12:12 م
الأربعاء 24 مايو 2023
كتب – أحمد جمعة:
كانت الطفلة “ريتال مصطفى” قاب قوسين أو أدنى من الموت، بعد اكتشاف إصابتها بتشوهات خلقية متعددة في القلب والبطن، واحتياجها لإجراء عمليات مُعقّدة والمكوث في العناية الفائقة لفترة تجاوزت 6 أشهر.
وكشف الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس، والمتابع لحالة الطفلة، في تصريحات لمصراوي، تفاصيل إنقاذ الطفلة وعلاجها على مدار الشهور الماضية، وطبيعة حالتها الصحية حالياً.
وقال “سمير” إن الطفلة دخلت إلى أكاديمية جراحة القلب والصدر لإجراء عملية في القلب بعد اكتشاف عيب خلقي، ثم جرى إدخالها إلى العناية المركزة، ولم نستطع بعدها فصلها من جهاز التنفس الاصطناعي، ولم يكن معروفًا حينها السبب وراء ذلك، قبل أن يتخذ الفريق الطبي قرارًا بإجراء فحوصات جديدة لبحث الأسباب وراء احتياجها لأجهزة التنفس المساعدة طوال الوقت.
وأضاف: “بدأنا بفحص الغدة الدرقية واكتشفنا مشكلة صحية بها، ثم أجرينا مناظير على القصبة الهوائية واكتشفنا إصابتها بضمور في القصبة الهوائية في الجزء الأيسر وهو ما يسبب أزمة في الرئة اليسرى، بعد ذلك اكتشفنا إصابتها بتضخم كبير في المعدة والأمعاء، ومشكلة في الحجاب الحاجز، وأزمة في المناعة”.
وأوضح أن فرقًا طبية متعددة ظلّت لـ 6 أشهر “في قتال وطوارئ” لإنقاذ حياة الطفلة، لكن طول فترة انتظارها سببت مضاعفات إضافية، متابعًا: “فضلنا أسابيع كل يوم نكتشف عيب خلقي ومشكلة جديدة، ومن طول انتظارها في الرعاية بدأت تعاني من مشاكل العدوى البكتيرية وتسمم دموي، إذ أصيبت بأكثر من 30 مرة بالتهاب رئوي، وتسمم بالدم، كما توقف قلبها مرات عدّة، واحتياجها لأكثر من 50 عملية لنقل الدم”.
من جانبه، قال الدكتور عمر توفيق، الطبيب المقيم بأكاديمية جراحات القلب بجامعة عين شمس، في تصريحات لمصراوي، إن “الطفلة ريتال مرّت بظروف صعبة خلال الأشهر الماضية، قبل أن تستقر حالتها حالياً وتعود إلى نزلها”.
ولفت “توفيق” إلى أن الطفلة التي نجت من الموت بأعجوبة، احتاجت إلى مساعدة من كافة التخصصات الطبية، ويجري متابعة حالتها حالياً، لكنها لن تدخل المستشفى مجددًا.
وشدد على أن “ما حدث معجزة طبية، ليس طبيعياً أن يظل طفل 6 أشهر بالرعاية ويكون مصابا بكل تلك الأمراض ويعود إلى بيته بعد تحسن حالته، الأمر احتاج إلى جهود مُضنية من الفريق الطبي”.
بدورها، أشادت نقابة الأطباء بجهود الفريق المعالج للطفلة ريتال، ودوره في إنقاذ حياتها، واصفة الأمر بـ”المعجزة الطبية بإنقاذ حياة مريضة بالقلب وعيوب خلقية متعددة”.