القاهرة – مصراوي
اتخذ قادة الاتحاد الأوروبي، خلال قمة غير رسمية لقادة دول وحكومات الاتحاد عقدت في بروكسل اليوم الإثنين، مواقف موحدة وحازمة تجاه تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية إضافية على دول التكتل بسبب الفائض التجاري لدول مثل ألمانيا، وذلك بعدما أعلن فرض رسوم جمركية عقابية على البضائع القادمة من كندا والمكسيك والصين، أكبر 3 شركاء تجاريين لواشنطن.
وأكد الاتحاد الأوروبي، الأحد، أنه سيرد بحزم في حال فرض ترامب عليه رسومًا جمركية مشددة، معربًا عن أسفه للرسوم المفروضة على كندا والمكسيك والصين.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عزم الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات مضادة حال فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية إضافية على سلع التكتل.
وقال شولتس، اليوم الإثنين، قبل قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، “باعتبارنا منطقة اقتصادية قوية، فإننا قادرون على صياغة شؤوننا الخاصة ويمكننا أيضًا الرد على سياسة الجمارك بسياسة مماثلة. يجب علينا أن نفعل ذلك وسوف نفعله”.
وأكد أن الجانبين يستفيدان من تبادل السلع والخدمات، لافتًا إلى أنه “إذا جعلت سياسة الجمارك هذا الأمر صعبًا، فسيكون ذلك سيئًا بالنسبة للولايات المتحدة وسيئًا بالنسبة لأوروبا”.
كما رفضت ألمانيا، التي تنفق 2.12% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
واعتبر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن هدف 5% غير واقعي وغير ضروري، قائلًا: “إن 5% من ناتجنا الاقتصادي يعادل 42% من الميزانية الفيدرالية أي نحو 230 مليار يورو”.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة لا تنفق نسبة الـ5% بل تقف على عتبات 3.4% من الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن الرئيس دونالد ترامب برر ذلك قائلًا “نحن نحميهم. وهم لا يحموننا، ولست متأكدًا من أنه يجب علينا إنفاق أي شيء على الإطلاق”.
فرنسا
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين في القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي، “إذا تعرضنا لهجوم حول المسائل التجارية، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها وبالتالي أن ترد”.
وأضاف ماكرون أن أوروبا بحاجة إلى اتخاذ مواقف قوية وفعالة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض دفعة من الرسوم الجمركية العالية على دول الاتحاد الأوروبي، مشددًا على أهمية التنسيق بين الدول الأعضاء لضمان تحقيق مصالحها الاقتصادية وحمايتها من الهجمات التجارية.
وفيما يتعلق بدعوة ترامب زيادة دول الناتو للإنفاق الدفاعي، صرح الرئيس الفرنسي، اليوم الإثنين، أن بلاده تنوي مضاعفة ميزانيتها الدفاعية، في إطار تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الأزمات المتفاقمة، وذلك على هامش القمة غير الرسمية.
كندا
أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، صباح اليوم الإثنين، وذلك قبل ساعات من تطبيق التعريفات الجمركية التي فرضها على المنتجات الكندية.
وقال ترامب في منشور له، إن “كندا لا تعاملنا بطريقة جيدة وتسئ معاملتنا لسنوات عديدة”، مشيرًا إلى أنه لن يسمح لكندا باستغلال الولايات المتحدة.
وأعلن ترامب أن البنوك الأمريكية ممنوعة من العمل في كندا، مؤكدًا أنه لن يتركهم يستفيدون من الولايات المتحدة من طرف واحد، قائلًا “لا يسمحون بدخول منتجات مزارعنا، لا يسمحون بدخول الكثير من الأشياء، ونحن نسمح بدخول كل شيء”.
وأوضح أن الولايات المتحدة تستورد من كندا أكثر مما تستورد منها، مضيفًا “لسنا بحاجة إلى كندا لصناعة سياراتنا”.
ومن جانبها، أعلنت كندا، أول أمس الأحد، نيتها فرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة، ردًا على خطوة مماثلة اتخذها ترامب، إذ أوضح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن بلاده ستفرض رسومًا جمركية على المنتجات الأمريكية.
وقال ترودو “كندا ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على ما مجموعه 155 مليار دولار كندي (102 مليار يورو) من المنتجات الأمريكية”. واعتبارًا من الثلاثاء، سيتم تطبيق هذه الرسوم الجمركية على بضائع بقيمة 30 مليار دولار أمريكي.
وفرض الرئيس الأمريكي تعريفات جمركية إضافية على الواردات الكندية بنسبة 25%، و 10% على الطاقة الكندية، قائلًا “ما فعلته هو رد فعل انتقامي بسبب أن الملايين من الناس يتدفقون إلى بلادنا عبر المكسيك وكندا، ولن نسمح بذلك”، في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين.
وكان ترامب قد جدد في 23 يناير الماضي، تصريحاته المثيرة للجدل حول كندا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى نفط أو غاز أو سيارات أو أخشاب كندية، ومشيرًا إلى رغبته في ضم كندا لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51.
المكسيك
برغم فرض تعريفات جمركية بنسبة 25%، إلا أن الولايات المتحدة والمكسيك توصلا لاتفاق يتضمن تعليق الرسوم الجمركية لمدة شهر.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه أجرى محادثة ودية للغاية مع رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، اليوم الإثنين، واتفقا على تجميد الرسوم الجمركية لمدة شهر واحد.
ومن جانبها أعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، أن بلادها تجنبت الرسوم الجمركية الأمريكية “في الوقت الحالي”، مضيفة في منشور على منصة “إكس”، إنها تحدثت إلى الرئيس الأمريكي صباح الإثنين، وتوصلا إلى اتفاق يؤجل تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على جميع السلع المكسيكية المستوردة إلى الولايات المتحدة لمدة شهر على الأقل.
وتابعت رئيسة المكسيك: “في المقابل وافقت المكسيك على تعزيز حدودها الشمالية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونشر نحو 10 آلاف من أفراد الحرس الوطني من أجل مكافحة الهجرة وتهريب المخدرات غير المشروعة.
Sostuvimos una buena conversación con el presidente Trump con mucho respeto a nuestra relación y la soberanía; llegamos a una serie de acuerdos:
1.México reforzará la frontera norte con 10 mil elementos de la Guardia Nacional de forma inmediata, para evitar el tráfico de drogas…
— Claudia Sheinbaum Pardo (@Claudiashein) February 3, 2025
وفي وقتٍ سابق، قالت رئيسة المكسيك إنها وجهت وزير الاقتصاد مارسيلو ابرارد، لتنفيذ رد يشمل فرض رسوم جمركية انتقامية مماثلة على الولايات المتحدة وتدابير أخرى دفاعًا عن مصالح البلاد.
وكتبت شينباوم في منشور على “إكس”: “نرفض بشكل قاطع الافتراءات التي أطلقها البيت الأبيض بأن الحكومة المكسيكية لها تحالفات مع المنظمات الإجرامية، وكذلك أي نية للتدخل في أراضينا”.
الدنمارك
ولم تقتصر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل على التعريفات الجمركية، بل امتدت لتشمل التهديد بضم مناطق ذاتية الحكم، إذ كرر ترامب أكثر من مرة رغبته في ضم أو شراء جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، الأمر الذي رفضه الطرفين.
قالت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، اليوم الإثنين، إن جرينلاند ليست للبيع، مضيفة قبل القمة غير الرسمية المنعقدة في بروكسل،”جرينلاند اليوم جزء من مملكة الدنمارك. جزء من أراضينا وليست للبيع”.
ويوم الإثنين الماضي، أعلنت الدنمارك أنها ستنفق 14.6 مليار كرونة (نحو 2.05 مليار دولار) لتعزيز وجودها العسكري في القطب الشمالي، كما شددت على أن “جرينلاند تخص مواطنوها وهم فقط من يمكنهم تحديد مستقبلها، كما أنها ليست للبيع”.
وفي حديثه عن ضم الجزيرة، لم يستبعد ترامب استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإقناع الدنمارك بتسليمها، وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال الخميس الماضي إن الرئيس جادّ في سعيه لشراء الجزيرة.