03:05 م
الخميس 13 مارس 2025
(وكالات)
كشفت مصادر مطلعة لصحيفة “الشرق الأوسط” عن تفاصيل اجتماع سري جرى بين مفاوضين أميركيين وعراقيين في عاصمة عربية تتوسط للإفراج عن الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف، المختطفة منذ أكثر من عام في بغداد.
ورغم الجهود المبذولة، لم يسفر الاجتماع، الذي عُقد في فبراير الماضي، عن اتفاق، بسبب رفض واشنطن شروط الجهة الخاطفة، التي طالبت بفدية مالية وإطلاق سراح معتقلين موالين لإيران في العراق ولبنان، بينهم قبطان بحري على صلة بـ”حزب الله” اللبناني.
واختُطفت تسوركوف، الباحثة في جامعة برينستون، في مارس 2023 بمنطقة الكرادة، وسط بغداد، في ظروف غامضة. ورغم دخولها العراق بشكل قانوني، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاختطاف، فيما وجهت واشنطن وتل أبيب أصابع الاتهام إلى “كتائب حزب الله”.
ووفق الصحيفة، فقد ضمت المفاوضات مسؤولين أمنيين عراقيين، أحدهم مقرب من الفصائل المسلحة، إلى جانب مسؤول أميركي بارز وسفير أمريكي سابق عمل في العراق.
وخلال الاجتماع، عرض الجانب العراقي تسوية تشمل دفع فدية قيمتها 200 مليون دولار، بعد تخفيضها من 500 مليون، مقابل الإفراج عن تسوركوف، غير أن واشنطن رفضت بشكل قاطع، معتبرة أن ذلك قد يسهم في تمويل أنشطة إرهابية.
ومع تعثر المفاوضات، صعدت واشنطن ضغوطها على بغداد، حيث تلقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالات مباشرة من مسؤولين أميركيين، بينهم مستشار الأمن القومي مايك والتز. وفي الوقت ذاته، حاول وسطاء من جنسيات عربية فتح قنوات اتصال مع الجهة الخاطفة، لكنهم اكتشفوا أنهم كانوا يتعاملون مع وسطاء غير موثوقين، مما زاد تعقيد الملف.
وبحسب مصادر سياسية عراقية، فإن إيران ترى في تسوركوف ورقة ضغط في مواجهة الولايات المتحدة، وسط تصاعد الضغوط الغربية على نفوذها في العراق ولبنان وسوريا. وتشير التقارير إلى أن “كتائب حزب الله” تذرعت بأن عملية الاختطاف نفذتها عناصرها دون تنسيق مع القيادة، في محاولة لإعادة التفاوض على شروط الصفقة.