06:29 م
الإثنين 29 أبريل 2024
كتب- محمد صفوت:
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تحليلاً تحدثت فيه عن جولة المفاوضات الجديدة التي تقودها مصر، والعقبات المتمثلة في احتمالية رفض وزراء اليمين المتطرف وحماس للاقتراح المصري الجديد للهدنة، وتمسك كل طرف بمطالبه التي عرقلت جولات المفاوضات السابقة.
وتحدث المحلل السياسي الإسرائيلي عاموس هاريل، عن قلق نتنياهو من صدور مذكرة اعتقال بحقه هو ومسؤولين كبار في إسرائيل من المحكمة الجنائية الدولية، والانقسام الإسرائيلي بشأن سياسة الحرب في غزة وعدم التوصل لاتفاق مع حماس بشأن الأسرى منذ الهدنة الوحيدة التي تخللت الحرب في نوفمبر الماضي.
وذكر الكاتب الإسرائيلي، أن الأيام الماضية شهدت موجة مفاجئة من النشاط بهدف التوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار محتملة بين إسرائيل وحماس.
عملية عسكرية محتملة وانقسامات داخل إسرائيل
يشير عاموس هاريل، إلى أن المفاوضات الأخيرة تجري تزامنًا مع التهديدات المتجددة بشن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح والانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية، واحتمالية إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق كبار المسؤولين الإسرائيليين.
يعبر الكاتب عن مخاوفه من انهيار المحادثات الجارية مثلما حدث في جولات التفاوض السابقة التي تحطمت بسبب الفجوة غير القابلة للحل بين مطالب حماس وإسرائيل في المباحثات.
يتحدث الكاتب عن المحاولات السابقة لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس التي بائت بالفشل، ويضيف أننا واجهنا هذا السيناريو عدة مرات منذ انهيار صفقة الرهائن الأولى في بداية ديسمبر من العام الماضي، وحتى عندما طُرحت عروض الوساطة التي بدت معقولة على الطاولة، لم تنجح الأمور في نهاية المطاف.
ويوضح الكاتب من وجهة نظره أسباب فشل المفاوضات السابقة قائلاً، إن حماس لم تشعر بالضغط الكافي لإجبارها على التنازل وحاليًا تواجه ضغطًا أقل، بينما وجدت إسرائيل صعوبة في الموافقة على صفقة تتضمن وقفًا كاملاً لإطلاق النار وخروج القوات الإسرائيلية من قطاع غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن.
يشير إلى أن الرفض الإسرائيلي لتلك المطالب يعود إلى أن نتنياهو سيضطر بعد الموافقة على هذه الشروط على الاعتراف بأن الحرب انتهت دون تحقيق أهم أهدافها وهو تفكيك حماس.
السنوار ونتنياهو
ويؤكد الكاتب، أن السنوار زعيم حماس، لم يكن الوحيد الذي يضع العقبات أمام المفاوضات السابقة، مشيرًا إلى أن نتنياهو جعل الأمور صعبة على المفاوضين بطريقة دفعت الأطراف إلى جولات محادثات مستمرة في القاهرة والدوحة وباريس دون التوصل إلى اتفاق فعلي.
ويعتقد الكاتب أن نتنياهو مستعد حاليًا للموافقة على صفقة إنسانية تتضمن إطلاق سراح أسرى (نساء ومسنين ومرضى ومصابين) مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، دون التزام إسرائيل بإنهاء الحرب.
ويرجح المحلل السياسي الإسرائيلي، أن تكون بلاده مستعدة للموافقة على تخفيض عدد الأسرى المقرر إطلاق سراحهم في هذه المرحلة إلى نحو 33 أسيرًا إسرائيليًا.
يشير الكاتب، إلى أن الموافقة الإسرائيلية تتوقف على مطالب حماس في المقابل، مذكرًا بأن المراحل السابقة من المفاوضات شهدت معارضة شديدة من اليمين المتطرف في إسرائيل، على المطالب التي قدمتها حماس.
ويؤكد أن اليمين المتطرف بقيادة إيتمار بن غفير، يرفض تقديم أي تنازلات ويؤيد استمرار الحرب، بينما يسعى معسكر بيني جانتس وغادي آيزنكوت، يأمل أن يؤدي الضغط الشعبي المستمر في تسوية والموافقة على مرحلة أولى للصفقة المحتملة.
ويرجح الكاتب، أنه إذا لم يتم إحراز تقدم قريبًا، فمن المحتمل أن يعلن آيزنكوت، وربما غانتس أيضًا في النهاية، استقالته من الحكومة.
أوامر اعتقال
يتطرق الكاتب، إلى احتمال إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق نتنياهو ومسؤولين كبار في إسرائيل، ويعتبرها مشكلة كبيرة تواجه القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل.
ويؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقود جهود دبلوماسية مكثفة، إلى جانب جهود دول غربية أخرى، لإقناع كريم خان بتأجيل قراره.
وأضاف هاريل أن أمريكا، مثل إسرائيل، ليست من بين الـ 124 دولة التي وقعت على نظام روما الأساسي، للمحكمة الجنائية الدولية، وتشارك بالفعل في الجهود التي تهدف إلى عرقلة إصدار مذكرات الاعتقال.
وتابع هاريل أن أحدث تصريحات علنية لنتنياهو حول الحرب أشارت إلى أن القرارات المقبلة للمحكمة الجنائية الدولية ، يمكن أن ترسي “سابقة خطيرة”.
ويوضح أن إصدار مذكرات الاعتقال يتطلب من أكثر من 120 دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية اعتقال مسؤولين إسرائيليين على أراضيها وتسليمهم إلى المحكمة.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان خان، سيقرر المضي قدمًا في إصدار أوامر الاعتقال وما إذا كان هذا سيحدث هذا الأسبوع.
مشاكل على الساحة الدولية
يقول الكاتب، إن المشاكل التي تواجهها إسرائيل على الساحة الدولية لا تقتصر على المخاوف بشأن ما سيحدث في لاهاي.
واستشهد الكاتب الإسرائيلي، بما كتبه الكاتب توماس فريدمان في وقت سابق بصحيفة “نيويورك تايمز” أن إدارة بايدن تدرس فرض قيود على الصادرات الدفاعية إلى إسرائيل إذا شنت تل أبيب عملية واسعة في رفح.
وأشار فريدمان إلى حديث وسائل إعلامية عالمية عن توتر حول قضية رفح، وحتى أنه تم اقتباس مصادر أمريكية، ذكرت أن الولايات المتحدة تدرس حظر استخدام الأسلحة الأمريكية في العملية.