كتب- أحمد جمعة:
حددت وزارة الصحة والسكان، كافة التفاصيل المتعلقة بالتسمم الغذائي الحاد، وذلك ضمن الدلائل الإرشادية المصرية التي جرى إطلاقها خلال الفترة الماضية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والتي شملت العديد من الأمراض المختلفة.
وكان “التسمم الغذائي الحاد” أحد الاحتمالات وراء ظهور عشرات الحالات المصابة بأعراض نزلات معوية (إسهال- غثيان -قيئ)، في محافظة أسوان خلال الأيام الماضية، بيد أن وزارة الصحة لم تحسم رسمياً حتى الآن، سبب “المرض الغامض”.
وسبق أن قال الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان إنه تم رصد إصابة 128 حالة من أبناء محافظة أسوان بنزلات معوية وإسهال منذ 11 سبتمبر وحتى الآن، مشيرا إلى شفاء 22 حالة وخروجهم من المستشفيات.
بدوره، أشار اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، إلى أن “ما حدث لتلك الحالات ليس وباءً، بل كان نتيجة تناول بعض الأطعمة والمشروبات، وهو ما أظهرته نتائج التحاليل”، منوهًا بالمرور على 103 محطات لمياه الشرب، والتأكد من صلاحية مياه الشرب ومطابقتها للمواصفات الصحية، سواء من حيث نسب الكلور أو نظافة الخزانات والمرشحات.
وينشر مصراوي الدليل الإرشادي الذي أعدته الصحة بشأن التسمم الغذائي الحاد.
وأوضح الدليل الإرشادي أن أسباب التسمم الغذائي الحاد معقدة نظرًا للتنوع الواسع في العوامل المسببة للمرض والتي تشمل الفيروسات، والبكتيريا، والطفيليات، والمعادن الثقيلة، والمضافات الغذائية، والمركبات العضوية.
وتعد السموم التي تفرزها البكتيريا من أكثر الأسباب شيوعًا للتسمم الغذائي، كما يعتبر الفحص الصحي الفوري والشامل عاملًا أساسيًا لتأكيد التشخيص واتخاذ الإجراءات الوقائية.
وأشار الدليل إلى أن أهم الميكروبات المسببة للتسمم الغذائي تتضمن:
* المكورات العنقودية الذهبية
* السالمونيلا
* العصوية الشمعية
* المطثية الحاطمة
* نوروفيروس، والروتا، والإنتيريو.
وقد يحدث التسمم الغذائي نتيجة تلوث الأغذية أو مشروبات بمواد كيميائية تسبب التسمم الغذائي.
ويكون طريقة انتقال العدوى فيما يتعلق بالمكورات العنقودية الذهبية، عن طريق تلوث أغذية أو مشروبات أو مياه ملوثة بأحد مسببات التسمم الغذائي، وفترة الحضانة من 30 دقيقة إلى 8 ساعات بمتوسط 2-4 ساعات.
وتشمل الأعراض والعلامات المصاحبة للتسمم الغذائي:
* غثيان
* قيء
* مغص
* إسهال
* إعياء
* تشنجات
* ارتفاع في درجة الحرارة
* في الحالات الشديدة، قد تظهر علامات للجفاف أو تدهور في الحالة الصحية العامة.
ويمكن أن يحدث القيء والإسهال الشديد، خاصةً لدى الرضع، كبار السن، أو الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة. وقد يؤدي هذا إلى الجفاف ونقص الأملاح في الجسم، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى الوفاة.
وحدد الدليل الإرشادي، تعريف الحالة المشتبه في إصابتها بالتسمم الغذائي الحاد بأنها بداية مفاجئة لأي من الأعراض التالية: غثيان، قيء، مغص، إسهال، أو إعياء، مع أو بدون ارتفاع في درجة الحرارة، لأكثر من فردين لديهم ارتباط زماني أو مكاني.
أما الحالة المؤكدة: فيتم تأكيد الحالة معمليًا بعزل مسبب التسمم الغذائي أو السم الذي يفرزه الميكروب من عينات بشرية مثل البراز، مسحة شرجية، القيء، غسيل المعدة، الدم، أو السيرم.
وتتراوح فترة الحضانة بين 30 دقيقة إلى 24 ساعة حسب نوع الميكروب، في حين أن جميع الأشخاص لديهم استعداد للإصابة بالتسمم الغذائي.
وفيما يتعلق بإجراءات التشخيص، فيتم التشخيص الإكلينيكي والتأكيد بالتحاليل المعملية لعينات البراز، القيء، الدم، أو بقايا الطعام المشتبه بها، كما يعتمد العلاج الأساسي على تعويض السوائل والأملاح المفقودة باستخدام محاليل معالجة الجفاف إما عن طريق الفم أو الوريد، حسب الحالة.
وأوضح الدليل الإرشادي أن التسممات الغذائية تعد واحدة من المشكلات الصحية الشائعة عالميًا، إذ تسبب حوالي 600 مليون إصابة و420,000 حالة وفاة سنويًا، وغالبية الوفيات تحدث بين الأطفال دون سن 5 سنوات.
أما فيما يتعلق بالموقف الوبائي المحلي في مصر، فتعتبر حالات التسمم الغذائي من الحالات الشائعة في مصر، وقد أظهرت بيانات الفترة من عام 2014 حتى 2023 تفاوتًا في عدد الحالات المسجلة سنويًا، حيث بلغ عدد الحالات في عام 2023 حوالي 3430 مقارنة بـ 1236 في عام 2014.
الإجراءات الوقائية
وتتضمن الإجراءات الوقائية، بالنسبة للحالات: يتم التنبيه على المرضى بالتوجه الفوري للمستشفيات لعمل الإسعافات الأولية، وجمع عينات من البراز والقيء وعدم تناول بقايا الطعام المشتبه به.
أما بالنسبة للعاملين في الأغذية، فيجب التأكد من وجود شهادات صحية سارية للعاملين بالأغذية، والحفاظ على النظافة التامة للمطابخ، والحفاظ على درجة حرارة آمنة لكل مرحلة من مراحل إعداد وحفظ الطعام، وغسل الأيدي وتقليم الأظافر، والإيقاف عن العمل في حال وجود عدوى بالجلد أو الأنف أو العينين لتلقي العلاج اللازم.
كما يوصى بتقليل الوقت الذي يتم فيه التعامل مع الطعام إلى أدنى حد ممكن ولا يزيد عن 4 ساعات في درجة حرارة مناسبة، حيث تحفظ الأطعمة التي يخشى تلفها ساخنة (أكثر من 60 درجة مئوية) أو باردة (أقل من 10 درجات مئوية) في أوعية غير عميقة ومغطاة جيداً، مع استخدام الواقيات الشخصية مثل القفازات وغطاء الرأس.
إجراءات مواجهة التفشي
وحدد الدليل الإرشادي الإجراءات الوقائية اللازمة في حالة ظهور تفشيات، بالنسبة للمستشفيات، والتي تتضمن:
* الاتصال بمدير الشئون الوقائية/مسئول الترصد بالمديرية للإبلاغ عن حالات التسمم الغذائي المشتبهة فور تطبيق تعريف الحالة المشتبهة على المرضى.
* التأكد من ضرورة أخذ عينات من قيء المرضى، غسيل المعدة، البراز، والدم فور تشخيص الحالات.
* استيفاء نموذج السرد الخطي للحالات بالتنسيق مع مراقب الوبائيات من الإدارة الصحية بشكل فوري.
* التأكد من إرسال العينات إلى المعمل المشترك/المعامل المركزية فور استكمال أخذ العينات من المرضى.
* أخذ عينات من بقايا الطعام المشتبه به في حال وجوده لدى المرضى ومتابعة إرسالها إلى المعمل المشترك/المعامل المركزية.
* متابعة ظهور نتائج العينات وإبلاغ الطبيب المعالج بالنتائج لتأكيد تشخيص الحالات.
* متابعة حالات المرضى داخل المستشفى لحين خروجهم، مع استيفاء استمارات المتابعة بانتظام.
اقرأ أيضا:
نزلات معوية وموقف الدراسة وتحليل المياه.. ماذا يحدث في أسوان؟