03:57 م
الأحد 18 يونيو 2023
كامبالا – (أ ف ب)
تنتظر عائلات منكوبة الأحد أمام مشرحة في غرب أوغندا، تحديد مصير أحبائها بعد هجوم جهاديين على مدرسة ثانوية تسبّب في مقتل عشرات الطلاب.
وقضى ما لا يقل عن 41 شخصاً معظمهم تلامذة ليل الجمعة/السبت، في الهجوم الذي يعدّ الأسوأ الذي تشهده البلاد منذ سنوات.
استهدف الهجوم مدرسة لوبيريها الثانوية في مبوندوي بالقرب من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية. واتهم مسؤولون في الجيش والشرطة الأوغنديين عناصر من القوات الديمقراطية المتحالفة، وهي ميليشيا أعلنت الولاء لتنظيم داعش، بالوقوف وراء هذا الهجوم.
وتعرّض الضحايا لهجوم بمناجل، ولإطلاق النار عليهم وإحراقهم أحياء، الأمر الذي أثار صدمة في أوغندا وقوبل بإدانة دولية شديدة.
وقال الجيش والشرطة الأوغنديان إنّ المهاجمين فرّوا إلى متنزه فيرونجا في الأراضي الكونغولية واختطفوا 6 أشخاص بعد مداهمتهم القاتلة.
وتمّ حرق العديد من الضحايا لدرجة أنّه يصعب التعرّف عليهم، وذلك عندما أشعل المهاجمون النار في مهجع مغلق في المدرسة الثانوية.
وأمام مشرحة في بويرا، وهي بلدة قريبة من موقع الهجوم، بكت العائلات عندما تمّ وضع جثث أحبائها في نعوش ونقلت لدفنها.
غير أنّ العديد من العائلات الأخرى لا تزال بلا معلومات عن أحبائها المفقودين.
وتم نقل رفات العديد من ضحايا الحريق الذي طال المدرسة الثانوية إلى بلدة فورت بورتال حيث سيتمّ إجراء اختبار الحمض النووي.
ويعدّ الهجوم على هذه المدرسة الأكثر دموية في أوغندا منذ الهجوم المزدوج في كمبالا في العام 2010 والذي أسفر عن مقتل 76 شخصاً في عملية تبنّتها حركة الشباب المتمركزة في الصومال.
“سيدفعون الثمن”
وصف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش هذا العمل بـ”المروّع” بينما ندّدت واشنطن التي تعدّ حليفاً مقرّباً لأوغندا، والاتحاد الإفريقي، بإراقة الدماء وقدّما تعزيتهم.
وندد البابا فرنسيس الأحد بـ”الهجوم الوحشي”. وقال خلال صلاة التبشير الملائكي أمام وفود المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، “أصلّي من أجل الطلاّب الصغار الذين كانوا ضحايا الهجوم الوحشي على مدرسة في غرب أوغندا”.
في غضون ذلك، أعلنت السيدة الأوغندية الأولى ووزيرة التربية جانيت موسيفيني أنّ 17 طالباً أحرقوا في مهجعهم، كما قُتلت 20 طالبة طعناً.
كذلك، قُتل عنصر أمن وثلاثة أشخاص، حسبما أفاد مسؤولون.
وقالت موسيفيني السبت إنّ الجيش سيطارد “هؤلاء الأشرار وسيدفعون ثمن ما فعلوه”.
غير أنّ أسئلة أثيرت عن الطريقة التي تمكّن من خلالها المهاجمون من التملّص من المراقبة في منطقة حدودية ذات وجود عسكري كثيف.
وتقع المدرسة الثانوية على بعد أقل من كيلومترين من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تنشط القوات الديمقراطية المتحالفة وتُتهم بقتل آلاف المدنيين منذ التسعينات.
وقال قائد الكتيبة الجنرال ديك أولوم السبت لوكالة فرانس برس إنّ أجهزة الاستخبارات تحدثت عن وجود القوات الديمقراطية المتحالفة في المنطقة قبل يومين من وقوع الهجوم على الأقل، مشيراً إلى ضرورة فتح تحقيق.
وأضاف أنّ لدى المهاجمين معلومات مفصّلة عن المدرسة.
وشنّت أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية هجوماً مشتركاً في العام 2021 لطرد القوات الديمقراطية المتحالفة من معاقلها في الكونغو، لكن هذه العمليات فشلت حتى الآن في إنهاء هجمات هذه الجماعة.
في يونيو 1998، تمّ حرق 80 طالباً حتى الموت في مهاجعهم في هجوم للقوات الديمقراطية المتحالفة على معهد كيشوامبا التقني بالقرب من حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كما خُطف أكثر من مئة طالب.