لندن – (بي بي سي)
يناقش المؤتمر السنوي لحلف شمال الأطلسي، الناتو، المقرر عقده يومي 11 و12 يوليو خطة مفصلة وشاملة للدفاع ضد أي هجوم روسي محتمل.
ويُعتقد أن هذه الخطة المفصلة هي الأكثر عمقا للتحالف العسكري في مواجهة روسيا، منذ نهاية الحرب الباردة.
ما هو حلف الناتو؟
الناتو هو تحالف عسكري أسسته 12 دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا، عام 1949. وقد أصبح اليوم يضم 31 دولة.
وهناك اتفاق بين الدول الأعضاء على مساعدة بعضهم بعضا في حالة وقوع أي هجوم مسلح.
وكان الهدف الأصلي للحلف هو مواجهة التوسع السوفيتي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
و بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، مُنح العديد من دول أوروبا الشرقية التي كانت حليفة له في حلف وارسو عضوية الناتو.
وكثيرا ما أبدت روسيا (التي كانت في السابق جزءا من الاتحاد السوفيتي) قلقها حيال قبول الناتو لدول أوروبا الشرقية، إذ رأت في الأمر تهديدا لأمنها. وقد عارضت بشدة طلب أوكرانيا الانضمام إلى التحالف، خشية أن يقترب الحلف كثيرا من أراضيها.
لكن بطبيعة الحال تمكن الناتو من الاقتراب من الأراضي الروسية في أبريل/ نيسان الماضي، عندما أصبحت فنلندا عضوة فيه.
ما خطة الناتو للدفاع ضد روسيا؟
لدى قادة الناتو خطة جديدة لمواجهة روسيا إذا ما هاجمت أيا من الدول الأعضاء.
هناك أوامر محددة حول المكان الذي يجب أن تذهب إليه القوات – وما يجب أن تفعله – في حالة قيام روسيا بالهجوم في أي من المناطق الثلاث: القطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي، ووسط أوروبا، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
لدى الناتو حاليا 40 ألف جندي يمكن حشدهم في وقت قصير. وستتم مناقشة خطط إرسال 300 ألف جندي للعمل في غضون 30 يوما في المؤتمر الذي سيعقد في ليتوانيا.
ويريد قادة الناتو من الدول الأعضاء تحديث معداتها العسكرية وتخزين المزيد من الذخيرة.
يقول مالكولم تشالمرز، نائب مدير مركز الأبحاث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إنها خطة الناتو الأكثر شمولا منذ نهاية الحرب الباردة في عام 1991.
يقول: “عندما انهار الاتحاد السوفيتي، اختفى خطر نشوب حرب كبرى بالكامل تقريبا”.
ويضيف: “لكن ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، وحرب أوكرانيا الحالية، يعنيان أن التهديد أصبح حقيقيا مرة أخرى – خاصة بالنسبة لدول مثل جمهوريات البلطيق”.
وتقول تريسي جيرمان، أستاذة الدراسات الدفاعية في جامعة كينغز كوليدج بلندن: “كل هذا مرتبط بضرورة الردع والدفاع، فضلا عن طمأنة الحلفاء على الجانب الشرقي”.
لماذا لم تنضم أوكرانيا إلى الناتو؟
قال الناتو في عام 2008 إنه يمكن لأوكرانيا أن تنضم إلى الحلف في وقت ما في المستقبل، لكنه رفض طلبها الأخير للحصول على عضوية عبر “المسار السريع”، وذلك لأن المادة الخامسة من ميثاق الناتو تنص على أنه إذا تعرض أحد الأعضاء للهجوم، فيجب على جميع الأعضاء الدفاع عنه.
وإذا أصبحت أوكرانيا عضوا، فسيتعين على دول الناتو، من حيث المبدأ، الدخول في حرب مع روسيا.
كيف تدعم دول الناتو أوكرانيا؟
زود العديد من الدول الأعضاء في الحلف أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة، حيث تقول تلك الدول إنها تريد مساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا .
وسوف ترسل الولايات المتحدة إلى أوكرانيا قنابل عنقودية، تقول أوكرانيا إنها ستساعد قواتها في اختراق الدفاعات الروسية في هجومها المضاد.
لكن هذه الخطوة مثيرة للجدل، فقد سبق وأن حظرت أكثر من 100 دولة استخدام القنابل العنقودية بسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين.
كما أرسلت الولايات المتحدة 31 دبابة من طراز أبرامز، وأرسلت المملكة المتحدة 14 دبابة تشالنجر 2، وأرسلت ألمانيا 14 دبابة ليوبارد 2، وأرسلت النرويج ثماني دبابات ليوبارد 2.
كما أرسلت الولايات المتحدة عربات قتال مدرعة مثل سترايكر وبرادلي.
بالإضافة إلى ذلك، أرسلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ بعيدة المدى مثل هيمارس، والتي كانت تضرب أهدافا خلف الخطوط الأمامية لروسيا.
وقدم العديد من دول الناتو مدافع هاوتزر ومدافع ذاتية الدفع، في حين باعت تركيا لأوكرانيا عدة طائرات بدون طيار من طراز “بيرقدار تي بي 2”.
وقدمت الولايات المتحدة وغيرها أنظمة دفاع جوي لإسقاط صواريخ كروز واالطائرات المسيرة الروسية التي تحلق فوق أوكرانيا.
وكانت الأسلحة المضادة للدبابات التي قدمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مثل “جافيلين” وإن لو”، حاسمة في صد تقدم روسيا على العاصمة الأوكرانية، كييف، في ربيع عام 2022.
لكن الولايات المتحدة تحجم عن إرسال صواريخها طويلة المدى، المسماة أنظمة الصواريخ التكتيكية المتقدمة، إلى أوكرانيا، إذ تعتقد أنه يمكن استخدامها لمهاجمة أهداف داخل روسيا – ما من شأنه خلق صراع مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
للسبب نفسه، لا ترسل دول الناتو قوات إلى أوكرانيا، ولا تستخدم قواتها الجوية لفرض منطقة حظر طيران.
لكن دول الناتو تعكف على تعليم الطيارين الأوكرانيين كيفية قيادة طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز F-16.
وتهدف دول الناتو أيضا إلى زيادة إمداداتها من قذائف المدفعية والذخيرة إلى أوكرانيا.
متى انضمت فنلندا إلى الناتو، وهل ستتبعها السويد؟
انضمت فنلندا إلى حلف الناتو في أبريل/ نيسان 2023 ، بعد أن كانت دولة محايدة في السابق.
وتشترك فنلندا بحدود برية تبلغ 1340 كيلومترا مع روسيا. وتضيف فنلندا 257,250 جنديا نظاميا واحتياطيا إلى قوات الناتو، و107 طائرات مقاتلة.
يتعين على جميع برلمانات الدول الأعضاء في الناتو الموافقة على انضمام دولة جديدة إلى الحلف.
وكانت السويد قد تقدمت بطلب للانضمام إلى الناتو، وأعلنت تركيا الاثنين دعمها لطلب السويد في حين أن المجر لم توافق بعد.
ويأتي الدعم التركي لطلب السويد الانضمام لحلف الناتو رغم اتهام تركيا السويد بإيواء أعداء تركيا، من أمثال الجماعات الموالية للأكراد، ورفض تسليمهم للدولة التركية.