02:50 م
الثلاثاء 30 مايو 2023
كتب- محمود عبدالرحمن ومحمود الطوخي:
في لافتة عُلّقت على عدد من مداخل قرية “ذات الكوم” التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، دعت إحدى الجمعيات الخيرية تجار ومزارعي القرية إلى إخراج زكاة محاصيل البصل، وذلك لاستكمال مشروع الغسيل الكلوي وإتمام المستشفى الخيري التي يتم إنشاؤها حاليا.
تشتهر قرية “ذات الكوم” بزراعة البصل، إذ يُعد الركيزة الأساسية في اقتصاد القرية التي يعتمد عدد كبير من سكانها كبيراً وصغيراً على العمل بزراعة المحصول الصيفي وحصاده، لذا تعمد القائمون على إدارة الجمعية حث الأهالي على إخراج كميات من محاصيلهم لمساعدة الجمعية في خدمة أهالي القرية.
“فكرنا في أن كل واحد يطلع كميات من محصوله من البصل للجمعية أسهل من الفلوس”، يقولها السيد عبد المعبود، عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية، على أن يقوم التجار والمزارعين من أهالي القرية بإرسال تلك الكميات إلى أحد المخازن أو النقاط التي تم تحديدها: “بنجمع كل يوم الكميات اللي الأهالي بتبعتها المخازن و نفرشها”، يقول السيد تمهيدا لبيعها في الأسواق واستغلال أموالها في استكمال أنشطة الجمعية.
منتصف عام 2015، قرر الدكتور محمد النمر والسيد عبد المعبود وعدد من أهالي قرية ذات الكوم، بتأسيس جمعية خيرية لخدمة ومساعدة أهالي القرية التي يتعدى عددهم 20 ألف نسمة، على أن تكون أولى أنشطة الجمعية إنشاء وحدة غسيل كلوي تضم 16 جهاز وتخدم 40 مريضا من مرضى الفشل من أهالي القرية الذين كانت أعدادهم ترتفع بين الحين والآخر: “كل شوية كنا نسمع أن في حد تعب وطلع عنده فشل كلوي، لما فتحتنا وحدة الغسيل الناس حولت علاجها هنا احنا عندنا قائمة انتظار مرضى بسبب الطاقة وشغالين من 5 الصبح لحد 7 المغرب وممكن نفتح بليل تاني لمرضى مش لاقيين مكان”.
ويرجع عبد الموجود الذي يعمل مدرساً في وزارة التربية والتعليم، أسباب تزايد حالات الفشل الكلوى إلى أزمة المياه غير الصالحة للشرب التي تعاني منها القرية منذ سنوات: “المياه هنا فيها نسبة أملاح عالية جدا”، لذا كانت الخطوة الثانية إنشاء 10 محطات تنقية وتحلية المياه للأهالي: “قولنا نحافظ على الناس اللي لسه مش مصابة بالفشل الكلوي بأننا نوفر مياه صالحة للشرب”، حيث تتراوح تكلفة إنشاء محطة تنقية وتحلية المياه من 50 ألف جنيه إلى 100 ألف جنيه بحسب سعة كل محطة والطاقة الإنتاجية لها.
“%90 من دخل الجمعية من زكاة محاصيل بصل أهالي القرية”، يستكمل السيد الأمر الذي دفع إدارة الجمعية التوسع في الأعمال الخيرية بإنشاء أول مستشفى يضم عيادات باطنة وأسنان وجراحة لأهالي القرية والقرى المجاورة وإعالة الأرامل والأيتام عن طريق تخصيص معاش شهري، كما عكفوا على إعانة الفتيات اليتيمات في زيجاتهم: “المستشفى انتهينا منها كبناء ولسه فاضل التراخيص”، موضحا أن كل تلك الأعمال بفضل أهالي القرية و زكاة محاصيلهم التي اعتادوا إخراجها بشكل مستمر.