05:08 م
الثلاثاء 18 مارس 2025
الإسماعيلية – أميرة يوسف:
لم تكن حياة ليلى عبد العاطي، الأم المثالية لمحافظة الإسماعيلية، سهلة على الإطلاق، لكنها استطاعت تحويل الأزمات إلى محطات نجاح، مؤكدة أن الأمومة ليست مجرد لقب، بل نضال طويل يُكتب بعرق وكفاح السنين.
قبل ثلاثين عامًا، وجدت ليلى نفسها أمام تحدٍّ صعب بعدما تعرض زوجها، تاجر الموبيليا، لعملية نصب أفقدته كل ما يملك، ما أدى إلى إصابته بمرض خطير في النخاع الشوكي أقعده عن العمل. لم يكن أمامها سوى المواجهة، فباعت أثاث منزلها قطعةً تلو الأخرى للإنفاق على علاجه ورعاية طفليها.
تفاقمت معاناتها بعد وفاة زوجها عام 2012، حيث تحملت وحدها مسؤولية تربية ابنيها، لتكون الأم والأب في آنٍ واحد. لم تستسلم، بل خاضت معارك الحياة بكل قوة، فعملت في التدريس بالحضانات، وتعليم الكبار في فصول محو الأمية، وشاركت في أعمال مجتمعية، سعيًا لتوفير حياة كريمة لأبنائها.
لم تقتصر التحديات على الأزمات المادية، فقد خضعت ليلى لجراحة قلب مفتوح عام 2017، لكنها لم تسمح للمرض بإيقاف مسيرتها، وواصلت الكفاح حتى أكمل أبناؤها تعليمهم، حيث حصل ابنها على ليسانس الآداب، فيما نالت ابنتها بكالوريوس نظم المعلومات الإدارية، كما نجحت في تزويجها، ليصبح حلمها في رؤية أبنائها بحياة مستقرة واقعًا.
اليوم، وبعد سنوات طويلة من التضحية، تحظى ليلى عبد العاطي بالتكريم كأم مثالية، حيث تلقت مكالمة هاتفية من اللواء طيار أ.ح أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، لتهنئتها بهذا اللقب، تقديرًا لمسيرتها الحافلة بالعطاء والصبر.
وعن مشاعرها، عبرت ليلى عن سعادتها بهذا التكريم، مؤكدة أن فرحتها الحقيقية تكمن في نجاح أبنائها واستقرارهم، متطلعة إلى مرحلة جديدة في حياتها مع قدوم الأحفاد، ليكونوا شهودًا على قصة كفاح امرأة لم تعرف اليأس يومًا.