04:03 م
السبت 10 يونيو 2023
كتب- محمود مصطفى أبوطالب:
شهد شهر مايو 2023م انخفاضًا ملحوظًا في نسبة العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا مقارنة بشهر أبريل الماضي بحوالي 18.9%؛ حيث سجل هذا الشهر (30) عملية إرهابية، والذي أدى بدوره إلى انخفاض أعداد الضحايا والمصابين خلال هذا الشهر؛ حيث أسفرت العمليات عن سقوط (258) ضحية، وإصابة (33)، واختطاف (33) آخرين. بينما بلغ عدد العمليات في شهر أبريل الماضي (37) عملية إرهابية، خلّفت (432) ضحية، وإصابة (118)، واختطاف (32) آخرين.
وخلال الشهر جاء إقليم الساحل الإفريقي في المرتبة الأولى من حيث عدد الضحايا؛ إذ شهد (10) هجمات إرهابية، أي بما يعادل (33.3 %) من إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في القارة خلال الشهر، خلفت ورائها (135) قتيلًا، و(16) مصابًا، حيث كان لـ “بوركينافاسو” منها (7) عمليات إرهابية سقط على إثرها (120) قتيلًا. وتعرضت “مالي” لحادثين إرهابيين أسفرا عن مقتل (6) وإصابة (16). أما “النيجر” فقد شهدت عملية وحيدة أدت إلى مقتل (9) دون وقوع إصابات.
بذلك كان إقليم الساحل الأكثر دموية في هذا الشهر؛ وسبب ذلك يرجع إلى ضخامة التحديات الأمنية التي تواجه دول الساحل؛ حيث تواصل التنظيمات المتطرفة شن هجمات واسعة النطاق ضد أهداف مدنية وعسكرية؛ ولا سيما منطقة الحدود الثلاثية لبوركينا فاسو ومالي والنيجر. ويحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا بسبب الأزمة الأمنية.
أما منطقة غرب إفريقيا فقد جاءت في المركز الثاني من حيث عدد الوفيات، إذا هاجمها تنظيمي “داعش غرب إفريقيا” و”بوكو حرام” الإرهابيين بـ (5) عمليات إرهابية، أي بما يعادل (16.6 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، تمركزت جميعها في نيجيريا، وأسفرت عن سقوط (56)، وإصابة (12) بجراح، فضلًا عن واختطاف (33).
من جانبه، أوضح مرصد الازهر لمكافحة التطرف أن المعارك الدامية الدائرة بين تنظيم داعش في غرب إفريقيا وبوكو حرام، أرغمت العديد من مقاتلي بوكو حرام على الاستسلام، وأصبحوا في موقف ضعيف منذ وفاة زعيمهم “أبو بكر شيكاو”، وهو ما أدى إلى تراجع عملياتهم الإرهابية.
وفيما يتعلق بمنطقة وسط إفريقيا فقد جاءت في المركز الثالث من حيث عدد الوفيات. فقد تعرضت المنطقة لـ (5) هجمات إرهابية أي بما يعادل (16.6 %) من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، أدت جميعها إلى سقوط (44) من الضحايا، دون مصابين. فقد تعرضت “الكونغو الديمقراطية” لهجومين تبناهما متمردو “القوات الديمقراطية المتحالفة” التابعة لتنظيم “داعش”، مما أسفر عن سقوط (22) قتيلًا. وتعرضت “الكاميرون” لهجومين مماثلين لقي خلالهما (5) من المدنيين مصرعهم. فيما تعرضت “تشاد” لعملية إرهابية واحدة، أسفرت عن مقتل (17) شخصًا.
ووفقًا للإحصائية، فقد احتلت منطقة شرق إفريقيا المرتبة الرابعة من حيث عدد الضحايا؛ حيث شهدت (10) هجمات إرهابية أي بما يعادل (33.3 %) من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أدت إلى مقتل (23)، وإصابة (5) آخرين. فقد تعرضت “الصومال” وحدها لـ (6) عمليات منها، أسفرت عن مقتل (23)، وإصابة (3). أما “#كينيا” فقد تعرضت لهجومين أسفرا عن إصابة (2).
وعلى الرغم من ارتفاع عدد العمليات الإرهابية، إلا أن ثمة انخفاضًا في عدد الضحايا في هذا الشهر، وذلك نتيجة لتضييق الخناق على حركة الشباب الإرهابية من قبل القوات الأمنية الصومالية والشركاء الدوليين، كما أن دولة كينيا تؤدي دورًا بارزًا في القضاء على المليشيا الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة وجهودها الرامية إلى تعطيل عملياتها ثم القضاء عليها تدريجيًا.
أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية (477) قتيلًا و(1466) معتقلًا، فضلًا عن استسلام (520) من العناصر الإرهابية. ففي منطقة الساحل أدت جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية إلى تحييد (165) واعتقال (1400) من العناصر الإرهابية. حيث قُتل ما لا يقل عن (110) إرهابي في بوركينافاسو، حيث تستهدف الحكومة التنظيمات المتمردة في شمال وجنوب الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بغارات جوية. كما تمكن الجيش النيجري من القضاء على (55) إرهابيًا، واعتقال (1400).
وفي شرق القارة وتحديدًا في الصومال، قتلت الحكومة (235) من مقاتلي حركة “الشباب” الإرهابية، واعتقلت (13)، فيما استسلم إرهابي طواعية لقوات الجيش. وتمكن الجيش الكيني من اعتقال (3) من إرهابي الحركة.
أما في غرب القارة فتمكن الجيش النيجيري من تصفية (55) إرهابيًا من تنظيمي “داعش غرب إفريقيا” و”بوكو حرام”، واعتقل (50) آخرين، فيما استسلم (519) وسلموا أسلحتهم لقوات الجيش.
وفي منطقة وسط إفريقيا، أسفرت جهود القوات الأمنية الكونغولية عن تصفية (20) إرهابيًا، واثنين آخرين في الكاميرون.
و يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن إفريقيا ما زالت تواجه تحديات كبيرة تستدعي دفع الجهود العالمية الرامية إلى مكافحة آفة الإرهاب في جميع أنحاء القارة ومنع التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب، وذلك بطرق عدة منها معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب ومكافحة الأفكار والأيديولوجيات الإرهابية وتحسين المستوى الاقتصادي للأفراد. ولن يتأتى ذلك بجهود فردية منعزلة عن الدول المجاورة، بل لابد من التعاون مع جهات فاعلة على الأرض من الحكومات والمجتمعات المحلية والمجتمع المدني حتى ينعم الجميع بالأمن والاستقرار