11:47 م
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
كتب- محمود الطوخي
بعد وقت قليل من انتهاء الهجوم الإيراني على إسرائيل، مساء أمس الثلاثاء، توعدت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو برد صارم، ما عزز مخاوف دولية من اندلاع صراع شامل بين طهران وتل أبيب.
ووفقا لما أعلنته هيئة البث العبرية، قرر مجلس الحرب الإسرائيلي خلال اجتماعه، اليوم الأربعاء، الرد على الهجوم الإيراني بشكل قاس.
وأكد مسؤولون إسرائيليون، أن الرد الذي تعتزم إسرائيل تنفيذه لن يؤدي في النهاية إلى حرب إقليمية، لافتين إلى أن عدّة عوامل تؤثر على طبيعة الرد المتوقع من بينها الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي إطار ذلك تسود تساؤلات حول الأهداف التي قد تقرر إسرائيل مهاجمتها سواء داخل إيران أوخارجها، فما هي أبرز الخيارات المتوفرة؟
المنشآت النووية الإيرانية
قبيل الهجوم الإيراني بساعات قليلة، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن تل أبيب أرسلت رسائل تحذيرية إلى طهران، موضحة أن الرسالة تضمنت تهديدات بقصف منشآت نووية إذا ما أقدمت إيران على مهاجمة إسرائيل.
وعلى مدار السنوات الماضية راقبت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني، بينما تحاول جاهدة إلى حشد دعم مضاد له، إذ حرصت على تحريض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والذي انسحب من الاتفاق النووي في مايو 2018 وفرض عقوبات اقتصادية عديدة على طهران.
إلى جانب ذلك، تعرضت مواقع إيرانية نووية أبرزها “نطنز” إلى هجمات سيبرانية على فترات متفاوتة بمحافظة أصفهان والتي تعرضت لهجمات “إسرائيلية” في أبريل الماضي، أدّت إلى أضرار جسيمة داخل تلك المنشآت، والتي عادة ما تحمّل طهران تل أبيب المسؤولية عنها.
ونتيجة لذلك، فإن إسرائيل من المحتمل أن يكون لديها معلومات استخباراتية وفيرة حول البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يجعل تلك المنشآت هفا محتملا رغم ما ينطوي عليه الأمر من مخاطر.
مجمعات الصناعات العسكرية
لكن التوجّه الأمريكي الذي يخالف رغبة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوضحه الرئيس جو بايدن، بعدم تأييد شن هجوم على منشآت نووية إيرانية.
وتأكيدا لذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن واشنطن تنسق مع إسرائيل خيارات الرد على الهجوم الإيراني.
وفي ظل ذلك، قد تضطر تل أبيب إلى ضرب أهداف تحظى بموافقة الولايات المتحدة، ولا تؤدي في النهاية إلى حرب شاملة بين الطرفين، والتي من بينها مجمعات الصناعات العسكرية.
وتمتلك إيران عدّة منشآت عسكرية لتطوير الأسلحة والذخائر، لتوفير الإمدادات الإستراتيجية للحرس الثوري وكلائه في المنطقة، والتي من بينها منشآت لتطوير المسيّرات والصواريخ البالستية وصواريخ “كروز”، التي استخدمتها في هجوم أمس.
المنشآت النفطية
وفي سياق الرد على الهجوم الإيراني، قالت صحيفة “التليجراف” البريطانية نقلا عن مسؤول إسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن جيش الاحتلال يدرس شن هجوم على إيران من شأنه التسبب في أضرار اقتصادية.
وخلال الساعات الماضية، ألمحت وسائل إعلام عبرية، إلى أنه من الممكن أن تهاجم إسرائيل منشآت إنتاج النفط الإيرانية ردا على الهجوم الصاروخي.
ومن بين تلك المنشآت، يمكن أن تنفذ إسرائيل هجمات تستهدف مصافي النفط الإيرانية التي ستؤثر بدورها على الاقتصاد الإيراني بشكل مباشر، بسبب تراجع عائداتها المادية إذا ما استهدفتها إسرائيل.
ومن المحتمل أن تقوم إسرائيل بضرب تلك المنشآت باستخدام صواريخ طويلة المدى أو بتنفيذ غارات جوية، او عن طريق أعمال تخريبية في ظل التوغل الاستخباراتي الإسرائيلي داخل إيران.
وبرغم ذلك، قد تعارض الولايات المتحدة تنفيذ هجوم مماثل، إذ سيؤدي استهداف منشآت النفط الإيرانية إلى ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي وهو مالا تفضّله واشنطن.
قادة بارزون وعلماء
على مدار السنوات الماضية، استهدفت إسرائيل قادة بارزين بالحرس الثوري وعلماء مسؤولين في البرنامج النووي الإيراني، أو شخصيات تربطها علاقات بطهران مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل قبل أيام.
ولقي عدّة علماء في البرنامج الإيراني خلال السنوات الماضية، مصرعهم في حوادث انفجارات ووقائع أخرى، والذين كان أبرزهم رئيس البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زادة عام 2020، وعالم الفيزياء النووية مجيد شهرياري الذي قُتل بعد انفجار قنبلة أُلصقت بسيارته عام 2010، واتهمت طهران الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء الحادث.
المصالح الإيرانية بالخارج
قد تتجه إسرائيل إلى مهاجمة منشآت ترتبط بالحرس الثوري خارج إيران.
وفي أبريل الماضي، استهدفت إسرائيل مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بغارات جوية، ما أسفر عن مقتل 7 من قادة الحرس الثوري على رأسهم محمد رضا زاهدي والذي يعتبر أحد أبرز القادة الإيرانيين الذين تم اغتيالهم منذ مقتل رئيس فيلق القدس قاسم سليماني مطلع عام 2020 في بغداد.
كما أن إسرائيل قد تلجأ إلى تكثيف هجماتها على الجماعات الموالية لإيران، مثل الحوثيين وحزب الله والفصائل في كل من سوريا والعراق، والذين عادة ما يرافقهم مستشارون عسكريون من الحرس الثوري، غير أنه قد يكون خيارا ضعيفا، إذ أن تل أبيب تهدف إلى إضعاف قدرة إيران العسكرية.
وفي هذا الشأن صرح مسؤول أمريكي لموقع “بوليتيكو”، مساء الأربعاء، بأن من بين خيارات الرد الإسرائيلي ضرب جماعات مدعومة من إيران أو توجيه ضربة لقوات الحرس الثوري باليمن أو سوريا.