09:00 م
الأحد 16 يونيو 2024
عندما تنظر إلى الصور الحديثة الملتقطة بالأقمار الصناعية لمصر، سترى مساحة هائلة من الصحراء، يتخللها ذلك الشريط الأخضر الضيق الذي نسميه وادي النيل. ولكن بالنظر إلى أن المناخات والمناظر الطبيعية يمكن أن تتغير بمرور الوقت، وأن البشر معروفون بتغيير البيئات الطبيعية، فهل كانت مصر القديمة صحراء؟
الجواب البسيط: لا. لم تكن مصر القديمة أو الحديثة، مؤهلة لتكون صحراء. تميل المناطق القريبة من نهر النيل إلى أن تكون أكثر خصوبة، وكان لدى المصريين – في العصور القديمة والحديثة – نظام زراعي مزدهر. ومع ذلك، فقد تغيرت البيئة عبر تاريخ مصر، وأدى بناء السد العالي في أسوان عبر نهر النيل بين عامي 1960 و1970 إلى تغيير المشهد بشكل كبير، وفا لتقرير مجلة لايف ساينس.
بعض مناطق مصر التي أصبحت الآن صحراوية كانت أكثر رطوبة في الماضي. ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك “مغارة السباحين” الواقعة على هضبة الجلف الكبير جنوب غرب مصر. واليوم، أصبحت المنطقة قاحلة للغاية، لكنها كانت رطبة منذ آلاف السنين، ويبدو أن بعض الفنون الصخرية الموجودة في الكهوف بالمنطقة تظهر أشخاصًا يسبحون، وفقًا للمتحف البريطاني.
ويشير المتحف البريطاني إلى أن هذا الفن الصخري يعود تاريخه إلى ما بين 6000 و9000 سنة مضت. لكن هذه الفترة الأكثر رطوبة انتهت منذ حوالي 5000 عام، ومنذ ذلك الحين، ظلت صحاري مصر مشابهة إلى حد كبير لما هي عليه الآن، كما قال جوزيف مانينح، أستاذ الكلاسيكيات في جامعة ويليام ك. ومارلين ميلتون سيمبسون في جامعة ييل.
تسبب السد العالي في أسوان في فيضانات لبعض المناطق في جنوب مصر، ما أدى إلى إنشاء خزان كبير يسمى بحيرة ناصر. واضطر الكثير من الناس، وخاصة النوبيين المعاصرين، إلى الانتقال إلى أماكن أخرى، وانتهى الأمر ببعض المواقع الأثرية تحت الماء.
كما أنهى بناء السد الفيضان الطبيعي لنهر النيل. وقال مانينج: “لم يعد هناك فيضان طبيعي بعد الآن، هذا أمر مؤكد”. وأشار مانينج إلى أن تكوين بحيرة ناصر أدى أيضًا إلى زيادة الرطوبة في الهواء في بعض مناطق جنوب مصر.
قبل بناء السد، كان فيضان النيل أقل حدة بشكل عام. تشير الأبحاث إلى أنه خلال العصر البرونزي (حوالي 3300 قبل الميلاد إلى 1200 قبل الميلاد)، كان فيضان النيل يميل إلى أن يكون أكبر مما كان عليه خلال العصر الحديدي (حوالي 1200 قبل الميلاد إلى 400 قبل الميلاد)، واستمر هذا المستوى المنخفض من الفيضانات حتى ذلك الوقت تقريبًا.
أحد آثار ارتفاع منسوب نهر النيل عمومًا خلال العصر البرونزي هو أنه في حوالي عام 2500 قبل الميلاد، عندما بنيت أهرامات الجيزة، جاء “فرع خوفو”، وهو ذراع مختفي لنهر النيل، بجوار الأهرامات. سمح هذا الفرع بنقل المواد إلى الموقع عن طريق القوارب، ما ساعد في بناء الهرم.
قال بيرس بول كريسمان، مدير المركز الأمريكي للأبحاث الشرقية، لموقع لايف ساينس: إن المصريين القدماء الذين عاشوا على ضفاف نهر النيل كانوا ينظرون إلى أنفسهم في بعض النواحي على أنهم يعيشون على جزيرة في وادي النيل، حيث كانت الصحاري بمثابة بحر عظيم.
وقال كريسمان: “تتحدث العديد من أساطير الخلق الخاصة بهم عن هذا الأمر، حيث خرجت آلهتهم وأرضهم وشعوبهم من المياه البدائية، ونشأوا كجزيرة لتزدهر”.
اقرأ أيضا:
أعظمها من مصر.. 32 صور من آلة الزمن لسفن العالم القديم
13 صورة مخيفة.. قائمة الثعابين الأخطر في العالم
19 صورة تخطف الأنفاس لمجرة درب التبانة.. السحر يبدأ من هنا