08:14 م
الإثنين 14 أغسطس 2023
كتب – محمد شعبان:
نار لم تهدأ ورغبة في الانتقام لم تُخمد الأيام والسنون لهيبها داخل أجساد 3 أشقاء. طوال عقد كامل عقد الأشقاء الثلاثة العزم على “لازم نريح أخونا في تربته” والنيل من قاتله لدى مغادرته محبسه.
10 سنوات كاملة مرت ببطئ على الثلاثة لم يتوقف أيا منهم عن اقتفاء أخبار “محمد عبد الفتاح” والسؤال الدائم “هيخلص مدته امتى؟” فنار الثأر ولهيبه يأكل الأخضر واليابس مع شروق شمس كل يوم.
منذ شهرين طرأ جديد في حياة الأشقاء الثلاثة، أخبرهم أحد سكان قرية البرمبل مركز أطفيح جنوب الجيزة بخبر تمنته قلوبهم كما لو حبيب ينتظر لقاء محبوبته “محمد خرج من السجن”.
طوال شهرين عكف الأشقاء الثلاثة على رصد تحركات هدفهم المنشود تبادلوا دور المراقبة لتبدو الصورة كاملة لخط سيره وتنقلاته ومن ثم الوصول إلى الخطوة التالية “قتله”.
مساء أمس الأحد تحديدًا بعد نفق أطفيح بخمسة كيلو مترات اتجاه حلوان استقبل “محمد” صاحب الأربعون عاما دراجة نارية يرافقه ابن شقيقته في طريقهم إلى بلدتهم لكن أمرًا كان يحاك في الخفاء بدد السيناريو المعد سلفًا.
فوجئ ابن الأخت وخاله بسيارة ملاكي تتبعهما حتى اصطدمت بالدراجة التي تقلهما وأطاحت بهما على الأرض ليبدأ فصل دموي من جريمة الرصاص والانتقام على غرار أفلام الإثارة والحركة بعاصمة السينما العالمية “هوليود”.
ترجل أحد الأشقاء الثلاثة من السيارة، اقترب بخطوات حثيثة من الرجل صاحب الـ40 سنة ليشهر سلاحه الناري ويخبره بآخر ما ستتلقفه أذناه “طنت فاكر اننا نسينا.. لما تروح لأخونا سلم لنا عليه” وفتح عليه الرصاص فأرداه قتيلا في الحال ولاذ وشقيقاه بالفرار.
اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة تلقى إخطارًا من إدارة شرطة النجدة بسماع دوي إطلاق ناري والعثور على جثة قتيل بالقرب من نفق أطفيح.
توجيهات سريعة من العميد محمد مختار رئيس المباحث الجنائية لقطاع الجنوب بفحص مسرح الجريمة ومراجعة خطوط السير المحتملة للجناة وسماع أقوال الناجي الوحيد “ابن شقيقة الضحية”.
في أولى مهامه الجنائية، عمد الرائد عبد الحليم الجيار رئيس مباحث أطفيح إلى معاينة مسرح الجريمة بشكل دقيق والاستفادة من الأدوات المتاحة لاسيما الناجي الوحيد الذي فكس طلاسم القضية “قتل بدافع الانتقام بسبب خصومة ثأرية”.
في أقل من 60 دقيقة، أعد العميد محمد مختار خطة محكمة تُرجمت بتحديد وضبط المتهمين الثلاثة والسلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة ليمثلوا أمام رجال التحقيق ونشوة انتصار زائق تدو جلية على وجوههم “كده ناخد عزاء أخونا”.