10:30 م
الإثنين 26 فبراير 2024
كتب- محمود عبدالرحمن:
بزي عسكري وكلمات تأييد لحرية فلسطين، اتخذ الجندي بالقوات الجوية الأمريكية أرون بوشنيل قراره بإنهاء حياته، بعدما أضرم النيران في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأمريكية “واشنطن”، اعتراضا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وصمت حكومة بلاده تجاه ما كل يحدث هناك.
وظهر في الفيديو الذي لم يتخطى الدقيقة الواحدة وشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، الجندي وهو يوجه رسالته الأخيرة قبل إقدامه على إضرام النيران في جسده أمام السفارة الإسرائيلية، يقول الجندي: “أنا مجند بالقوات الجوية الأمريكية ولن أكون متواطئاً في جرائم الإبادة الجماعية بعد الآن”.
جندي امريكي يحرق نفسه تضامن مع #غزة pic.twitter.com/6UsvOMvd1s
— عادل الحسني (@Adelalhasanii) February 26, 2024
وأكمل أرون البالغ من العمر 25 عاما: “أنا على وشك القيام بعمل احتجاجي بالغ القسوة تجاه ما يعانيه الناس في فلسطين على يد المحتلين بل هو لا يعد قاسيا على الإطلاق مقارنة بما يحدث لهم وهو ما قررته الطبقة الحاكمة لدينا أن يكون طبيعيا”.
وعلى الفور هرع رجال الإسعاف مكان الواقعة ونقل الجندي إلى المستشفى، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته، وذلك بحسب تصريحات نقلتها صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية لوكالة فرانس برس، إن الجندي عضو نشط في القوات الجوية الأمريكية، دون إعطاء تفاصيل أخري فيما أعلنت السفارة الإسرائيلية عدم إصابة إن أي فرد من طاقمها بحادث الجندي الأمريكي.
ويعمل آرون بوشنيل الذي يقيم في سان أنطونيو بولاية تكساس، فني أنظمة عملاء في إدارة تكنلوجيا المعلومات في القوات الجوية الأمريكية منذ عام 2020، بجانب سعيه للحصول على بكالوريوس العلوم في هندسة البرمجيات في جامعة نيو هامبشاير، وذلك بحسب ما هو مدون على حساب الجندي الشخصي على لينكد إن.
لم تكن واقعة الجندي الأمريكي “بوشنيل” مساء أمس الأحد، هي الأولى من نوعها، بل سبقتها العديد من الحوادث المشابهة آخرها عندما أقدم شخصان في الولايات المتحدة على الانتحار، محاولة منهما لتغيير سياسات حكومة البلاد بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
في 1 ديسمبر 2023، أقدمت متظاهرة لم يتم التعرف على هويتها ملفوفة بالعلم الفلسطيني، بإشعال النيران في نفسها أمام القنصلية الإسرائيلية في أتلانتا، بولاية جورجيا اعتراضا على انتهاكات الاحتلال بفلسطين.
وعلقت الشرطة الأمريكية إن المرأة كانت تشارك في تظاهرة “احتجاج سياسي خارج مبنى يضم شركات، إضافة للقنصلية الإسرائيلية، فيما قالت Anat Sultan-Dadon القنصل العام لإسرائيل لدى جنوب شرق الولايات المتحدة، في بيان: “أننا نشعر بالحزن عندما نعلم بحرق النفس عند مدخل مبنى المكاتب”.
وفي يونيو 1963 أقدم الراهب البوذي المعروف ثيش كوانغ دوك على إضرام النار في نفسه في شارع مزدحم في سايغون، وذلك للاحتجاج على حملة القمع التي شنها نظام ديم على البوذيين خلال الأيام الأولى للحرب الأمريكية على فيتنام.
وظهر في الصور التي تم تداولها في ذلك الوقت مئات الرهبان وهما يلتفون حول الساحة الذي قام فيها الراهب بإضرام النيران في نفسها لعدم السماح للشرطة حتى يتمكن كوانج دوك من إكمال تضحيته، التي كانت بمثابة تحول في انهيار نظام ديم في الأيام الأولى للحرب الأمريكية على فيتنام.
وفي 16 مارس عام 1965، أقدمت مسنة 82 عامًا في الولايات المتحدة الأمريكية اعتراضا على الحرب على فيتنام على إشعال النار في نفسها في أحد شوارع ديترويت.
وقالت المسنة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد 10 أيام من الواقعة متأثرة بحروقها، إنها أشعلت النيران في نفسها احتجاجا على سباق التسلح واستخدام الرئيس لمنصبه الرفيع للقضاء على الدول الصغيرة.
وفي 2 نوفمبر 1965، لقى نورمان موريسون، البالغ من العمر 31 عامًا مصرعه بعدما إضرام النار في نفسه في البنتاجون، وذلك بعدما شعر الأب لثلاثة أطفال صغار أن الاحتجاجات التقليدية على الحرب لم تفعل الكثير لإنهاء الحرب، لذا قرر الشاب التضحية بنفسه لإجبار حكومة الولايات المتحدة على التخلي عن مشاركتها في فيتنام.