01:37 ص
الخميس 19 ديسمبر 2024
أسيوط ـ محمود عجمي:
في ليلة ظلماء خيمت على مدينة القوصية بمحافظة أسيوط، تحولت فرحة منتظرة إلى مأتم حزين، إذ فارقت العروس “بيترا أشرف نبيل”، البالغة من العمر 26 عامًا، الحياة في حادث مروع هز أرجاء المدينة.
كانت بيترا، في ريعان شبابها، تستعد ليوم زفافها الذي طال انتظاره، حيث انطلقت إلى مدينة أسيوط لشراء فستان الزفاف الذي تحلم به، لكن القدر كان له رأي آخر.
في طريق ذهابها، وبينما كانت الأحلام الوردية تملأ خيالها، وقع الحادث المأساوي على الطريق الزراعي “أسيوط/ القوصية”، اصطدمت سيارة نقل ضخمة محملة بالأسمنت بميكروباص كانت تستقله بيترا مع آخرين، ليتحول المشهد إلى فاجعة حقيقية.
وقع الحادث أمام محطة بنزين النيل، حيث هرع الأهالي إلى مكان الحادث في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن قوة الاصطدام كانت هائلة، حيث تحول الميكروباص إلى كومة من الصفيح المتناثر، ولم ينجُ من الركاب سوى شخصين فقط، بينما صعدت أرواح ثلاثة عشر شخصًا إلى بارئها، من بينهم العروس بيترا.
عادت بيترا إلى أهلها، لكن هذه المرة لم تكن العودة بفستان الفرح، بل كانت عودة محملة بالحزن والأسى، حيث استبدل فستان الزفاف الأبيض بكفن، وزغاريد الفرح بنحيب وعويل، وخيم الحزن على القوصية بأكملها، فبدلًا من الاحتفال بزفافها تحولت المنازل إلى سرادقات عزاء.
وتفقد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، موقع الحادث الذي وقع أمام قرية الشيخ عون الله قبلي مدينة القوصية. تلقى المحافظ إخطارًا من غرفة عمليات المحافظة يفيد بوقوع الحادث ووجود وفيات وإصابات.
انتقل المحافظ برفقة سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، يرافقه الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، وأسامة سحيم رئيس مركز ومدينة القوصية. تبين من المعاينة الأولية أن الحادث وقع بين سيارة ميكروباص رقم (ي ط أ 8351) وأخرى نقل رقم (ن ف و 8931) محملة بالأسمنت.
تم نقل المصابين، عبد الرحيم صلاح محمد (24 سنة) وماجد عزيز إسكندر (42 سنة)، إلى مستشفى القوصية المركزي. كما تم نقل 7 جثامين إلى مشرحة مستشفى القوصية، و4 جثامين إلى مشرحة مستشفى منفلوط، و2 آخرين إلى مشرحة مستشفى ديروط المركزي.
وجه المحافظ مديرية التضامن الاجتماعي ورئيس مركز ومدينة القوصية بصرف إعانات عاجلة وتعويضات لأسر المتوفين، داعيًا الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، كما وجه بتقديم الرعاية الصحية للمصابين وتوفير كافة سبل الدعم والمساعدة لهم.