01:45 م
الجمعة 19 أبريل 2024
بي بي سي
كانت إيران، في أحيان كثيرة، مسرحا لإطلاق تصريحات غاضبة ولاذعة تتعهد من خلالها بشن هجمات عقابية على إسرائيل، أو كما تسميها “العدو الصهيوني”، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية وآخرين.
وعلى الرغم ذلك جاء رد الفعل الإيراني على الضربات صباح اليوم الجمعة على أراضيها خافتا ومعتدلا، حتى أن بعض المسؤولين الإيرانيين نفى حدوثها تماما.
كما سخر آخرون منه ووصفوه بأنه “هجوم فاشل” لم يتضمن سوى “عدد قليل من المروحيات (المسيّرة) الرباعية”.
فمن المهم بالنسبة للقيادة الإيرانية، التي تواجه تحديات داخلية خطيرة، أن تقدم نفسها على أنها الطرف المنتصر في تعاملها مع إسرائيل.
وكانت هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة، شنتها إيران في نهاية الأسبوع الماضي على إسرائيل، قد رُوّج لها على أنها “تلقين العدو درسا”، رغم نجاح الدفاعات الجوية الإسرائيلية وغيرها في إسقاط كل شيء تقريبا ولم يُقتل أحد.
ولا يتعلق الأمر جزئيا بحفظ ماء الوجه واستعراض القوة فحسب، بل يتعلق أيضا بتقييم الوضع وخطوات الردع والاستجابات المحسوبة.
أراد كثيرون في الحكومة الإسرائيلية رؤية هجوم أكبر بكثير على إيران اليوم.
بيد أن أصدقاء إسرائيل أوضحوا أن ذلك سيكون خطيرا ويمكن أن يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا يمكن أن تجر الولايات المتحدة وتؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة فضلا عن دفع الآلاف إلى الفرار من المنطقة.
ويبدو أن إسرائيل استجابت لهذه الدعوة، بيد أنها لا تزال ترسل رسالة مفادها أنها تستطيع أن تضرب منطقة قريبة من البرنامج النووي الإيراني في مدينة أصفهان، وأن بإمكانها أن تفعل ذلك بقوة أكبر بكثير في المرة القادمة.