09:01 م
الثلاثاء 14 يناير 2025
كتب- محمود الطوخي
تخللت كلمة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في نقاشات يعقدها المجلس الأطلسي، اليوم الثلاثاء، عدّة مخالطات بين إعلان عن تقدم في مفاوضات الأسرى بين حماس وإسرائيل بفضل جهود “بايدن”، واعتراف بخطأ بعض القرارات بشأن الحرب في غزة، وكذلك رسائل طمأنة إلى حليفة واشنطن الاستراتيجية إسرائيل.
صفقة بفضل جهود بايدن..!
وفي سياق ذلك، قال بلينكن إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ خطوات سريعة لمنع اتساع الصراع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن مصر وقطر توصلتا إلى صيغة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة والكرة الآن في ملعب حماس.
وأوضح بلينكن، أن الوسطاء يعملون على صياغة خطة تتضمن اليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة وكيفية حكم القطاع، لافتا إلى أنه في حال توصلت حماس وإسرائيل لاتفاق بشأن غزة الآن أو بعد 20 يناير فسيكون تعبيرا عن الإطار الذي كان وضعه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو 2024.
ولفت بلينكن، إلى أنه سيكون هناك هيئة ستتولى حكم قطاع غزة في اليوم التالي للحرب وستسلم الحكم إلى سلطة فلسطينية، مضيفا “بعد أن أدركنا أن هدف إسرائيل في تقويض قدرة حماس تحقق عمل الرئيس بايدن على إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار”.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على ضرورة ألا يؤثر الاتفاق الجديد على أمن إسرائيل ولا على مكانتها، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها ستسلم خطتها لأوضاع غزة في اليوم التالي للحرب إلى إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للمضي قدما فيها.
قدرات حماس وحزب الله
وذكر وزير الخارجية الأمريكي في هذا الإطار، أن مبادئ الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها كانت ألا يشكل قطاع غزة تحت حكم حماس تهديدا مستمرا لإسرائيل ووقف الحرب في القطاع.
وأوضح بلينكن، وفق زعمه، أن قدرات حركة حماس العسكرية وقدرتها على حكم قطاع غزة تقوّضت وقدرات إيران تراجعت.
وشدد بلينكن على أنه لا يمكن لأحد أن يجبر إسرائيل على قبول دولة فلسطينية تحكمها حماس أو أي منظمة أخرى “متطرفة”.
ولفت بلينكن إلى أن على الولايات المتحدة ضمان عدم قدرة حماس على حكم قطاع غزة وأن تتولى السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها حكم القطاع.
وفي ما يخص حزب الله، أشار بلينكن، إلى أن قوات الجماعة اللبنانية تراجعت إلى شمال نهر الليطاني، مؤكدا في الوقت نفسه، أن إسرائيل تواجه وضعا غير مستدام على حدودها الشمالية وأن حزب الله كان يسيطر على مساحات واسعة بعدما فقدت إيران القدرة على إمداده بالأسلحة.
ونوّه بلينكن، إلى أن هدف واشنطن كان منع اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط ومنع حزب الله من أن يشكل خطرا على إسرائيل.
الشرق الأوسط وميزان القوى
تطرق وزير الخارجية الأمريكي في كلمته، إلى سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، معلّقا بأن ميزان القوى في الشرق الأوسط تغير بشكل كبير لكن الأوضاع هناك لا تزال خطير.
وأوضح بلينكن، أن ما أسماها بـ “الجماعات الإرهابية” تحاول استغلال الأوضاع في المنطقة، مشيرا بشكل غير مباشر إلى الهجمات التي استهدفت القواعد الأمريكية بالشرق الأوسط.
وأضاف بلينكن: “بإمكاننا أن نرسم واقعا جديدا في الشرق الأوسط ينعم فيه الجميع بالسلام والاستقرار”، مشددا على أن واشنطن تسعى لإنهاء الحرب في غزة بطريقة من شأنها أن تضع الأساس للسلام الدائم وتعزيز التطلعات المشروعة للإسرائيليين ودولة للفلسطينيين.
اعتراف بالخطأ ونصيحة
طالب بلينكن، الإسرائيليين بالتخلي عن “الأسطورة القائلة إنهم قادرون على تنفيذ الضم بحكم الأمر الواقع”، مشيرا إلى أن إسرائيل توسع المستوطنات في الضفة الغربية بوتيرة سريعة.
وتعليقا على كيفية تعامل الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها مع الحرب في غزة والأوضاع بالشرق الأوسط، أكد بلينكن أنه “لا يمكنني القول إن كل القرارات التي اتخذتها واشنطن تجاه هذا الصراع في الشرق الأوسط كانت صائبة”.