03:30 م
الأحد 06 أكتوبر 2024
الغربية – مروة شاهين:
مع نسيم الصباح، وأصوات الطيور، تستيقظ سيدة أربعينية، من نومها تؤدي فرض ربها، ثم تحضر أدواتها، وتجلس أمام معدات بدائية، وفرن مصنوع من الطين،
وذلك في ظل الظروف الاقتصادية تمكنت من تحويل هوايتها إلى مصدر دخل ثابت لعائلتها، رغم وجود الآلات الحديثة والمنتجات الصناعية، تمسكت “أم أحمد” بالتقاليد والحرف اليدوية، لتعيد إحياء فن صناعة الكنافة والرقاق، وتقدم للأهالي منتجات طبيعية ذات جودة عالية، وطعم ومذاق مختلف.
“أنا شغالة بقالى 3 سنين”.. بهذه الكلمات بدأت ساميه محمد جاويش، 44 عاماً، وشهرتها «أم احمد» مقيمة بقرية شبراريس التابعة لمركز ومدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، حديثها لـ “مصراوي”، موضحة أنها بدأت في صناعة الكنافة والرقاق والأطعمة الفلاحي منذ عامين، بعد أن قامت إحدى صديقتها، بتشجيعها علي بدء هذا المشروع نظرا لتوفر مكان خاص به.
وروت “أم أحمد” أنها تحمست لتلك الفكرة، وبدأت بالذهاب إلي إحدي السيدات، من أجل أن تتعلم منها طريقة وكيفية إعداد، الكنافة والرقاق وغيرها من المأكولات الفلاحي، ويوماً واحدا كان يكفي أن تتعلم صنع هذه الأشياء.
وقامت ببناء الفرن البلدي، بمساعدة زوجها الذي يعمل نجارا، وذلك بعد أن عرضت المشروع علي أسرتها، ولاقى استحسانهم، واستطاعت عمل أنواع الكنافة الشعر، والمحشية، والرقاق، حتى نالت إعجاب الأهالي في القرية، وتقول: “الكل بقي عايز يجرب، خصوصا أن أنا الوحيدة في القرية، اللي بعمل الشغل ده، في الفرن البلدي، وجميع المكونات بالسمنة البلدي”.
وتابعت : “يومي بيبدأ من الصباح الباكر من بعد أذان الفجر، وحتى الإنتهاء من الأوردرات المطلوبة، كل يوم برزقه، والشغل بيكون كتير خاصة بعد حصاد محصول القمح، بيكون كتير والناس بتحب تعمل وخير ربنا كتير، الكنافة معروف أنها بتكون في رمضان، وبعد ما عملتها بقت مستمرة طوال السنة، مذاق الفرن البلدي ميختلفش علية اتنين”.
وأشارت إلى أن لديها 3 أبناء، هم حنان متزوجة، وأحمد طالب في كلية تربية رياضية، ويعمل أيضا من أجل المساهمة في توفير نفقات الأسرة، وأصغرهم محمد في المرحلة الإعدادية، وأنها مؤخرا قامت بإنشاء فرن بلدي آخر وأصبح بعض النساء يعملون معها.
وقالت: “الأكل بتاعي سافر إلى السعودية والإمارات وتونس، وعدة دول أخري، ونال إعجاب الكثيرين منهم، ” عندنا ناس من القرية مسافره بره، لما تنزل كانوا بيطلبوا شغل أعمله لهم، وهما مسافرين، بجانب طلبات أخري من جميع أنحاء الجمهورية”، واختتمت حديثها بأنها تتمنى زيارة المسجد النبوي، وأن يكتب لها الحج أو العمرة.