03:30 م
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتبت-فاطمة عادل:
في ساعات عصيبة، عاشت “دينا” لحظات من الرعب والهوان، مختبئة في غرفة أطفالها، مرتعدة ترتجف، محاطة بآثار البول والبراز، بعد أن هربت من زوجها الذي حاول قتلها إثر محاولتها منعه من تعاطي المخدرات. ورغم كل شيء، لم يتراجع الجاني عن عزمه، ولم يثنه شيء عن تنفيذ جريمته، إذ انقض عليها طعنًا بسكين حتى أزهق روحها.
في حلقة جديدة من “دماء في عش الزوجية” التي يتناولها “مصراوي” من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نروي تفاصيل مقتل ربة منزل في عام 2023 على يد شريك حياتها.
في مطلع عام 2016، تزوج الجاني بالمجني عليها، وعاشا في أحد أحياء مركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية. أنجبا ثلاثة أطفال، وبدت حياتهم مستقرة، إذ كان الزوج يعمل في مطعم بينما كانت الزوجة ترعى شؤون المنزل والأبناء.
مع بداية عام 2023، تغيرت الأمور؛ إذ تعرف الزوج على رفقاء السوء وأدمن المخدرات، ليبدأ مسلسلًا من العنف، حيث اعتاد التعدي بالضرب على زوجته وأطفالهما.
لم تعد الزوجة تحتمل تلك الحياة القاسية، فقررت الفرار بأطفالها إلى منزل والدها، حيث قضت شهرًا كاملًا بعيدًا عن منزل الأسرة. خلال تلك الفترة، أدرك الزوج حجم خسارته، وأخذ يحاول إصلاح ما أفسده بوعود كاذبة عن تحسين معاملته، متعهدًا بالعودة إلى رشده.
استجابت الزوجة، على أمل أن يتغير الحال، متناسية ما لاقته من أذى نفسي وجسدي. لكنها لم تكن تعلم أن ما ينتظرها هو الأسوأ.
بعد أسبوعين فقط من عودتها إلى منزل الزوجية، تجدَّدت الخلافات. وفي الساعات الأولى من فجر الجمعة 18 أغسطس 2023، احتدم النقاش بينهما. حاولت الزوجة تفادي الصراع بالدخول إلى غرفة نومها، تاركة الزوج حتى يهدأ.
عند الساعة الرابعة فجرًا، بينما كانت الزوجة في غرفتها والأطفال في غرفة مجاورة، تسلل الزوج إلى حيث كانت، وبدأ في الاعتداء عليها بوحشية محاولًا طعنها بسكين. لكنها تمكنت من الإفلات، وهربت إلى غرفة أطفالها. هناك، غلبها الخوف لدرجة أنها لم تتمكن من السيطرة على نفسها، فاضطرت إلى قضاء حاجتها على السرير. ورغم حالتها المزرية، فضلت الاحتماء بغرفة أطفالها عوضًا عن مواجهة ذلك الوحش.
لكن الزوج لم يتوقف، بل اقتحم الغرفة وانقض عليها أمام أطفالهما، مسددًا لها طعنات متتالية حتى فارقت الحياة. وبعد جريمته، اتصل بشقيقة زوجته قائلًا: “تعالي، أختك تعبانة”.
تم نقل الزوجة إلى المستشفى، لكنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة. ألقت الشرطة القبض على الزوج، الذي اعترف بجريمته بسبب خلافات زوجية. وأُحيلت القضية إلى النيابة العامة، التي قررت إحالتها إلى محكمة الجنايات.