08:36 م
الأربعاء 19 يونيو 2024
بي بي سي
تحتفل الولايات المتحدة في الـ 19 من يونيو كل عام بيوم إنهاء العبودية، الذي يعرف باسم “جونتينث”، وذلك بموجب قانون وقّع عليه الرئيس جو بايدن في عام 2021.
كيف كانت البداية؟ وكيف يجري الاحتفال بيوم جونتينث؟
أصل التسمية
في الـ 19 من يونيو عام 1865، وبعد أشهر من نهاية حرب أهلية انتصرت فيها الولايات الأمريكية الشمالية على نظيراتها الجنوبية (التي كانت لا تزال تقرّ العبودية)، أُخبر الأمريكيون الذين هم من أصول أفريقية في ولاية تكساس بأنهم أخيرا أصبحوا أحرارا.
وجاءت تلك اللحظة بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام من إعلان الرئيس أبراهام لنكولن كلَّ العبيد في الولايات المتمردة أحراراً بإصداره “إعلان تحرير العبيد”.
لكنّ كثيرين يرون أن النهاية الحقيقية لتحرير العبودية جاءت مع إعلان الجنرال جوردون جرينغر تطبيق قرار تحرير العبيد في ولاية تكساس.
وجاء اسم “جونتينث” من حاصِل دمج كلمة “جون” التي تعني شهر يونيو مع كلمة “ناينتينث” التي تعني 19.
عطلة فيدرالية
نعم، يوم جونتينث هو عطلة فيدرالية في الولايات المتحدة، وقد استغرق الأمر عقودا ليصبح كذلك.
وفي عام 1980، أُقرّ جونتينث عطلة رسمية لأول مرة في ولاية تكساس.
وفي السنوات اللاحقة، أخذتْ كل ولاية، باستثناء ساوث داكوتا، تقرّ جونتينث عطلة رسمية أو يوماً للاحتفال.
وعندما كان عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي، رعى باراك أوباما تشريعاً يستهدف إقرار جونتينث (يوم الـ 19 من يونيو) عطلة رسمية وطنية، لكن القانون لم يُمرّر أبدا، حتى بعد أن أصبح أوباما رئيسا للولايات المتحدة.
غير أن التشريع اكتسب زخماً في صيف 2020، بعد خروج مظاهرات تحمل شعار “حياة السود مهمة” في أنحاء الولايات المتحدة.
وفي الطريق إلى الـ 19 من يونيو 2021، تسارعت الخُطى في غُرفتَي الكونغرس لتمرير مشروع القانون، الذي أصبح قانونا بتوقيع الرئيس بايدن عليه.
وهكذا، أصبح يوم جونتينث أجْدد عطلة فيدرالية في الولايات المتحدة منذ إعلان الاحتفال بيوم “مارتن لوثر كنج جونيور” في عام 1983.
وكانت الناشطة أوبال لي من أعضاء حملة إقرار يوم جونتينث عطلة فيدرالية، وقرّرت أوبال لي، في عامها الـ 89، أن تمشي من تكساس إلى واشنطن العاصمة في عام 2016 لرفع الوعي وتشجيع المشرّعين.
وكانت أوبال لي تسير قرابة أربعة كيلومترات كل يوم، ما يمثّل العامين ونصف العام وهي المدة التي استغرقها المستعبَدون في تكساس ليعرفوا أنهم قد أصبحوا أحرارا.
وبعد أن أقرّ الكونجرس جونتينث يوم عطلة فيدرالية، تحدثت أوبال لي عن “العديد من المشاعر المتباينة” التي انتابتها.
وقالت أوبال: “لا أدري ماذا أقول.. السعادة تغمرني بعد أن أصبح لدينا أخيراً يوم جونتنيث، الأمر ليس خاصا بولاية تكساس أو بذوي البشرة السوداء؛ إنه أمر يتعلق بأمريكا”.
مظاهر الاحتفال
تغلق المؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة أبوابها احتفالا بيوم جونتينث، وكذا مؤسسات الأعمال الخاصة المعنيّة.
أما بخصوص حصول موظفي الحكومة على يوم عطلة مدفوع الأجر، فالأمر يتوقف في ذلك على ما إذا كانت السلطات في الولاية تعدّ يوم جونتينث عطلة رسمية، أو تعدّه يوماً للاحتفال، أو شيئا بين هذا وذاك، على حسب كل ولاية.
وبالمثل، تختلف مظاهر الاحتفال باختلاف الولايات الأمريكية؛ ففي بعضها تخرج عروض عسكرية، وفي ولايات أخرى تقام مهرجانات، وفي بعض الولايات تقام حفلات تجمع بين الجيران في كل منطقة حيث يتشاركون الطعام والألعاب.
ويحتل الطعام مكانة مهمة في هذه الاحتفالات، لا سيما حفلات الشواء التي تعدّ إحدى أكثر طرق الاحتفال شيوعا في حضور العائلة والأصدقاء.
ويختار كثيرون الذهاب إلى مؤسسات تجارية مملوكة للسود بغرض التسوّق، أو الذهاب إلى مطاعم مملوكة للسود.
بينما يلجأ البعض إلى حضور فعاليات ترفع الوعي بشأن عدم المساواة بسبب العِرق.
أهمية الاحتفال بيوم جونتينث
لم يضع إنهاء العبودية نهاية للممارسات العنصرية، وبعد سنوات من إعلان تحرير العبيد، صدرت قوانين عُرفت باسم “قوانين جيم كرو” تستهدف الفصل بين السود والبيض في المجتمع الأمريكي وتقييد الحقوق المدنية.
ولحدّ الآن، لا تزال آثار قوانين جيم كرو هذه باقية.
وأدى مقتل جورج فلويد وبريونا تايلور، وغيرهما من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية على أيدي عناصر من الشرطة، إلى خروج مظاهرات مناهضة للعنصرية.
وثمة نقاش ثقافي محتدم حول تاريخ العبودية والطريقة التي ينبغي أن يُدرّس بها في المدارس الأمريكية.