02:18 م
الأحد 12 نوفمبر 2023
كتبت- سلمى سمير:
منذ أن خطت قوات الاحتلال الإسرائيلي أراضي قطاع غزة، ضمن هجوم بري أُعلنت أهدافه أنه للقضاء على حماس، ظهرت ساحة جديدة للمعركة غير أرض القطاع التي أُحرقت مساحات شاسعة فيه بفعل القصف الإسرائيلي العنيف منذ الـ7 من أكتوبر.
“معركة الأنفاق” تبلور كمصطلح جديد مذ أن عزم جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول قطاع غزة، مع تحول شبكة الأنفاق العنكبوتية الباقعة تحت أرض قطاع غزة إلى شبكة لاصطياد الجنود الإسرائيليين الذين أُرسلوا بهدف إنجاز عمليات عسكرية قالت عنها إسرائيل إنها للقضاء على حماس.
خرج جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس السبت، ببيان مقتضب أعلن فيه مقتل 5 من قواته بينهم ضابط برتبة رائد في قطاع غزة إضافة إلى إصابة 6 آخرين، وبينما ذكر البيان أسماء الجنود ومناطق سكنهم لم يعط تفاصيل أكثر عن أسباب مقتلهم في غزة، إلى أن أصدرت مواقع عبرية تفاصيل أكثر عن أسباب مقتل العسكريين الإسرائيليين، كونهم قتلوا خلال اشتباكات مع عناصر المقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة كما ذكر موقع “واللا” العبري.
بعد رواية موقع “واللا” خرج الجيش الإسرائيلي بتفاصيل أكثر عن أسباب مقتل عسكرييه، قائلًا إن القسام الجناح العسكري لحركة حماس استهدفوا 4 من جنود الكتيبة 679 في نفق يعود لحركة حماس، مع كمين نصبه رجال المقاومة الفلسطينية الذين فخخوا مدخل النفق.
وحسب صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” العبرية فإن الفتحة المؤدية للنفق والتي دخل منها الجنود الإسرائيليين انفجرت بعد وضع أحد رجال المقاومة قنبلة في مدخل النفق في بيت حانون.
وليست تلك بالمرة الأولى التي يصطاد فيها القسام لجنود الاحتلال الإسرائيلي عن طريق الأنفاق التي يسعى الجيش الإسرائيلي جاهدًا لتدميرها، ففي الـ 1 من نوفمبر الجاري، تحدثت القناة الـ “13” الإسرائيلية أن 7 من الجنود الإسرائيليين قُتلوا داخل الأنفاق التي بنتها حركة حماس تحت قطاع غزة.
وحسب القناة العبرية، فإن 11 من الجنود الإسرائيليين من أفراد لواء “جعفاتي” خاضوا اشتباكات مسلحة مباشرة من كتائب القسام، وبينما كان جنود الاحتلال يستقلون عربة الجنود المدرعة الملقبة بـ “النمر” خرج عليهم أحد أفراد المقاومة بقذيفة “أر بي جي” وفاجئهم من فتحة أحد الأنفاق شمال قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 7 وإصابة 4 بجروح خطرة في لحظة إطلاق القذيفة لتصبح الحصيلة بعدها 9 قتلى و2 جرحى.
وبمباغتة جيش الاحتلال بأنفاق غزة، يضطر الجيش الإسرائيلي لإعادة التفكير في المدرعات القتالية المتقدمة التي يستخدمها جنوده في غزة، والتي أنفقت عليها إسرائيل استثمارات ضخمة من ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية، لمنع أي هجوم محتمل من المقاومة الفلسطينية، وذلك حسبما أفادت صحيفة “معاريف” العبرية.
وبمعركة الأنفاق التي تديرها المقاومة الفلسطينية حاليًا تخرج تساؤلات عن تبعات الهجوم البري الإسرائيلي على جنود الاحتلال الذي حُذر سابقًا مما سيواجهه خلال الاجتياح البري من عبوات ناسفة وكمائن منصوبة وشبكات أنفاق معقدة لاصطياد الجنود الإسرائيليين والذين اختبروا سابقًا ما يعنيه اقتحام قطاع غزة بريًا عام 2014 مع تكبد كتائب المشاة الإسرائيلية خسائر فادحة جراء الألغام المضادة للدبابات التي زرعتها القسام لتصفية القوات الإسرائيلية التي حاولت اقتحام القطاع واصطياد قناصة المقاومة الفلسطينية للجنود الإسرائيليين، حسب “بي بي سي”.