03:10 م
الثلاثاء 25 يونيو 2024
كتب- محمد صفوت:
موجة حارة ضربت المنطقة العربية رفعت حرارتها إلا أنها أيام وتمضي، لكن الصراع المحموم بين حزب الله وإسرائيل جعل حرارة المنطقة أكثر ارتفاعًا، ويبدو أن ما يفصلنا عن حرب جديدة في الشرق الأوسط أيام أو ساعات قليلة.
ومع اقتراب المنطقة من حرب جديدة تنتشر التقارير الإعلامية عن استعدادات حزب الله وإسرائيل لهذه الحرب التي ربما تتسع أكثر لتطول المنطقة بأسرها، وسط محاولات لكبح جماح الحرب المحتملة.
الدولة العبرية وافقت على “خطط عملياتية” للهجوم على لبنان، ونشر حزب الله إحداثيات مواقع عسكرية وحيوية إسرائيلية، وتعالت التهديدات والتحذيرات بين الطرفين، وسط تقارير إعلامية عن استعدادات كل منهما للحرب.
الجنوب اللبناني ساحة المعركة
وعن نشر حزب الله لإحداثيات مواقع وأهداف عسكرية إسرائيلية، يرى المحلل السياسي اللبناني أمين قمورية، في حديثه لـ”مصراوي” أنها رسائل مباشرة من حزب الله لإسرائيل بأن لديه أهدافًا دقيقة وأنه في حال اندلاع الحرب سيكون هناك دمار في العمق الإسرائيلي أيضًا.
وفي خضم التوترات بين حزب الله وإسرائيل، نشرت “أسوشيتد برس” الأمريكية، تقريرًا زعمت خلاله استعداد آلاف المقاتلين من الفصائل والجماعات الموالية لإيران في المنطقة، للانضمام إلى حزب الله في حال اندلاع صرعًا كبيرًا مع إسرائيل.
في خطاب لنصر الله، الأسبوع الماضي، أكد أن قادة من عدة جماعات مسلحة من سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان، عرضوا إرسال آلاف المقاتلين لمساعدة حركته في حربه ضد الدولة العبرية.
استند تقرير “أسوشيتد برس” إلى مسؤولين من الفصائل الموالية لطهران، ومحللين، رجحوا أن يتحد المقاتلون الموالون لإيران تحت لواء حزب الله في حربه ضد إسرائيل.
يشير التقرير إلى الحرب الأهلية في سوريا، حيث قاتل مسلحون مدعومون إيرانيًا من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، مع قوات الجيش السوري، ضد الجماعات المسلحة الأخرى، ما رجح كفة بشار الأسد في الصراع الذي اندلع في 2011.
شكوك حول دور الفصائل الموالية لإيران
ويرى المحلل السياسي اللبناني أن إرسال مقاتلين من جماعات وفصائل أخرى لدعم حزب الله في حال اندلاع حرب مع إسرائيل “غير واقعي”، مرجحًا أن حزب الله لن يقبل بانضمام مقاتلين إلى صفوفه، موضحًا أنهم سيتحولون لعبء ثقيل خلال المعركة.
مسؤول في جماعة مدعومة إيرانيًا في العراق، أكد لـ “أسوشيتد برس” أن الجماعات الفصائل الموالية لطهران ستقاتل جنبًا إلى جنب، في حال اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل.
الأنفاق والتكتيكات
في حديثه لـ”مصراوي” أوضح المحلل السياسي اللبناني، أن حزب الله لديه خططه وتكتيكاته الخاصة وتنظيمه الدقيق، لذا فإن انضمام أي مقاتلين لصفوفه سيمثلون عبئًا إضافيًا عليه.
وأشار إلى أن جنوب لبنان لديه طبيعة خاصة بسبب تضاريسه شديدة التعقيد والجبال والممرات بين القرى، فضلاً عن أنفاق حزب الله، التي سيرفض كشفها لأي أحد خاصة بعد اغتيال عدد من كوادره منذ اندلاع الحرب في غزة.
الأمين العام لحزب الله، أكد في خطابه، أنه وجه لهم الشكر على عرضهم، مشيرًا إلى أن حزب الله لديه ما يزيد عن 100 ألف مقاتل، وأن المعركة بشكلها الحالي لا تستخدم سوى جزء من القوة البشرية للحزب.
وأكد مسؤول آخر، أن هناك بعض المستشارين العراقيين موجودون بالفعل في لبنان لدعم حزب الله.
حرب بالوكالة وجبهة مفتوحة
بالعودة إلى تصريحات نصر الله عن عرض قادة فصائل وجماعات انضمام مقاتلين للحزب في الحرب ضد إسرائيل، يرجح قمورية، أن تنضم الفصائل والجماعات المسلحة الأخرى للحرب بطريقة غير مباشرة.
ويوضح أن جبهة الجنوب اللبناني ستكون حكرًا على حزب الله ولن ينضم أي من الفصائل لها، لكنه يشير إلى احتمالية مشاركة الجماعات المسلحة الأخرى عبر استهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
ويرجح المحلل السياسي اللبناني، أن تقوم عناصر من الفصائل والجماعات المسلحة الأخرى بدعم حزب الله عبر تنفيذ هجمات من الجبهات المفتوحة مثل جبهة الجولان، أو تنفيذ عمليات في الداخل الإسرائيلي عبر أنفاق حزب الله.
المحلل السياسي اللبناني، استبعد تمامًا انضمام مقاتلين من طالبان، موضحًا أنه رغم العلاقات الجيدة بين حزب الله وطالبان، لكن هناك اختلافات سياسية وأيديولوجية كبيرة بينهما تمنع انضمام مقاتلين من الحركة الأفغانية إلى حزب الله، لكنه رفض التطرق لهذه الاختلافات.