12:48 ص
الإثنين 05 يونيو 2023
كتب – محمد شعبان:
شوق وحنين الأم لأبنائها لا يستطيع أحد كبح جماحه مهما بلغت الصعوبات فغريزة الأمومة هي المحرك الأساسي على تصرفاتها حينها حتى لو كلفها الأمر حياتها. ما سبق تحقق على أرض الواقع في واقعة مأساوية شهدتها مدينة الشيخ زايد.
في ليلة أقل جمالا من ليلتنا حضرت “فاتن” إلى مسكن طليقها -المستحوذ على حضانة ابنتيها- جُل همها رؤية الفتاتين والاطمئنان عليهما بعد فترة جفاء بسبب ممارسات الأب غير المفهومة لإبعادهما عن والدتهما.
الأب لم يكتفي بإبعاد القاصرتين عن أمهما بل راح يتزوج من أخرى تقمصت شخصية زوجة الأب بامتياز لتزداد الفجوة بين الابنتين والأم مما كان ينذر بالكارثة.
بالعودة إلى المجاورة الأولى بمدينة الشيخ زايد حضرت ذات الـ40 سنة في محاولة أخيرة لرؤية ابنتيها. طرقت باب الشقة فجاء الرد قاسيًا “امشي من هنا مالكيش بنات عندي” رافضًا فتح الباب بالمرة.
لحظات قليلة استجمعت معها “فاتن” قواها ودموعها ترسم نهرًا على وجنتيها حتى اختمرت في ذهنها فكرة ستمنحها فرصة للقاء تمناه قلبها واشتاقت له مقلتاها.
بخطوات سريعة صعدت الأربعينية إلى سطح العقار -المكون من 5 طوابق- أحضرت ملاءة سرير حولتها إلى حبل وثبتته بقاعدة خرسانية وراحت تهبط إلى شرفة شقة طليقها -في مشهد سينمائي- وسط تجمع الجيران بعيون شاخصة نحو الأعلى وارتفاع خفقان القلب واضطربت نبضاته حتى وقعت الطامة الكبرى.
في لحظة توقفت معها عقارب الزمن، اختل توازن السيدة وسقطت على الأرض جثة هامدة تسيل منها الدماء وصراخ ابنتيها يدوي المكان قبل أن تطوق الشرطة محيط العقار ومن بعدها نقل الجثمان إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي استدعت طليقها لسماع أقواله وطلبت تحريات المباحث.