06:57 م
الإثنين 04 ديسمبر 2023
وكالات:
ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء أن السلطات الإسرائيلية تحقق هذه الأيام في مزاعم لباحثين أمريكيين، بأن بعض المستثمرين ربما كانوا على علم مسبق بخطة حماس لهجمات 7 أكتوبر الماضي، واستخدموا تلك المعلومات للاستفادة من الأوراق المالية الإسرائيلية.
ووجد بحث أجراه أستاذا القانون روبرت جاكسون جونيور من جامعة نيويورك وجوشوا ميتس من جامعة كولومبيا عمليات بيع كبيرة على المكشوف لأسهم بعينها قبل الحرب الحالية التي بدأت قبل شهرين تقريبًا.
وكتب الباحثان، وفق “رويترز”: “قبل أيام من الهجوم، بدا أن التجار يتوقعون الأحداث القادمة”، مشيرين إلى الاهتمام القصير بصندوق MSCI Israel المتداول (ETF) الذي “ارتفع فجأة، وبشكل ملحوظ” في 2 أكتوبر بناءً على بيانات من هيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA).
عمليات بيع على المكشوف واسعة قبل 7 أكتوبر
ووفق ما كتبه الباحثان في تقرير مكون من 66 صفحة، فإنه “قبل الهجوم مباشرة، زاد البيع على المكشوف للأوراق المالية الإسرائيلية في بورصة تل أبيب (TASE) بشكل كبير”.
وردًا على ذلك، قالت هيئة الأوراق المالية الإسرائيلية: “الأمر معروف للسلطة ويخضع للتحقيق من قبل جميع الأطراف المعنية”. ولم تذكر متحدثة باسم هيئة تنظيم الأوراق المالية مزيدًا من التفاصيل، وفق “رويترز”، ولم تعلق الشرطة الإسرائيلية.
وقال الباحثون إن عمليات البيع على المكشوف، التي يتوقع فيها المستثمرون انخفاض سعر السهم، قبل 7 أكتوبر “تجاوزت البيع على المكشوف الذي حدث خلال العديد من فترات الأزمات الأخرى”.ويشمل ذلك الركود الذي أعقب الأزمة المالية في عام 2008، والحرب بين إسرائيل وغزة عام 2014، وجائحة (كوفيد-19).
وكتب الباحثان الأمريكيان أنه بالنسبة لـLeumi (LUMI.TA)، وهو أكبر بنك في إسرائيل، تم بيع 4.43 مليون سهم جديد منه على المكشوف خلال الفترة من 14 سبتمبر إلى 5 أكتوبر، ما أدى إلى أرباح قدرها 3.2 مليار شيكل (862 مليون دولار) من عملية البيع على المكشوف الإضافية.
وأضافا: “على الرغم من أننا لا نرى زيادة إجمالية في البيع على المكشوف للشركات الإسرائيلية في البورصات الأمريكية، إلا أننا نحدد زيادة حادة وغير عادية، قبل الهجمات مباشرة، في التداول في خيارات قصيرة الأجل محفوفة بالمخاطر على هذه الشركات تنتهي بعد الهجمات مباشرة”.
7 أكتوبر.. ليست الفضيحة الأولى
والخميس الماضي، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وفقًا لوثائق ورسائل بريد إلكتروني ومقابلات، أن “خطة هجوم حماس في 7 أكتوبر وصلت إلى الجيش الإسرائيلي قبل أكثر من عام من تنفيذها”. ومع ذلك، رفض مسؤولو الأمن والمخابرات الإسرائيليون الخطة باعتبارها مجرد طموح، قائلين إنه سيكون من الصعب للغاية على حماس تنفيذها”.
الوثيقة التي تحمل عنوان “جدار أريحا” والتي ضمت تفاصيلها 40 صفحة، تفصل نقطة بنقطة التخطيط للهجوم الذي أطلقت عليه المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى”.
الوثيقة، التي لم تحدد توقيتًأ محددًا للهجمات، تناولت بالتفصيل هجومًا من شأنه أن يطغى على التحصينات حول قطاع غزة، ويسيطر على المدن الإسرائيلية ويستهدف القواعد العسكرية الرئيسية.
وقالت التايمز إن “حماس” نفذت ذلك بدقة في 7 أكتوبر، ففي ذلك اليوم، شن عناصر المقاومة هجمات عبر الحدود من غزة في هجوم منسق، حيث احتجزوا أكثر من 200 رهينة بينما قُتل خلال هذه الأحداث نحو 1200 شخص، ادعت إسرائيل أن “حماس” قتلتهم، بينما أشارت شهادات أخرى إلى عمليات قتل وقصف نفذها جيش الاحتلال بأوامر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتجنب حصول عناصر المقاومة على “أسرى”.
وكان هذا الهجوم هو الأكبر من نوعه منذ حرب السادس من أكتوبر 1973.
واعتبر الهجوم على نطاق واسع بمثابة فشل استخباراتي إسرائيلي كبير، حيث تقدم عدد من كبار مسؤولي الدفاع والأمن في أكتوبر لتحمل المسؤولية إلى حد ما عن الأخطاء التي أدت إلى الهجمات، بينما رفض نتنياهو تحمل المسؤولية قبل أن يتراجع أمام سيل الانتقادات المحلية التي طالته وحكومته.
ووفقًا للتايمز، تم تداول وثيقة “حائط أريحا” على نطاق واسع بين القادة العسكريين والمخابرات بإسرائيل، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أو غيره من كبار القادة السياسيين قد اطلعوا عليها.