06:43 م
السبت 01 فبراير 2025
الأقصر- محمد محروس:
معبد الرامسيوم واحد من أعظم المعابد الجنائزية التي شيدت في مصر القديمة، ويقع في منطقة البر الغربي بالأقصر، وتعرضت أجزاء كثيرة منه للهدم قبل أكثر من ألفي عام، لتعلن وزارة الآثار مؤخرًا عن إعادة ترميمه.
نستعرض في السطور التالية أهمية هذا المعبد الذي يعرف بجمال نقوشه وزخارفه الضخمة التي تروى قصصاً عن حياة الملك رمسيس الثاني وإنجازاته العسكرية.
بني معبد الرامسيوم في عهد الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم حكام الأسرة الـ19 في الدولة الحديثة، ليكون معبدًا جنائزيًا مخصصًا لعبادته بعد وفاته وتخليد إنجازاته العسكرية والسياسية.
ويقول الأثري محمود فرح، إن معبد الرامسيوم يتميز بعمارته الضخمة وتصميمه المعماري الفريد الذي يعكس عظمة رمسيس الثاني، ويتكون من صرح ضخم يزين واجهته نقوش تصور معركة قادش الشهيرة التي خاضها رمسيس الثاني ضد الحيثيين، ويضم فناءين مفتوحين محاطين بأعمدة ضخمة تحمل نقوشًا هيروغليفية تمجد رمسيس الثاني وإنجازاته.
يضيف فرح:” يضم المعبد كذلك قاعة الأعمدة الكبرى التي تحتوي على صفوف من الأعمدة المزينة بمشاهد طقسية ودينية، بالإضافة إلى قدس الأقداس، الذي كانت توضع فيه تماثيل الآلهة ورمسيس الثاني لتُقام فيها الطقوس الدينية.
ويشير فرح، إلى أن من أبرز معالم المعبد هو التمثال العملاق لرمسيس الثاني، والذي كان في الأصل يصل ارتفاعه إلى حوالي 20 مترًا ويزن أكثر من 1000، ويمكن رؤية بقايا هذا التمثال الضخم ملقاة على الأرض، مما يبرز مدى ضخامة الأعمال المعمارية في تلك الفترة.
ورغم عظمة هذا المعبد، إلا أن الزمن والعوامل الطبيعية والبشرية تركت آثارها عليه، حيث تعرضت العديد من أجزائه للتدمير والتآك،. ومن أبرز الأجزاء المحطمة في معبد الرامسيوم تمثال رمسيس الثاني العملاق المشار إليه، والعديد من الأعمدة الضخمة التي تحمل نقوشاً دقيقة تصور معارك رمسيس الثاني، خاصة معركة قادش، والتي تضررت بفعل العوامل الجوية، حيث أدى التعرض المستمر للرياح والمياه إلى تآكل الحجر وتلف النقوش.
وتسببت الزلازل التي ضربت طيبة في العام 27 قبل الميلاد كذلك في تصدع الجدران وسقوط أجزاء منها، بالإضافة إلى تأثير التخريب البشري أثناء فترات الاحتلال المختلفة.
ولعبت المياه الجوفية والرطوبة العالية دوراً كبيراً في تآكل الأحجار، خاصة في الأجزاء السفلية من المعبد، كما أن التغيرات المناخية ساهمت في تسريع عملية التدهور.
ورغم ما تعرض له المعبد من تدمير على مدار القرون الماضية، لا يزال معبد الرامسيوم يحافظ على سحره التاريخي وجماله الفني، ويُعتبر شاهداً حياً على عظمة الحضارة المصرية القديمة.