07:12 م
الإثنين 29 يوليه 2024
كتبت- سلمى سمير:
عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللافتة، التي أدلى بها خلال اجتماع حزب العدالة والتنمية، حول التدخل التركي في إسرائيل، إثر الانتهاكات المستمرة على الأراضي الفلسطينية، أثارت تصريحات الرئيس التركي موجة من الغضب داخل الوسط الإسرائيلي.
فمنذ إدلاء أردوغان بتصريحاته المثيرة أمس الأحد، توالت الردود من قبل المسؤولين الإسرائيليين، وكان أولهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي وضع صورة أردوغان إلى جانب صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في صورة معدلة، وأرفقهم في منشور واحد عبر حسابه على منصة “إكس” وكتب عليها “أردوغان يسير على خطى صدام حسين ويهدد بمهاجمة إسرائيل”.
مصير صدام
وطالب كاتس خلال تعليقه على تصريحات أردوغان، بتذكير أردوغان بمصير الرئيس العراقي السابق، قائلًا “فقط دعوه يتذكر ما حدث هناك وكيف انتهى الأمر”.
ولم يحدد أردوغان خلال كلمته باجتماع حزب العدالة والتنمية بولاية ريزة شمال شرق البلاد، طبيعة التدخل الذي يستهدف القيام به في إسرائيل، من أجل ردعها عن التجاوزات المستمرة على الأراضي الفلسطينية، لكنه لوح فيها بأن التدخل التركي في إسرائيل وارد كما حدث سابقًا في ليبيا وإقليم قرة باغ.
وأضاف أردوغان، خلال كلمته، أنه لا يوجد ما يمنع تركيا عن التدخل في إسرائيل من أجل وضع حد للحرب المستمرة، بالقول “يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء السخيفة لفلسطين”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ما يمنع أنقرة من اتخاذ مثل تلك الخطوة.
ארדואן הולך בדרכו של סדאם חוסיין ומאיים לתקוף את ישראל. רק שיזכור מה קרה שם ואיך זה הסתיים.@RTErdogan pic.twitter.com/6GykLtLoh4
— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) July 28, 2024
من جانبه دخل زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، على الخط، وندد بتصريحات الرئيس التركي، من خلال التأكيد على أن تل أبيب لن تقبل بتهديدات “ديكتاتور” وهو اللقب الذي أطلقه لابيد على أردوغان.
وطالب لابيد خلال منشور له عبر حسابه على منصة “إكس” قادة العالم وتحديدًا حلف شمال الأطلسي “الناتو” الذي تنتمي تركيا له، بإدانة تصريحات أردوغان بشدة وإجباره على إنهاء دعمه لحركة المقاومة الإسلامية حماس، حسب تصريحاته.
وحذر لابيد خلال تعليقه، من تشكيل الرئيس التركي خطر كبير على منطقة الشرق الأوسط، واصفًا كلمته بـ “الهذيان”.
كما وصل الأمر لأبعد من تبادل التصريحات بين أنقرة وتل أبيب، إذ وصل إلى هولندا من خلال مطالبة عضو مجلس النواب الهولندي خيرت فيلدرز،بطرد تركيا من حلف شمال الأطلسي بسبب تصريحات الرئيس النركي، واصفًا الرئيس التركي بـ “المجنون الفاشي”.
وأضاف فيلدرز، وهو يميني عُرف عنه مواقفه المعادية تجاه المسلمين والمهاجرين، عبر حسابه على “إكس” أن الرئيس التركي يهدد “بغزو إسرائيل، هذا الرجل مجنون تماما، يجب طرد تركيا من حلف شمال الأطلسي”.
نتنياهو هتلر
لم تتوقف الحرب الكلامية التي أثارتها تصريحات أردوغان عند هذا الحد، بل ردت عليه أنقرة مرة أخرى، من خلال إصدار وزارة الخارجية التركية بيانًا، وصفت فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه مثل “الزعيم النازي أدولف هتلر”.
وأفادت الخارجية التركية في بيانها، إن نتنياهو سيجد مصيرًا مشابهًا لما حدث مع هتلر، وذلك بعد أن ينتصر الجانب الفلسطيني في حربه قائلة،”كيفما كانت نهاية مرتكب الإبادة الجماعية هتلر، كذلك ستكون نهاية مرتكب الإبادة الجماعية نتنياهو”، مؤكدة أن “الإنسانية ستقف إلى جانب الفلسطينيين”.
وأكدت أنقرة في بيان الخارجية، أن الجيش الإسرائيلي وبعد مرور 10 أشهر على اندلاع الحرب على قطاع غزة فإنه لن يستطيع إبادة الفلسطينيين، قائلة “كما حوسب النازيون مرتكبو الجرائم الجماعية، كذلك سيُحاسب الذين يسعون لإبادة الفلسطينيين”.