06:08 م
السبت 31 أغسطس 2024
الفيوم – حسين فتحى:
فلاحو ومزارعو الفيوم، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر، حلول موعد جني محصول القطن والذى كانوا يسمونه الذهب الأبيض، خاصة أن هؤلاء الفلاحين كان يعدون العدة لتزويج أبنائهم وبناء منازلهم من خلال ما يحصلون عليه من قيمة جنى محصول القطن، لكن تبخرت أحلامهم وآمالهم بسبب إصابة المحصول، بالعطب نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو.
صبحي الشريف” مزارع” يقول: “لم أتوقع أن يكون هذا العام هو عام الحزن، حيث أنفقت ما يزيد عن 200 ألف جنيه على زراعة 4 فدادين من القطن، و لكن للاسف ضاع “شقاي” أنا وأولادى فى الهواء، وذكر أن هذه المساحة التى زرعها لم يتمكن من جنى 8 قناطير، مضيفا: “كنت اتعشم فى جنى 70 قنطارا على أقل تقدير”.
يضيف: “عوضنا على الله” لقد انقذنا أموالنا وللاسف مسئولي الزراعة كان يجب عليهم تقديم الإرشادات اللازمة لتفادي زراعة القطن فى ظل درجة الحرارة المرتفعة والتى يعلمون بمدى خطورتها على زراعات القطن، فلم يخبرنا أحد بتبكير أو تأخير زراعة القطن، أو حتى استنباط أصناف جديدة تتحمل التغيرات المناخية الحالية”.
من جانبه قال وليد سيد توفيق “مزارع” مقيم بهوارة المقطع التابعة لمركز الفيوم، : “زرعت فدادين قطن وأنفقت عليهم 5 آلاف حرث التربة، و6 سولار لرى الأرض، و10 آلاف أسمدة 6 آلاف جنيه سباخ، خلاف أجرة الجمع حيث يتقاضى” نفر” الجمع 150 جنيها، يوميا من الساعة الخامسة صباحا حتى الحادية عشر قبل الظهر، بخلاف نفقات تنظيف الحشائش، ورغم ذلك لن يزيد إنتاج الفدائيين عن 40 ألف جنيه”.
وطالب الحكومة بصرف تعويضات لمزارعي القطن هذا العام، تعويضا عن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم.
وافقه الرأي حسن عبد الوهاب “مزارع”، الذى قال: “تبخرت أحلامى وأحلام مئات المزارعين بسبب انتكاسة 2024 التي أصابت مزارعى القطن فى مقتل، خاصة أننا فقدنا الأمل فى تزويج أبناءنا هذا العام، والبديل “المر” لفقدان قيمة محصول القطن هو بيع قطعة أرض لتدبير نفقات زواج الأبناء”.
وذكر جابر شريف معوض “مزارع”، أن مزارعى القطن أصيبوا بصدمة كبيرة، وأن معظمهم يلطمون الخدود ليس بسبب اجتياح دودة القطن للمحصول و التهامه أثناء النمو الخضرى، ولكن بسبب فشل أشجار القطن فى تفتيح الزهر نظرا لشدة الحرارة، وأن الفلاحين هذا العام سيستفيدون” بالحطب” فقط”.
الدكتور أسامة دياب وكيل وزارة الزراعة بالفيوم، قال إن محصول القطن تأثر هذا العام بارتفاع درجة الحرارة، حيث بلغت درجة الحرارة من بداية شهر مايو حتى نهاية أغسطس حوالى 40 درجة فى الظل، وزادت عن 60 درجة فى الشمس، ما أدى إلى فشل “لوز” القطن” فى التفتيح و انتاج التيل الأبيض المعروف بالذهب الأبيض
وقال إن مركز البحوث الزراعية يعكف حاليا على استنباط أصنافا جديدة تتحمل ارتفاع درجات الحرارة والتى تغيرت خلال السنوات الأخير.
وأشار إلى أن هذا العام استثنائي من حيث ارتفاع درجة الحرارة على مستوى العالم، كاشفا عن زراعة حوالي 21 ألف و315 فدانا قطن هذا العام.