05:26 م
الخميس 16 نوفمبر 2023
كتب- محمد صفوت:
يُنفذ جيش الإسرائيلي منذ أمس الأربعاء، عملية عسكرية في مستشفى الشفاء التي انقطعت عنها الاتصالات، وتحاصرها الجرافات والآليات العسكرية الإسرائيلية، التي دمرت بشكل كامل مبنى الجراحة التخصصي في مجمع مستشفى الشفاء، وفجر مخزن أدوية ودمر معدات طبية قبل الرحيل من المبنى، كما دمر أجزاء من المدخل الجنوبي للمستشفى.
العملية العسكرية الإسرائيلية، أثارت انتقادات دولية كبيرة، وسط انتقادات من دول أبدت كثيرًا تأييدها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
خلال العملية التي يواصلها جيش الاحتلال حاليًا، عرض الاحتلال الإسرائيلي المحجوزات المتواضعة التي عثر عليها في مستشفى الشفاء بغزة بعد اقتحامه، حيث زعم أنه عثر على “ذخائر وأسلحة ومعدات عسكرية وجهاز كمبيوتر” تابعة لحماس في المستشفى
قبل اقتحام المستشفى نفذ الاحتلال الإسرائيلي حملة إعلامية موسعة اتهمت فيها حماس بأنها تستغل هذا المجمع الطبي، الأكبر في الأراضي الفلسطينية، كمقر قيادة لعملياتها العسكرية.
عشية الاقتحام، قالت الولايات المتحدة، إن لديها معلومات تفيد بأن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني يستخدمان بعض المستشفيات في قطاع غزة، بما في ذلك مجمع الشفاء، لإخفاء ودعم عملياتها العسكرية واحتجاز الأسرى.
نفت حماس مرارًا هذه الاتهامات، وقالت إن التصريحات الأمريكية بمثابة ضوء أخضر للاحتلال الإسرائيلي لشن عملية عسكرية داخل مجمع طبي وسط أزمة إنسانية كبرى يعيشها أهالي غزة.
كيف منحت واشنطن الضوء الأخضر لإسرائيل؟
بعد الاقتحام الأول الذي نفذ أمس، برأت واشنطن نفسها من منح الاحتلال الإسرائيلي الضوء الأخضر لشن عمليته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن الولايات المتحدة لم تعط الضوء الأخضر للعمليات حول مستشفى الشفاء”، مضيفا: “لقد كنا دائما واضحين للغاية مع شركائنا الإسرائيليين بشأن أهمية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.
العملية الإسرائيلية التي بدأت بحملة إعلامية واسعة دعمتها واشنطن، تتواصل داخل مستشفى الشفاء، وتزامنًا مع التصريحات الأمريكية الأخيرة بأنها لم تمنح الضوء الأخضر لتل أبيب لتنفيذ عمليته، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن الأسباب التي أدت إلى دعم واشنطن لتلك العملية.
تقييم استخباراتي أمريكي
الصحيفة الأمريكية، نقلت عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” قولها، إن هناك تقييم استخباراتي أمريكي توصل إلى أن مقاتلي حماس ومقاتلين لفصائل فلسطينية أخرى، كانوا داخل مستشفى الشفاء في غزة.
أوضحت المصادر، في تصريحات لـ”وول ستريت جورنال” أن التقييم الاستخباراتي الأمريكي استند جزئيًا إلى اتصالات تم اعتراضها لمقاتلين داخل المجمع.
وأشارت إلى أنه تم جمع معلومات عبر اعتراض الاتصالات خلال الأسابيع الأخيرة، توصلت إلى أن هناك مقاتلون لحماس داخل مستشفى الشفاء في غزة.
تقول “وول ستريت جورنال” إن هذه المعلومات دفعت الولايات المتحدة إلى الإعلان أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء “كوسيلة لإخفاء ودعم عملياتها العسكرية واحتجاز الرهائن”.
أوضحت المصادر، أن المعلومات الأمريكية جمعت بشكل مستقل عن إسرائيل، بناء على تدفقات متعددة للبيانات. وعلق مسؤول أمريكي، بالقول، إن التقييم الاستخباراتي يكون عبارة عن معلومات من عدة مصادر.
أضاف المسؤول الأمريكي، أن واشنطن لم تتمكن من تحديد تفاصيل العمليات المزعومة لحماس في الشفاء، بما في ذلك حجمها ونطاقها أو ما إذا كان مقاتلو الحركة يعملون داخل المستشفى أو تحت الأرض أو كليهما.
ويقول الدكتور محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عملياتها لليوم الثاني على التوالي، وتقوم بتفتيش جميع الأقسام في المستشفى، مضيفًا أن الاحتلال بدأ اليوم في تجريف المناطق الشمالية والغربية بالمستشفى، من بينها منطقة مبنى الحروق والصيدلية المركزية، وقسم غسيل الكلى.