06:11 م
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
كتبت- سلمى سمير:
بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، يحيى السنوار، شهدت مسألة استشهاده تفاعلًا واسعًا على مستوى العالم سواء بالتنديد في المنطقة العربية أو بإبداء مظاهر الفرح في الغرب، لكن الوضع كان مختلفًا في سوريا.
استشهاد السنوار الخميس الماضي، لاقى تفاعلًا خاصًا بين السوريين بإبداء مظاهر الحزن ونعيه وهو ما كان على خلاف مع حدث مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي قُتل نهاية سبتمبر الماضي في غارة إسرائيلية استهدفت المقر المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
كان الوضع مختلفًا في التفاعل مع مقتل كلا القائدين رغم اندراج الاثنين تحت ما يُعرف باسم محور المقاومة، إلا أن مقتل نصر الله في سوريا كان إثلاجًا لصدور كثيرين، منهم أحمد النايف وهو شاب سوري، ترك بلاده مع الحرب واتجه للعمل في المملكة العربية السعودية.
في الـ27 من سبتمبر الماضي لم يتمكن النايف من النوم في تلك الليلة، بعد حديث الجيش الإسرائيلي عن استهداف مقر حزب الله، فيحكي لـ “مصراوي” أنه كان شديد الفرح عند سماع الخبر وطار النوم من عينيه ولم يتمكن من الراحة حتى تأكد من الخبر.
“شعرت بفرحة كبيرة خاصة وأنه ذاق الموت بالقصف مثلما كان يقصف السوريين” هكذا وصف النايف لحظة تأكده من خبر مقتل نصر الله من قبل إعلان الجيش الإسرائيلي وحزب الله في 28 أكتوبر باليوم التالي من استهداف القائد اللبناني.
سوريون في اعزاز
يحتفلون بنبأ مقتل حسن نصر الله pic.twitter.com/eSKx4NJ8wz— القوة العسكرية (@i___guns) September 27, 2024
لم ينبع كره النايف وغيره من عائلته لحزب الله ونصر الله، من فراغ، خاصة بعد استشهاد 3 من أبناء عمه خلال الحرب على يد قوات الحزب التي توجهت لسوريا لدعم النظام السوري ورئيسه بشار الأسد لقمع التظاهرات التي خرجت، وهو الوقت انتقل فيه الحزب اللبناني المدعوم من قبل إيران إلى جانب آخر لا علاقة له بالمقاومة التي كانت يُحتسب عليها بحسب حديث النايف لـ “مصراوي”.
قبل 12 عامًا خرجت تظاهرات كبيرة من مدينة القصير غربي سوريا طالبت برحيل الرئيس بشار الأسد وحكومته، وهي المدينة التي كان أبناء عم النايف يقطنوها، فوجئ النايف بعد ذلك باعتقال قوات حزب الله لأبناء عمه وإعدامهم بشكل ميداني.
“كانت المدن السنية هي أكثر المدن المغضوب عليها بسوريا” يحكي النايف، عن ظلم تعرض له أقاربه رغم عدم مشاركتهم في المظاهرات المناهضة للنظام رغم حقهم بالمشاركة فيها، قائلًا إن جل ذنبهم أنهم من كانوا من القصير التي خرجت منها المظاهرات.
في ذات القرية التي وزعت الحلويات لمقتل نصر الله، تم فتح دار للعزاء بعد سماع استشهاد القيادي يحيى السنوار، حيث أقامت مدينة إدلب عزاء لنعي أبو إبراهيم حضره كبار أعيان المدينة الواقعة في الشمال السوري، واضعين العلم الفلسطيني وشعارات دعم المقاومة الفلسطينية، واصفين السنوار بأنه سار على نهج الأنبياء والمرسلين.
مقاطع لاحتفالات السوريين فرحا بأنباء مقتل حسن نصر الله. pic.twitter.com/iYb1EQnYSq
— رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) September 27, 2024
ويرى سوريون كثيرون وبينهم نايف، أن حزب الله قام بنفسه بتغيير صورته وسرديته من حزب محسوب على تيار المقاومة إلى ذراع إيراني داعم للنظام السوري منذ 13 عامًا حتى لا يسقط بشار الأسد، فبعدما كان يدعم كثيرون حزب الله خلال الحرب مع الجيش الإسرائيلي عام 2006 سرعان ما تحول ذلك ليصبح اسم الحزب “حزب الشيطان” بحسب النايف وغيره من السوريين.
اذهبوا للبحر
بعيدًا عن الإبادة الجماعية والقتل الذي واجهه المعارضون للنظام السوري على يد حزب الله، لم ينس كثيرون كلمات نصر الله وتعامل الحزب مع النازحين السوريين الفارين من ويلات الحرب إلى لبنان، مع دعوته إلى إعادتهم لسوريا للاستقرار في وطنهم.
#حسن_نصر_الله في خطاب سابق يوجّه الشعب
السوري الى اوروبا لتشريدهم (هذا البحر امامكم) !#حسن_زميرة خنجر في خاصرة العرب، وكل
من قال بأنه (شهيد القدس) عليه ان يُراجع إسلامه . pic.twitter.com/3KndSuVtke— سلمان بن حثلين (@S_H_188) September 29, 2024
“أمامكم البحر اتخذوه سفنًا” كانت هذه بعض كلمات نصر الله في مايو الماضي، بهدف الدفع بالسوريين إلى أوروبا حتى يتحمل الاتحاد الأوروبي تكلفة معيشتهم في ظل أزمة اقتصادية يعيشها لبنان رغم أن عدد السوريين المتواجدين في لبنان يُقدر بنحو مليون شخص 800 ألف منهم مسجلين لدى الأمم المتحدة وتتحمل نفقتهم.
خلال كلمته التي جاءت قبل 4 أشهر من مقتله طلب نصر الله من السوريين التوجه إلى البحر للسفر إلى أوروبا دون تحديد طبيعة ذلك السفر إن كان سيكون شرعيًا آمنًا أم بشكل آخر يُنهي بهم الأمر جثث طافية على الماء دون الوصول إلى الوجهة المنشودة.