03:11 م
الإثنين 17 مارس 2025
كتبت- أسماء البتاكوشي:
بعد الضربة القاسية التي تعرض لها الاحتلال الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر 2023، دخلت قياداته الأمنية والسياسية في دوامة من الإقالات والاستقالات، إذ تساقطت الرؤوس واحدة تلو الأخرى، وسط تصدعات عميقة تعكس حجم الإخفاق الذي تعيشه به المنظومة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية.
وشهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من التغييرات الجذرية في صفوف القيادات العليا داخل جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، في محاولة لإعادة هيكلة المنظومة العسكرية التي واجهت فشلاً ذريعًا في التصدي للهجوم، حيث إن كل القيادات الأمنية والعسكرية التي كانت مسؤولة يوم 7 أكتوبر سقطت سواء بالاستقالة أو بالإقالة، بينما بقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقعه، ليصبح الناجي الوحيد من من الإخفاق “حتى الآن”، فمن هم المسؤولين الذين سقطوا؟
رئيس الشاباك رونين بار – أُقيل
قبل ساعات قليلة أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار، مشيرًا إلى أن القرار جاء بسبب “انعدام الثقة المستمر الذي تفاقم بمرور الوقت”، الخلاف بينهما تصاعد على خلفية التحقيقات المتعلقة بهجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
وبحسب ما أوردته القناة الـ12 العبرية، فإن نتنياهو سابقًا من بار تقديم استقالته، مؤكدًا أن الحكومة انتظرت نتائج تحقيقات جهاز الأمن الداخلي، وحان الوقت لتسليم القيادة، وذلك خلال اجتماع عُقد يوم الخميس.
فيما قالت القناة “14” الإسرائيلية، أن نتنياهو أوضح في محادثات مع وزراء الليكود سبب بار قائلا: إن الأخير “ابتزه”، موضحًا أن رئيس الشاباك ابتزه بالتهديدات واستغل قوة ونفوذ الجهاز لتخويفه من أجل البقاء في منصبه، إذ قال “إن ترتيب الأمور هو عكس ما يحاول رونين بار خلقه”.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن “رئيس الشاباك اخترع تحقيقًا عقيمًا في قضية “قطر-غيت” عندما أدرك أنني أنوي إقالته من منصبه حتى يتمكن من مواصلة التشبث بالكرسي”، موضحًا “لقد أخطأ في واجبه ومن صلاحياتي “كما أقلت يوآف جالانت لانعدام الثقة، وحققنا إنجازات عظيمة، هكذا سيكون الحال هذه المرة أيضا”.
رئيس الأركان هرتسي هليفي – استقال
في يناير الماضي أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، استقالته من منصبه، تحملًا لمسؤوليته عن “فشل” الجيش خلال هجوم 7 أكتوبر، إذ قال في بيان الاستقالة، لوزير الدفاع إسرائيل كاتس، إنه “في صباح طوفان الأقصى، فشل الجيش الإسرائيلي في مهمته لحماية مواطني إسرائيل”.
وأضاف: “مسؤوليتي عن الفشل الذريع ترافقني كل يوم، ساعة بساعة، وستظل كذلك لبقية حياتي”، مؤكدًا أن إسرائيل دفعت ثمنًا باهظًا من حيث الأرواح البشرية والأسرى والجرحى “جسديًا ومعنويًا”، كما أوضح أنه يغادر في وقتٍ حقق الجيش “نجاحًا كبيرًا”، على الرغم من أن “أهداف الحرب الإسرائيلية لم تتحقق كلها”.
قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان – استقال
وعلى خطى رئيس الأركان الإسرائيلي المستقيل، قدم قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان استقالته، إذ أبلغ، هليفي باستقالته من الجيش الإسرائيلي، قائلًا إنه “فشل في حماية النقب الغربي وسكانه الأبطال المحبوبين” في 7 أكتوبر.
وزير الدفاع يوآف غالانت – أُقيل
الإقالات لم تقتصر على القيادات العسكرية، بل طالت أيضًا المستوى السياسي، حيث قرر نتنياهو إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، في نوفمبر الماضي، ليعين يسرائيل كاتس خلفًا لغالانت، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي “أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”.
وفي أول تعليق لجالانت عقب إقالته، أكد أن أمن إسرائيل “كان وسيبقى رسالته في الحياة”، مشددًا على ضرورة العمل لإعادة الأسرى من غزة “وهم أحياء”، كما أضاف “التزامنا هو إعادة الأسرى، علينا القيام بذلك سريعًا، وهم أحياء”.
ومن جانبها أفادت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو التقى جالانت وسلمه خطاب الإقالة، في جلسة استمرت ثلاث دقائق فقط.
رئيس شعبة العمليات عوديد بسيوك – استقال
في الـ4 من مارس الجاري، أفادت قناة كان 11 الإسرائيلية، بأن رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد بسيوك، قدم استقالته، خلال لقاء مع رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، والذي تولى في 6 مارس مهام منصبه رسميًا من رئيس الأركان المنتهية ولايته.
ونقلت القناة عن الجيش الإسرائيلي قوله في بيان إن زامير وافق على طلب استقالة بسيوك، لكنه طلب منه البقاء في منصبه خلال الأشهر المقبلة نظرًا لتحديات عملياتية يواجهها الجيش، إذ تشير التقديرات إلى أنه سيواصل مهامه حتى الصيف المقبل، وذلك بناءً على طلب زامير.
رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا – استقال
ولم تنتهي القائمة بعد، ففي شهر أبريل من العام الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بعد إقراره بـ”مسؤوليته” عن إخفاقات إبان هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، إذ قال الجيش في بيان إن الجنرال أهارون حاليفا سيُحال على التقاعد “بمجرد تعيين خليفته في عملية منظمة ومهنية”.
الجنرال المُستقيل حاليفا، والذي يخدم في الجيش منذ 38 عامًا، هو أول مسؤول رفيع المستوى يستقيل من منصبه بسبب إخفاقه في منع الهجوم الذي شنته حركة حماس، إذ أكد في رسالة استقالته الذي جرى توزيعه على وسائل الإعلام، تحمّله مسؤولية الفشل في منع وقوع الهجوم غير المسبوق على إسرائيل.
وجاء في خطاب حاليفا: “يوم السبت السابع من أكتوبر الماضي، شنّت حماس هجومًا مفاجئًا مميتًا ضد إسرائيل… قسم الاستخبارات تحت قيادتي لم يرق إلى مستوى المهمة التي أوكلت لنا”، مضيفًا “أحمل ذاك اليوم الأسود معي منذ ذلك الوقت، يوماً بعد يوم، وليلة بعد ليلة، سأحمل معي إلى الأبد الألم الرهيب للحرب”، كما دعا لإجراء “تحقيق شامل في العوامل والظروف” التي سمحت بوقوع الهجوم.
قائد فرقة غزة آفي روزنفيلد – استقال
وفيما استمرت تداعيات الفشل الاستخباراتي لهجوم 7 أكتوبر، جاء الدور على قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي آفي روزنفيلد، إذ أعلن استقالته من منصبه وتنحيه عن الجيش، وذلك في أعقاب فشله في أداء “مهمة حياته” المتمثلة بحماية المستوطنات الإسرائيلية المحيطة في قطاع غزة خلال طوفان الأقصى، وجاء هذا بعد استقالة حاليفا بشهرين.
وأكد روزنفيلد في رسالة رسمية وجهها قائد فرقة غزة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي آنذاك، وإلى قائد المنطقة الجنوبية، أوري وردين، أنه “قرر إنهاء توليه منصب قائد الفرقة 143 (فرقة غزة) والتنحي عن الجيش”، معتبرًا أن “على الجميع أن يتحملوا المسؤولية، وأنا المسؤول عن الفرقة 143”.
وتشير حملة الاستقالات والإقالات الجماعية إلى مجموعة من التداعيات العميقة التي تهز كيان الاحتلال، أبرزها: انهيار الثقة بين المؤسستين العسكرية والسياسية، اعتراف ضمني بالفشل الذريع في التصدي لهجوم 7 أكتوبر، تصدعات متزايدة داخل الحكومة والجيش قد تؤدي إلى مزيد من الانهيارات مستقبلًا، حسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.