من رحم الألم يولد الأمل.. كيف انتهى حادث مروع بمعجزة طبية في أسيوط؟- صور

12:28 م

الخميس 10 أكتوبر 2024

أسيوط ـ محمود عجمي:

في صباح يوم مشمس، استقلت نادية، البالغة من العمر 33 عامًا، مركبة توك توك متجهة إلى إحدى العيادات الخاصة بمدينة أبوتيج، استعدادًا لموعد ولادتها؛ لم تكن تعلم أن هذا اليوم سيشهد أحداثًا غير متوقعة ستغير مجرى حياتها وحياة جنينها.

بينما كانت المركبة تسير على الطريق الزراعي السريع “أسيوط – سوهاج”، وقع حادث تصادم مروع بين سيارة نقل والتوك توك، هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل المصابين، ومن بينهم نادية التي دخلت في غيبوبة تامة وتوفيت قبل وصولها إلى مستشفى أبوتيج.

لكن القدر كان يحمل مفاجأة؛ عند وصول نادية إلى المستشفى، اكتشف الفريق الطبي بقيادة الدكتور هشام الشريف، مدير المستشفى واستشاري النساء والتوليد، والدكتور سامح إرميا، أخصائي النساء والتوليد، أن الجنين لا يزال على قيد الحياة. تم اتخاذ قرار فوري بإجراء عملية قيصرية عاجلة لإنقاذه.

أمسك الدكتور هشام الشريف بموجات السونار، عيناه تتفحصان شاشة الجهاز بعناية، قلبه يتألم على “نادية”، تلك السيدة الشابة؛ لكنه كان يعلم أن واجبه الآن هو إنقاذ هذه الحياة الصغيرة، نظر إلى الفريق الطبي، وقال بصوت حازم: “سنفعل كل ما بوسعنا”، كانت العملية جراحية معقدة، كل ثانية كانت تحسب مع كل قطعة يتم فصلها، كان الخوف يزداد، ولكن الإصرار على إنقاذ هذا الطفل الصغير كان أقوى.

بعد استخراج الجنين، تعرض لتوقف في عضلة القلب، لكن بفضل التدخل السريع من أطباء العناية المركزة وأطباء الأطفال حديثي الولادة، تم استعادة نبضه ونقله إلى قسم الحضانات لتلقي الرعاية اللازمة.

ضم الفريق الطبي الدكتور مصطفى زناتي، أخصائي الجراحة العامة، والدكتور محمود طلعت، أخصائي العناية المركزة، والدكتور صفوت جرجس، رئيس قسم الأطفال، والدكتور محمود عرفات، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة. بفضل جهودهم، تم إنقاذ حياة الجنين، ليكون هذا اليوم شاهدًا على معجزة طبية في أبوتيج.