08:05 م
الأربعاء 14 يونيو 2023
الإسكندرية – محمد البدري:
عقدت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، النسخة الخامسة من حوارات الإسكندرية تحت عنوان “المدن الإبداعية كمدخل نحو التنمية المستدامة”، بحضور الدكتور علي الجلبي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والدكتور عادل المنشاوي، أستاذ العمارة وتخطيط المدن بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والدكتور عبد الهادي قشيوط، رئيس قسم بحوث المواد الإلكترونية بمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، وأدار الجلسة المهندس إيهاب عطا الله، عضو مجلس الشيوخ والمؤلف المشارك في كتاب “المدن الإبداعية والنماذج المتقدمة للتنمية الحضرية القائمة على المعرفة”.
وقال المهندس إيهاب عطا الله، إن مدينة الإسكندرية من أوائل المدن الإبداعية على مستوى العالم، وأن مكتبة الإسكندرية تُعد ركيزة الإبداع في مصر لأن الإبداع أهم شيء في التطور الإنساني، لافتًا أن الاتجاه الحديث الأن يربط مؤشرات التنمية بالمدن وليس بمؤشرات الدول حتى يتسنى دراسة مقومات كل إقليم على حدة.
وأشار إلى أن الثروة المعرفية التي تمتلكها المدن عبارة عن قوة ليست مرتبطة بالموارد، مشيرًا إلى أن اقتصاد المعرفة والذي يسمى الاقتصاد الجديد يقوم على إنتاج الأبحاث العلمية والفن ويضيف لنفسه بصورة لا نهائية، على عكس الاقتصاد القديم القائم على كل ما هو ملموس، ما يعني استهلاكًا للموارد.
وقال الدكتور علي الجلبي، إن المدن الإبداعية يجب أن تقوم على عدة دوائر معرفية مختلفة، ومكتبة الإسكندرية وجامعتها إحدى تلك الدوائر المعرفية داخل مدينة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن التحول نحو التنمية الحضرية القائمة على المعرفة عبارة عن تكثيف معرفي للإبداعات المختلفة، وتكثيف للفكرة ما يؤدي إلى القضاء على الكثير من المشكلات التي تواجه المجتمعات والشعوب وتنقلهم إلى مستوى أفضل من الحياة الاجتماعية.
وأضاف أنه في عام 1930 تم إنشاء المعهد القومي للاتصالات من أجل التنمية المعرفية بالجوانب المتعلقة بالتكنولوجيا، مما جعل الحكومة متمثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقوم بإصدار مجموعة من القوانيين التي تحقق أهداف التنمية القائمة على المعرفة، إلى أن وصلنا إلى وضع رؤية “مصر 2030” ونتيجة لهذا حدثت دعوة للتفكير في إنشاء مجموعة من المدن الإبداعية على المستوى القومي أثمرت عن إنشاء مجموعة من المحاور التكنولوجيا بالسويس مما يعكس سياسة اهتمام الدولة.
وقال الدكتور عادل المنشاوي، أستاذ العمارة وتخطيط المدن بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن الثورة الصناعية أثرت على المدن الإبداعية من حيث التلوث والزحام، فالمدينة كائن حي تتأثر بالعوامل الخارجية، مما خلق نوع من الطبقية المتعلقة باقتناء المنازل الهادئة على أطراف أو حدود المدن، ما أدى الى تكوين مصطلحات جديدة في العمران مثل مصطلح إعادة إحياء المدن والتي أصبحت محاور لعلماء التخطيط والعمارة.
وأضاف أن هناك تشجيعًا للإبداع على المستوى الفردي والمستوى والجماعي بداية من التحفيز التعليمي لخلق مدن إبداعية مثالية بداية من وضع خطة مرورية ومعالجة المياه بشكل ضروري، لافتًا أن التأثير على صحة الإنسان يؤثر أيضًا على الإبداع الحضري داخل المدينة.
وقال الدكتور عبد الهادي قشيوط، رئيس قسم بحوث المواد الإلكترونية بمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، إن هناك 17 هدفًا للتنمية المستدامة، مؤكدًا التركيز على الأهداف المتعلقة بـ”المدن المستدامة” و”المياه النظيفة” و”الطاقة النظيفة” ومنع استنزاف الموارد المتعلقة بالمدن الإبداعية.
وأضاف أن هناك دوائر التنمية الحضرية القائمة على المعرفة والتي تستند على البيئة والمجتمع والمؤسسات والاقتصاد، مشيرًا إلى أن ربط تلك المقومات ببعضها البعض ينتج عنه التنمية الحضارية القائمة على المعرفة.