05:36 م
الأحد 23 فبراير 2025
القاهرة- مصراوي:
للمرة الأولى وبشكل رسمي تكشف مصر معالم الخطة التي تعمل القاهرة على إعدادها لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تأتي بديلًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل سكان غزة إلى مصر والأردن وتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، إذ قال وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، إن الخطة التي تقوم القاهرة ببلورتها ترتكز على التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وأكد وزير الخارجية أن الخطة تحظى بدعم عربي، وتقوم الخطة على التعافي المبكر لقطاع غزة وإعادة الإعمار مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم، ومن الممكن أن تشمل الخطة تمويلًا لإعادة إعمار غزة يصل إلى 20 مليار دولار على مدى 3 سنوات من دول الخليج والدول العربية، حسبما ذكرت مصادر لرويترز.
وقال وزير الخارجية بأن الخطة المصرية تقوم على ثلاث مراحل أساسية: المرحلة الأولى (التعافي المبكر – 6 أشهر)، تتضمن إزالة الركام وإصلاح البنية التحتية الأساسية، توفير منازل متنقلة مؤقتة للنازحين، استمرار تدفّق المساعدات الإنسانية.
وأوضح وزير الخارجية، أن المرحلة الثانية (إعادة الإعمار – 3 إلى 5 سنوات)، تشمل عقد مؤتمر دولي لجمع التمويل اللازم لإعادة الإعمار، وتوفير دعم مالي يقدر بـ 20 مليار دولار من دول الخليج والدول العربية، وتنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية، بما يشمل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
فيما تكون المرحلة الثالثة (المسار السياسي – التمهيد لحل الدولتين)، والتي تتضمن إطلاق حوار سياسي لتعزيز حل الدولتين، دعم جهود تحقيق استقرار دائم وضمان حقوق الفلسطينيين.
وتحظى الخطة التي تعمل مصر على إعدادها بدعم عربي واسع، وقد تمت مناقشتها في قمة غير رسمية في السعودية، ضمت قادة الخليج، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، كما لاقت الخطة تأييدًا صينيًا، إذ بحث وزير الخارجية تفاصيلها مع نظيره الصيني وانغ يي.
وتؤكد مصر أن بقاء الفلسطينيين على أرضهم هو المبدأ الأساسي للخطة، ما يعارض أي سيناريوهات لإعادة التوطين خارج فلسطين، كما تهدف المبادرة إلى إعادة إعمار غزة، تحقيق الاستقرار الإقليمي، وضمان مستقبل سياسي واضح للفلسطينيين.
وتعد الخطة المصرية محاولة جادة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة من خلال نهج متكامل يجمع بين إعادة الإعمار والدعم السياسي، لكن نجاحها سيعتمد على مدى التعاون الدولي، وقدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاقات تضمن التنفيذ الفعلي لهذه المراحل.
وحسب مصادر لرويترز، فمن الممكن أن تشمل الخطة تمويلًا لإعادة إعمار غزة يصل إلى 20 مليار دولار على مدى 3 سنوات من دول الخليج والدول العربية، حسبما ذكرت مصادر لرويترز.
ويشار إلى أن زعماء دول الخليج العربية والرئيس عبدالفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني، قد بحثا في قمة غير رسمية في السعودية، الجمعة، الخطة المصرية قبل مناقشتها في قمة القاهرة في 4 مارس المقبل.
وبعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة عن تهجير سكان قطاع غزة، قال في آخر تصريح له، إنه لن يفرض خطة تهجير الفلسطينيين من غزة بل “يقترحها”، معربًا عن استغرابه من رفض مصر والأردن لخطته.
وبعد ذلك أبدى ترامب استغرابًا بسبب ما وصفه بـ”تنازل” إسرائيل عن قطاع غزة في الماضي واصفا الأمر “بالقرار العقاري السيء”، وذلك خلال حوار أجراه مع إذاعة “فوكس نيوز” الأمريكية، أول أمس الجمعة.
وقال ترامب: “لقد دفعنا لمصر والأردن مليارات الدولارات وتفاجأت من موقفهم الرافض (لفكرة تهجير الفلسطينيين في غزة) لكنهم فعلوا ذلك، وسأقول إن الطريقة لإيجاد حل هي عبر الخطة التي اقترحتها والتي أرى أنها ناجحة”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، وأعرب عن رغبته في “امتلاك القطاع” وتحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط، وإمكانية تقاسم مسؤولية إعماره مع دول أخرى، بعدما دمر الاحتلال غزة على مدار أكثر من 15 شهرًا.