05:42 م
الأحد 31 ديسمبر 2023
كتبت- سلمى سمير:
يبدو أن بوادر هدنة إنسانية جديدة في قطاع غزة تلوح في الأفق، وذلك بعد حصول رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد بارنيا، اليوم الأحد، على موافقة حكومة الحرب الإسرائيلية من أجل مناقشة الاقتراح الذي تقدمت به الدوحة والذي يضمن الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل هدنة أطول من نظيرتها السابقة في غزة، وذلك حسب قناة “كان” العبرية.
ماذا يتضمن المقترح؟
بموجب الاتفاق، سيشهد العالم مجددًا رؤية مشاهد عبور الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة إلى إسرائيل عبر سيارات الصليب الأحمر، حيث يقدر العدد الذي ستفرج عن المقاومة الفلسطينية ما بين 40 إلى 50 أسيرًا إسرائيليًا، مقابل وقف إطلاق نار يستمر لمدة شهر حسب صحيفة ” جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
ويؤكد على الأنباء المتداولة، عقد حكومة الحرب الإسرائيلية، اجتماعًا اليوم، لمناقشة مسألة صفقة تبادل الأسرى المنتظرة، والتي تعتقد إسرائيل أن عناصر المقاومة الفلسطينية لا تزال تحتجز أكثر من 100 شخص لديها عقب أسرها حوالي 240 إسرائيليًا خلال هجوم الـ7 من أكتوبر.
من المحتمل أن يكون الاتفاق النهائي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بشأن مسألة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بحلول منتصف يناير المقبل، وذلك وفق توقعات مصدر فلسطيني مطلع على المباحثات، تحدث مع وكالة أنباء “العالم العربي”، والذي قال إن حركة حماس وافقت بشكل مبدئي على مباشرة المناقشات حول صفقة تبادل الأسرى.
مع ذلك لم يبد المصدر المطلع تفاؤلًا بشأن إمكانية تطويع الوقف المؤقت لإطلاق النار إلى آخر دائم، إلا أنه أكد على أهمية الأسبوعين القادمين في تحديد مستقبل قطاع غزة، فيما إذا كانت ستستأنف الحرب أم لا.
ويتشابه المقترح إلى حد كبير مع الاقتراحات المصرية التي تقدمت بها إلى الجهات المعنية، والتي طالبت بالإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من قطاع غزة بعد الـ 7 من أكتوبر، إضافة إلى الأسرى المحكوم عليهم بفترات طويلة في السجون الإسرائيلية، حسب صحيفة “الشرق”.
تحول في موقف حماس
عندما طرحت مسألة الهدنة في وقت سابق، سارعت حركة حماس بتصريحها المؤكد على مبدأ “لا هدنة نريد وقف إطلاق نار دائم”، لتبلور بذلك فصائل المقاومة موقفها بشكل واضح للجهود الساعية إلى لملمة الحرب تخوفًا من تبعات أكبر من المشهودة الحاليًا.
وأوضحت حركة حماس، أنها لن تقبل بهدن قصيرة، في الوقت الذي كانت تل أبيب تطالب فيه بوقف إطلاق مدة 5 أيام يتم تجديده بشكل يومي، وهو ما لم يرق لحماس، التي تبنت نفس موقف الفصائل الفلسطينية، حين قالت بإنه لن يكون هناك حديث عن الأسرى الإسرائيليين أو صفقات تبادل لهم إلا بعد وقف شامل للحرب.
وترى قناة “كان” العبرية، أن موقف حماس الحالي يعتبر تحولًا بالنسبة إلى موقفها السابق، التي أكدت فيه على نقطة وهي أن مسألة الأسرى غير مطروحة على الطاولة لحين البت في مسألة وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من أن التحول الحالي قد يعتبره البعض انفراجة، نظرًا لعدم توصل كلًا من حماس وإسرائيل إلى أي اتفاق بهذا الشأن، إلا أن ذلك ليس واقع المفاوضات التي ستنتقل إلى مرحلة أكثر صعوبة، وذلك حسب مصدر إسرائيلي لم تفصح قناة “كان” عن اسمه، حين قال “انتقلنا من الثلاجة إلى الرف الأكثر برودة”، واصفًا طبيعة المرحلة المقبلة للمفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس.
وكانت حركة حماس قد دعت سابقًا عند الحديث عن المفاوضات، إلى إنشاء مناطق آمنة محمية من أي هجمات يلتجأ إليها المدنيين الفلسطينيين، مشددة على ضرورة عدم تواجد أي قوات إسرائيلية داخل تلك المناطق التي ستصل إليها المساعدات الغذائية والطبية الكافية.
وفي آواخر نوفمبر الماضي شهد قطاع غزة، هدنة وقف إطلاق نار متبادلة بين جميع الأطراف تم تمديدها مدة أسبوع، كانت إسرائيل أول من ينقضها بذريعة إطلاق صاروخًا من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية.
وخلال الهدنة تم الاتفاق على صفقة تم بموجبها إطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا من النساء والأطفال، تم في مقابلهم الإفراج عن 150 أسيرًا فلسطينيًا من النساء والأطفال دون 19 عامًا.