بي بي سي
صوّت مجلس النواب الأمريكي الأربعاء لصالح توسيع التعريف المعتمد في وزارة التعليم لمصطلح “معاداة السامية”، في خطوة لا تزال بحاجة لإقرارها من مجلس الشيوخ، وذلك على إثر الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين في جامعات البلاد.
ووفقاً لهذا التعريف فإنّ “معاداة السامية هي تصوّر معيّن لليهود يمكن أن يتجلّى بكراهية تجاههم، تستهدف المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية أفراداً يهوداً أو غير يهود أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة”.
ويتّهم جزء من الطبقة السياسية الأمريكية المتظاهرين في الجامعات بـ”معاداة السامية”، ويستدلّون على ذلك، من بين أمور أخرى، برفع المحتجّين شعارات معادية لإسرائيل.
في المقابل، يقول منتقدو مشروع القانون إنّ هذا التعريف يحظر انتقادات معيّنة لدولة إسرائيل، ويتّهم معارضو النصّ أعضاء الكونجرس بالسعي لإقرار هذا التشريع سريعاً من أجل استخدامه للحدّ من حرية التعبير في الجامعات الأمريكية.
ولكي يصبح هذا النصّ تشريعاً سارياً يتعيّن على مجلس الشيوخ أن يعتمده، وهو أمر لا يزال غير مؤكّد، قبل أن يحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره.
يأتي هذا بينما اشتبكت شرطة مدينة نيويورك مع متظاهرين طلاب في حرم جامعي صباح الأربعاء، ولكن هذه المرة في جامعة ويسكونسن ماديسون.
وكانت الشرطة قد داهمت أيضا صباح اليوم الأربعاء، جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، حيث اندلعت اشتباكات بين مجموعتين من المتظاهرين، إحداهما مؤيدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين، بعد أن أجرت مداهمة مماثلة الليلة الماضية لجامعة كولومبيا.
وبحسب مسؤولين، فقد اعتقلت الشرطة حوالي 300 متظاهر خلال مداهمات لحرم جامعة كولومبيا وجامعة مدينة نيويورك مساء الثلاثاء.
وأزال الضباط مخيما للطلاب المتظاهرين خارج مكتبة جامعة ويسكونسن ماديسون واعتقلوا العديد منهم، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الشرطة اعتقلت ما لا يقل عن 10 طلاب.
وقال رئيس قسم شرطة نيويورك، جيفري مادري، في مؤتمر صحفي إن الشرطة “ستتخذ قراراً” بشأن تواجد أفرادها في حرم جامعة كولومبيا، مع أخذ قضايا الأمن والسلامة العامة في الاعتبار.
وقال عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، إنه على الرغم من حدوث “عملية ضخمة” في كولومبيا، إلا أن الشرطة كانت توازن بين واجباتها الأخرى، مضيفا “كانت لدينا المدينة التي يجب أن نحميها”.
وأوضح أن هناك العديد من الأشياء التي تحدث في مدينة بحجم نيويورك. مضيفا أن هناك حراكاً لـ”جر الشباب إلى التطرف”، واصفاً إياه بـ “المشكلة العالمية”.
وأكد العمدة “لن أسمح بحدوث ذلك”.
وقال إن جامعة كولومبيا اعترفت بأن هناك “محرضين خارجيين” يقومون بـ “تدريب” و”استمالة” حركة الاحتجاج.
وأضاف أنه وبناءً على طلب الجامعة، أجرت الشرطة عمليتها لإزالة أولئك الذين كانوا يعطلون الاحتجاج السلمي.
وأشار إلى أن معاداة السامية والمواقف المناهضة لإسرائيل كانت “منتشرة” خلال المظاهرة مؤكد أن النشطاء لم يتواجدوا هناك “للاحتجاج السلمي، بل لمحاولة خلق الفوضى”.
وقال في تصريح للشرطة إن ما يقرب من 300 شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات في جامعات نيويورك الليلة الماضية.
من جهته أعد طالب الدراسات العليا في الصحافة بجامعة كولومبيا، مجناد بوس،31 عاما، تقريرا عن مداهمة إدارة شرطة نيويورك للحرم الجامعي بصفته طالبا صحفيا الليلة الماضية.
وقال إن الشرطة أجبرته وصحفيين آخرين على الخروج إلى أطراف الحرم الجامعي بينما كانت الاعتقالات جارية.
وأضاف أن الضباط كانوا “قاسين وعدوانيين” جدا مع المتظاهرين، على الرغم من أن الطلاب المتظاهرين كانوا سلميين إلى حد كبير، قائلاً إنه لا يعتقد أن سلوك الشرطة كان ضرورياً.
وأوضح مجناد “بالأمس، بدت شرطة نيويورك أكثر عدوانية بكثير في الطريقة التي كانت تفرق بها المتظاهرين، وتبعدهم”.
الشرطة تداهم جامعة كاليفورنيا بعد كولومبيا
بعد مداهمة الشرطة الأمريكية الليلة الماضية لجامعة كولومبيا، اندلعت اليوم اشتباكات بين مجموعتين من المتظاهرين، إحداهما مؤيدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
وظلت هذه التوترات تتصاعد منذ بعض الوقت، حيث نظم الجانبان احتجاجات في حرم جامعة لوس أنجلوس في الأيام الأخيرة، وليس من الواضح بعد السبب وراء “العنف” المفاجئ الذي وقع بين الجانبين.
وقالت نائبة رئيس الجامعة ماري أوساكو: “وقعت أعمال عنف مروعة في الحرم الجامعي الليلة” وتم استدعاء سلطات إنفاذ القانون، وتظهر اللقطات المنشورة على الإنترنت أشخاصاً وهم يلقون بأشياء على المعسكر المؤيد للفلسطينيين، وإطلاق الألعاب النارية.
وذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز أن حراس الأمن في البداية كانوا يراقبون الاشتباكات فقط، لكنهم لم يتدخلوا لوقفها.
وبعد اشتباكات بين المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا وجماعة منافسة تدعم إسرائيل، وصفت إحدى الناشطات الهجمات التي تعرضت لها المجموعة المؤيدة للفلسطينيين بأنها “قاسية”.
وقالت لبي بي سي في وقت سابق: “الليلة تصاعدت أعمالهم إلى مستوى جديد تماماً، وبدأوا بالتحريض على العنف”.
وقالت الطالبة، التي تحدثت دون الكشف عن هويتها، إن مجموعتها واجهت “عدواناً صهيونياً كل ليلة”.
وقالت إنها “لحسن الحظ، لم تتعرض لأضرار جسدية لكن الكثير من زملائها تعرضوا لإصابات”.
وفي وقت سابق، في جامعة كولومبيا في نيويورك، تم اعتقال عدد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين خلال مداهمة على هاميلتون هول، وهو مبنى أكاديمي استولى عليه النشطاء.
وكانت الجامعة قد طلبت في وقت سابق من الطلاب المغادرة أو مواجهة الطرد، فيما يطالب المتظاهرون الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة.
وسمحت سلطات الجامعة لضباط قسم شرطة نيويورك بدخول المبنى، بعد أن رفض الطلاب المتظاهرون إنهاء الاعتصام، وقال أحد الطلاب لبي بي سي إن ما بين 80 إلى 100 شرطي اقتحموا المبنى.
وقالت جامعة كولومبيا إنه بعد “احتلال القاعة وتخريبها وحصارها، لم يعد أمامنا أي خيار”، وفي رسالة إلى شرطة نيويورك، كتبت رئيسة الجامعة، نعمت “مينوش” شفيق، أنها طلبت مساعدة الشرطة “ببالغ الأسف”.
وذكرت شبكة سي بي إس نيوز، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، أن الضباط استخدموا قنابل يدوية “لتضليل المتظاهرين” مع بدء المداهمة.
وزعم بعض الطلاب أن شرطة مكافحة الشغب تعاملت بخشونة مع المتظاهرين أثناء اقتحامهم المبنى، وقال أحدهم لبي بي سي إن ضباط شرطة نيويورك دفعوا ثلاثة أشخاص إلى أسفل الدرج.
ودافع مساعد مفوض الإعلام في شرطة نيويورك، كارلوس نيفيس، عن الضباط، وقال إن الطلاب “قاموا بتحصين أبواب المبنى بطاولاتٍ وكراسيّ”، وزعم أنهم قاموا أيضاً بسد النوافذ بالصحف حتى “لا يتمكن الضباط من رؤيتهم”.
وقالت شرطة نيويورك في وقت لاحق إن المبنى تم تطهيره بالكامل ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وتشهد الجامعات الأمريكية احتجاجات يطالب من خلالها الطلاب بمقاطعة الشركات والأفراد الذين لهم علاقات مع إسرائيل خلال الحرب على غزة.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الشرطة داهمت أيضاً كلية مدينة نيويورك في هارلم مساء الثلاثاء، وتم الإبلاغ عن اعتقال العشرات في الحرم الجامعي.
وفي الجامعات في تكساس وجورجيا ونورث كارولينا ويوتا وفيرجينيا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا ونيوجيرسي وكونيتيكت ولويزيانا، اعتقلت الشرطة أكثر من 1000 متظاهر.
ودعا السياسيون الوطنيون الكليات إلى بذل المزيد من الجهد، وسلطوا الضوء على تقارير عن معاداة للسامية في بعض المظاهرات.
وقال الرئيس جو بايدن في وقت سابق إن المظاهرات يجب أن تكون سلمية، لكن “الاستيلاء على المباني بالقوة ليس سلمياً، إنه خاطئ”.
وأدانت زميلته الديمقراطية، عضوة الكونجرس عن نيويورك ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، رد فعل الشرطة في كولومبيا، وحثت عمدة المدينة إريك آدامز على إيجاد “مسار لخفض التصعيد”.