02:23 م
الإثنين 03 يونيو 2024
كتب – محمود مصطفى أبوطالب:
سلط مرصد الأزهر، الضوء على الانحرافات الفكرية باعتبارها من أهم المشكلات التي تعانيها البشرية.
وأكد في بيان له، الاثنين، أن الحفاظ على عقول أفراد المجتمع من الانحراف من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية”، فبتلك الانحرافات يتجاوز الشخص حدود المنهج الوسطي نتيجة اعتناقه أفكارًا منحرفة مؤمنًا بصحتها، وفي الوقت ذاته لا يعترف بمبدأ حرية التعبير أو تبادل الآراء وقبول الآخر، بل يلجم نفسه باعتقادات تبرر سلوكه حتى لا يندم على معصية.
ودعا المرصد إلى أهمية التحلي بالمرونة المعرفية باعتبارها إستراتيجية وبُعدًا فعالًا من أبعاد الشخصية، حيثأن الشخصية التي تتحلى بالمرونة المعرفية تصبح لديها قابلية التغيير في المفاهيم، واكتساب أنماط جديدة، وعدم التمسك بالأفكار النمطية، كل ذلك من شأنه تخطي أزمات الحياة، إلى جانب المساعدة في مواجهة الانحرافات الفكرية بصفة خاصة. فالمرونة المعرفية تعني في ما يخص مواجهة الانحرافات الفكرية: القدرة على التنقل بين الطرق الثلاثة المذكورة آنفًا، وهي الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، أو الجمع بين اثنين منها أو ثلاثتها بحسب طبيعة المشكلة الفكرية.
وتابع المرصد أن القرآن الكريم والسنة النبوية وضعا المنهج لمواجهة الفكر المتطرف؛ في قوله تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”، مشيرا إلى أن هذه الآية الكريمة تعد منهجًا أخلاقيًّا يفتح الباب لمواجهة مشكلات الانحراف الفكري؛ ففيها يأمر الله رسوله أن يدعو الناس بطرق ثلاثة: الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالطريق الأحسن، سواء أكانت مجتمعة أم منفردة، وهذا يقتضي التحلي بالمرونة المعرفية التي يقترحها المقال كإستراتيجية لتلك المواجهة.
ودعا المرصد إلى أهمية وضرورة اشتمال البرامج الدراسية على مقررات تحمل بين طياتها إستراتيجية المرونة المعرفية بما يشمل أقصى استفادة من الوسائل التربوية والإعلامية والتوعوية ووسائلها في نشر الفكر الصحيح.