جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
سليمان جودة
على نهاية هذا الأسبوع ستكون نتيجة السباق الأمريكي قد عُرفت، وسيكون العالم قد عرف اسم ساكن البيت الأبيض لأربع سنوات مقبلة تبدأ في العشرين من يناير ٢٠٢٥ .
ولأن الوقت ضيق في لحظات السباق الأخيرة، فإن كل مرشح من المرشحين الإثنين يستخدم كل ما يتيسر له من أسلحة مشروعة وربما غير مشروعة. والمشكلة أن استخدام مثل هذه الأسلحة لم يتوقف عند حدود كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديموقراطي، ولا بالطبع عند دونالد ترمب، مرشح الحزب الجمهوري، وإنما تجاوزهما الى المتعاونين الذين يقومون بالترويج لهما بين الناخبين على الجانبين.
ولأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يشعر بغُصة في حلقه من ترمب الذي شن عليه حملة إعلامية أخرجته من السباق، فإن بايدن لا يترك فرصة أو مناسبة تمر إلا ويسارع الى توظيفها للانتقام من مرشح الحزب الجمهوري .
من ذلك على سبيل المثال أن الرئيس الأمريكي كان يخطب قبل يومين، فلم يتمالك نفسه ولم يستطع ضبط أعصابه، فوصف أنصار ترمب بأنهم: قمامة !
ورغم أنه هاجم المرشح الجمهوري مرات من قبل، إلا أن هجومه بدا في هذه المرة مختلفاً وقاسياً وخارجاً، لأن الهجوم لم يكن على ترمب كمرشح، وإنما كان على أنصاره ومؤيديه من الناخبين، ولأن وصف قطاع عريض من الناخبين بأنهم قمامة مسألة قاسية للغاية، وهذا ما تخشى منه هاريس لأنه يمكن أن يقلب الموازين لصالح ترمب.
ولم يُكذّب المرشح الجمهوري خبراً، فراح يوظف الكلمة التي نطق بها بايدن انتخابياً على أقوى ما يكون التوظيف، وراح يقارن بين بايدن وبين هيلاري كلينتون التي كانت تنافس ترمب في سباق ٢٠١٦، والتي وصفت أنصاره يومها بأنهم: بائسون .
طبعاً نذكر أن ترمب فاز عليها، وهذا ما بدأ يقلق هاريس جداً، لأنه ليس من المستبعد أن تكون هذه الكلمة التي أطلقها بايدن بغير حساب لعواقبها، سبباً في تغيير كفة الميزان لصالح مرشح الحزب الجمهوري.
صحيح أن ترمب برع في الهجوم على مرشحة الحزب الديموقراطي، وعلى الذين يقومون بالدعاية لها، وكذلك على ناخبيها، ولكنه لم يذهب في الهجوم الى حد استخدام كلمة من نوع ما قال الرئيس الأمريكي.. فكل ما كان ترمب يقوله أنه كان يصف الديمقراطيين بأنهم شيوعيون، وأنهم عدو داخلي للبلاد.
ورغم ما هو معروف عنه من اندفاع، ومن فوضوية، ومن سلاطة اللسان أحياناً ، إلا أن من الواضح أن فريق حملته الانتخابية كان يعمل على ضبطه قدر الإمكان طول الوقت ، لأن كلمة واحدة من نوعية كلمة بايدن كفيلة بإحداث الكثير من التغيرات في مزاج الناخبين .
ولا تنتهي العجائب في موسم الانتخابات في بلاد العم سام، وسوف نرى في النصف الأول من هذا الأسبوع ما هو أعجب، أما النصف الثاني فسوف يكون أعجب وأعجب لأنه هو الذي سيشهد الإعلان عن اسم صاحب الحظ السعيد، وأياً كان الفائز منهما فإن أحلاهما مُر بالنسبة لنا نحن العرب وبالنسبة لغيرنا كذلك .