08:54 م
الجمعة 25 أكتوبر 2024
الشرقية – مصراوي:
لم يكن الرسم مجرد هواية بالنسبة لباسنت رجب، ابنة محافظة الشرقية، بل كان شغفًا يشتعل في قلبها، منذ صغرها، كانت ترسم على جدران غرفتها، وتلون كل ما تقع عليه عينها، ولكن سرعان ما اصطدمت بحائط من الشكوك، عندما أخبرتها معلمة التربية الفنية خلال المرحلة الابتدائية بأنها تفتقر إلى الموهبة، تلك الكلمات لم تثبط عزيمتها، بل زادت من إصرارها على إثبات العكس.
بين أحلام الطفلة الصغيرة التي ترسم على جدران غرفتها، وبين واقع المعلمة التي تنفي وجود أي موهبة فنية فيها، وجدت “باسنت” نفسها في صراع حقيقي، كانت المعلمة تؤكد أن الرسم موهبة لا يمكن تعلمها، وأنها محرومة منها، تلك الكلمات الجارحة كانت كالصاعقة على قلب الطفلة التي كانت تحلم بأن تصبح فنانة، إلا أنها قررت أن تثبت للعالم كله أن الإصرار والعزيمة أقوى من أي موهبة فطرية، فبدأت رحلتها الشاقة في عالم الفن، مستعينة بالإنترنت والكتب والدروس التعليمية، حتى أصبحت فنانة محترفة تثبت للعالم أن الموهبة يمكن صناعتها بالإرادة والعزيمة
بدأت باسنت البالغة من العمر ٢٣ عاما، رحلتها في عالم الرسم الرقمي، مستعينة بالإنترنت وبالعديد من الدورات التدريبية عبر الإنترنت، كانت تمضي ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، ترسم وتلون، وتجرب تقنيات جديدة، ومع كل لوحة جديدة، كانت تشعر بأنها تقترب أكثر من تحقيق حلمها.
وعن تجربتها قالت “باسنت رجب” لمصراوي، :” كنت اهوى حصة الرسم منذ طفولتى ولسوء الحظ معلمة الرسم كانت دايما تحبطني وتأكدلي إني بلا موهبة ومش هعرف أرسم”.
وأضافت: “اتمرنت كتير وشفت فيديوهات أكتر، وتابعت رسام أوروبي يستخدم الجهاز اللوحي في الرسم، واتعلمت منه وبدأت أعلم الأطفال، وبدأت بتعليم الفئات العمرية بدءا من 16 عاما مستخدمة الرسم الرقمي، وأهلي شجعوني اكمل ونجحت ودربت وعلمت أشخاص كتير”.
سرعان ما أصبحت باسنت فنانة ماهرة، قادرة على خلق عوالم ساحرة بألوان زاهية وشخصيات آسرة، وشاركت في العديد من المعارض الفنية، وحصلت على العديد من الجوائز والتقديرات، وأصبحت مصدر إلهام للكثيرين، خاصةً للشباب الذين يحلمون بتحويل شغفهم إلى واقع.”
شاركت باسنت في العيد القومي لمحافظة الشرقية واستطاعت أن تعبر عن أغنية لهدى سلطان “من بحري وبنحبوه” برسم الديجيتال وتجسيد كلمات الأغنية بالصور التي تصف الشارع بألوان وأشخاص مرتدية الملابس المعبرة عن كلمات الأغنية.
وشاركت أيضا في مهرجان أفريقيا الدولي وحصلت على المركز الأول، وشاركت في معرض آرت دبي، وعرض لوحتها في صالة الأشخاص المهمين “vip”، ومن ثم عرضها بالسفارة الإيطالية بالإسكندرية والأخرى اليونانية.
وأشارت إلى فخرها بكونها أصبحت مدربة للاطفال منذ 4 سنوات مضت، واستطاعت أن تمكن الأطفال من الاحتراف في سن 6 سنوات، مؤكدة مشاركة هؤلاء الأطفال في مسابقات فنية وحصلوا على مراكز عليا في الفنون.
وقالت باسنت: “إنها تمارس الديجيتال آرت كونه فن راقي يعزز معنوياتها، وأنها تجد راحة من بعد عناء في ممارسته، خاصة أنها محبة للفن من هذا النوع تحديدا، وتود أن تصل لأعلى قمة فيه بالتعلم، كما تود مساعدة أكبر عدد من الهواة للرسم أو حتى الذين يودوا أن يتعلموه دون موهبة”.