10:46 م
الإثنين 16 أكتوبر 2023
كتبت- سلمى سمير:
مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، عن خيالية أي خطط لتهجير سكان قطاع غزة المحاصر إلى سيناء، بدا أن الموقف الأمريكي يشهد تغيرًا تجاه مصير سكان القطاع، خاصة بعد توضيح مصر موقفها من خطط إسرائيل لتهجير سكان غزة مشددة أن الأمر “مسألة أمن قومي”.
جذمت واشنطن موقفها بشأن الخطط الإسرائيلية أكثر اليوم من خلال سبيلين، أولهما تصريحات بلينكن خلال زيارته لمصر، والتي أشار فيها إلى اطلاعه على مختلف وجهات النظر خلال جولته بمنطقة الشرق الأوسط، والتي انتهت بقرار مفاده “أن فكرة ترحيل سكان قطاع غزة إلى مصر محكومة بالفشل” مشيرًا إلى أن بلاده لا تؤيد هذا القرار.
والثاني، تحذيرات الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإسرائيل من مخطط احتلال غزة، والذي وصفه بـ “الخطأ الفادح”، في واحد من أكثر تصريحات بايدن ندرة في دعوة الجانب الإسرائيلي لكبح جماحه ومحو أي أفكار بشأن اجتياح بري تجاه القطاع الذي أعلنت إسرائيل الحرب ضده ممارسة أعنف عملياتها العسكرية منذ سنوات، وذلك حسب مقابلة أجراها الرئيس الأمريكي لبرنامج “60 مينتس”.
يأتي هذا مع تبسيط إسرائيل المسبق لمسألة تلافي المدنيين في غزة لصواريخها قائلة إنهم يمكنهم الخروج من غزة إلى مصر إذا أرادوا تجنب معارك أكثر دموية جراء اقتحام بري محتمل حشدت إسرائيل في سبيله 300 ألف جندي على غلاف قطاع غزة، للقضاء على جذور حركة حماس داخل أوكارها، مع تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو بـ “تدمير حماس”.
وحدد كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت، الوجهة التي سيسلكها 1.1 مليون شخص من سكان شمال القطاع، في أن “معبر رفح لا يزال مفتوحًا” ناصحًا كل من أراد تجنب ويلات الحرب بالتوجه إلى هناك.
منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” في الـ 7 من أكتوبر والتي شنت فيها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، هجومًا غير مسبوق على الأراضي المحتلة بمنطقة غلاف غزة، ورد عليه الجيش الإسرائيلي بتصعيد انتقامي على قطاع غزة، مر الموقف المصري بعدة أطوار، ففي اليوم الأول للتصعيد دعت مصر الأطراف الدولية إلى التدخل لوقف العنف والوصول إلى هدنة.
في الـ 10 من أكتوبر خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليعلن موقف مصر من مسألة ترحيل سكان غزة إلى مصر قائلًا إنه لا يوجد أي تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، مؤكدًا في ذات الوقت أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى، ولن تتخلى عن التزامتها تجاه القضية العربية.
أعقبت تصريحات السيسي، زيارة مكوكية لبلينكن في منطقة الشرق الأوسط التقى فيها بعدة زعماء عرب، وهم السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمير قطر تميم بن حمد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الإمارات محمد بن زايد، خلص بعدها إلى استبعاد فكرة تهجير سكان غزة إلى من المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي دعا مصر سابقًا للسماح بفتح حدودها لاستقبال الفارين من غزة.
ويعتبر الموقف الأمريكي تراجعًا عن تصريحات سابقة أدلى بها منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، ألمح فيها أن واشنطن تتشاور مع القاهرة وتل أبيب لفتح معبر آمن للمدنيين الراغبين الخروج من غزة، وذلك حسبما أفاد لـ “سكاي نيوز”.
وقال كيربي في تصريحاته أنه لا يريد أن يدفع سكان قطاع غزة ثمن هجمات حماس باعتبارها لا تمثلهم على حد قوله.
وبهذا تتراجع واشنطن في موقفها عقب زيارة بلينكن للمنطقة والتي أنهى في ختامها الجدل حول مسألة تهجير سكان غزة قائلًا “سمعت مباشرة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتقريبا كل الزعماء الآخرين الذين تحدثت معهم في المنطقة أن هذه الفكرة محكمة بالفشل، ولذا نحن لا نؤيدها”.