03:09 م
الأحد 04 فبراير 2024
كتب- محمد نصار:
أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، تقريرًا بعنوان: “الانتخابات في إفريقيا خلال 2023.. تحديات المسار الديمقراطي في القارة السمراء”، يسلط التقرير الضوء على الانتخابات التي كان مقررًا إجراؤها في قارة إفريقيا خلال 2023، سواء كانت رئاسية أو تشريعية أو محلية، وتوضيح موقف كل دولة من إجراء العملية الانتخابية في موعدها، وقياس معدلات المشاركة في هذه الانتخابات، إضافة إلى تأثير التحديات التي تحيط بهذه الدول على سلامة العملية الانتخابية.
وأشار التقرير، إلى أنه كان من المفترض أن تُجرى الانتخابات في 24 دولة إفريقية، إلا أن بعض الدول واجهت تحديات حالت دون قدرتها على إجراء الانتخابات في موعدها، حيث نجحت 21 دولة في إجراء الانتخابات بواقع 87% من إجمالي الدول المفترض إجراؤها للانتخابات، في حين أن 3 دول فقط وهم ليبيا، وتوجو، وغينيا، لم تتمكن من إجراء الانتخابات بنسبة 13%.
ووفقًا للتقرير، كان من المفترض أن تشهد القارة الإفريقية في عام 2023، عدد 9 انتخابات رئاسية، تم إجراء ثمانية انتخابات بالفعل في كلٍ من مصر، والكونغو، ونيجيريا، ومدغشقر، وسيراليون، والجابون، وليبيريا، وزيمبابوي، في حين تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا.
وسجلت سيراليون نسبة مشاركة تاريخية في الانتخابات الرئاسية حيث بلغت 83%، على عكس نيجيريا التي سجلت النسبة الأقل من المشاركة في الانتخابات بواقع 26.72%، وهي النسبة الأقل في التاريخ النيجيري منذ الاستقلال، فيما سجلت مصر أعلى نسبة مشاركة في تاريخ الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في البلاد بتحقيق نسبة مشاركة وصلت 66.8%.
ووضح التقرير، إلى إجراء انتخابات تشريعية في 16 دولة إفريقية خلال العام 2023، بينما لم تتمكن دولتين على الجانب الآخر من إجراء الانتخابات التشريعية وهما “ليبيا، وتوجو”، حيث تم تأجيل الانتخابات بهما إلى العام الجاري 2024.
وجاءت نسب المشاركة في الانتخابات التشريعية متفاوتة إلى حد كبير، ففي حين سجلت دولة الكاميرون نسبة المشاركة الأعلى والتي وصلت إلى 99.11%، تلتها سيراليون بنسبة مشاركة 82.86% ثم جيبوتي بنسبة 75.9%، فإنه على الجانب الآخر جاءت تونس بنسبة المشاركة الأقل والتي لم تتخطى 11.3%، تلتها نيجيريا بنسبة مشاركة 26.72%.
من جانبه، قال أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي الدولي، ورئيس مؤسسة ماعت، إن عام 2023 شهد تناقضًا في تحقيق مؤشرات الديمقراطية في القارة الإفريقية، وبالرغم من تسجيل دول إفريقية عديدة معدلات مشاركة مرتفعة، إلا أنه شابت العملية الانتخابية في بعض الدول اتهامات بعدم النزاهة، إلى جانب عدم قبول العديد من كيانات المعارضة لنتائج الانتخابات في عدد من الدول الأخرى، والتي وصلت في بعض الدول إلى عملية انقلاب عسكري شامل ألغيت على إثره نتائج الانتخابات كما حدث في الجابون.
وأضاف الخبير الحقوقي، أنه برغم وجود تحديات عديدة، لا سيما الظروف الاقتصادية الصعبة والتدهور الأمني والصراعات السياسية، إضافة إلى نوع آخر من الاستعمار الحديث يتمثل في التدخلات الخارجية، إلا أن العديد من الدول الإفريقية قطعت شوطًا نحو المسار الديمقراطي، وإن كانت بدرجات متفاوتة.
وأوضح “عقيل”، أن الإرادة السياسية في بعض دول القارة كانت وسيلة فعّالة لتعزيز المسار الديمقراطي، وكان ملفتًا الانتخابات الرئاسية المصرية التي أُجريت وسط تحديات غير مسبوقة، سواء تحديات داخلية وخاصة الأوضاع الاقتصادية، أو تحديات إقليمية ودولية وخاصة في ضوء الحرب على غزة على طول الحدود المصرية، وهو ما يؤكد أن الخبرات التاريخية والعملية التي تمتلكها الدول تشكل علامات فارقة في العمليات الانتخابية وانعقادها في ظل التحديات المحيطة.
وأشار إسلام فوقي، مدير وحدة دعم الديمقراطية بمؤسسة ماعت، إلى أن إجراء الانتخابات لا يُعد في حد ذاته دليلًا على تحقيق الديمقرطية، فهناك العديد من المعايير التي تؤخذ في الاعتبار، مثل ضمانات نزاهة الانتخابات، ومدى قبول نتائجها، فضلًا عن نسب المشاركة التي تعكس بدورها أهمية الانتخابات والثقة في عملية إجراءها إلى أنه وبالرغم من صعوبة إعطاء حُكم عام على المشهد الانتخابي في إفريقيا خلال 2023، نظرًا لأن كل دولة تمتلك تجربتها الخاصة ومقيدة بالتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الخاصة بها، إلا أن العديد من الدول الإفريقية قطعت شوطًا نحو المسار الديمقراطي، ونحو مستقبل أكثر ديمقراطية.
اقرأ أيضًا:
أمطار قد تمتد إلى القاهرة.. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم
الحكومة: مواقع مقترحة لإقامة مناطق صناعية حرة بـ 11 موقعًا بالمدن الجديدة
ساويرس عن التواجد الأمريكي في المنطقة: عليهم الرحيل فقد أفسدوا ما يكفي
أدوية حساسة للضوء.. تحذير مهم بشأن التعامل مع بعض المستحضرات الطبية