة، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بتشكيل فريق بحث بقيادة مدير المباحث الجنائية بالدقهلية وضباط إدارة البحث الجنائي بفرع غرب الدقهلية ومباحث مركز شرطة الستامونى وبلقاس تنسيقا مع ضباط فرع الأمن العام لكشف غموض الحادث وملابساته.
وبإجراء معاينة لآخر مكان تواجد به المجني عليه وهو “غرفة للدروس الخصوصية”، كائنة بقرية 23 الأمل مركز الستاموني خاصة بالمتهم “محمد.ع.ع.ا”، 26عاما، مدرس فيزياء، عثرت الأجهزة الأمنية على قطعة خيش كبيرة الحجم من ذات أوصاف قطعة الخيش التي وجد بها النصف السفلي لجثمان المجني عليه، وغير منتظمة الحواف من آثار القطع، وبمطابقة القطعة المدممة المعثور على الجثمان داخلها تكاملت معها تماما، وتبين اقتصاص القطعة الأولى من القطعة المعثور عليها.
اعترافات المدرس قاتل إيهاب
بمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الواقعة وتقطيع جثمان المجني عليه إلى ثلاثة أجزاء “نصف سفلي جزع- رأس”، لمروره بضائقة مالية وكونه مدين بمبلغ مالي لا يستطيع سداده ولعلمه بأن والد المجني عليه ميسور ماديا، فكر فى التخلص منه وقتله وإخفاء جثته بعد تقسيمها لأشلاء ومطالبة ذويه هاتفيا بمبلغ مالي.
وأقر المتهم أنه استغل تواجده بمفرده برفقة المجني عليه بغرفة الدروس الخصوصية وقام بقتله بسكين وتقطيع جثته. وأكد في تحقيقات الشرطة أنه لم يستطع استكمال مساومته لأسرة المجني عليه عن طريق هاتف المجني عليه، حيث تفاجئ بالتواجد الأمني الكثيف والواسع منذ ارتكاب الواقعة.
وبإرشاد المتهم، عثرت الأجهزة الأمنية على منطقة الجزع وعليها فانلة داخلية خاصة بالمجني عليه بجرف أحد المجاري المائية بمنطقة 21 الأمل حفير شهاب الدين مركز الستاموني. كما عُثر على كيس بلاستيكي أسود اللون داخله أحياء أدمية وأضاف بتخلصه من متعلقات المجني عليه “حقيبة مدرسية- هاتف محمول- ساعة يد” بإلقائهم بالمجاري المائية.