11:33 ص
الإثنين 06 مايو 2024
تل أبيب – (بي بي سي)
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بعنوان “يجب على الإسرائيليين إغراق الشوارع لإبعاد الجيش الإسرائيلي عن رفح”.
يستهل أولمرت مقالته بالقول إنه بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب الهجينة – في الجو، وعلى الأرض، وتحت الأرض – من الممكن أن نستنتج أن الجزء الأكبر من قوة حماس العسكرية قد فُكك. وأن معظم صواريخها ومواقع إطلاقها قد دُمرت، إذ لم تطلق أي صواريخ تقريبا من قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، بحسب قوله.
ويضيف أن هذا ليس نتيجة لقرار تكتيكي اتخذته حماس بهدف خداع قوات الأمن الإسرائيلية ونزع سلاحها، ثم مفاجأتنا مرة أخرى بهجوم غير متوقع يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة بالجبهة الداخلية والوحدة القتالية. بل إنه من المحتمل جدا أن حماس لم يبق لديها سوى القليل من الصواريخ أو مواقع الإطلاق، وأنها غير قادرة على تشغيل المواقع القليلة التي لديها، حيث يسيطر الجيش على معظم المناطق التي يمكن إطلاق الصواريخ منها على إسرائيل.
ويقول الكاتب إنه سيكون من الممكن ضرب السنوار والضيف في عمليات مستهدفة مستقبلية، حتى لو استغرق الأمر وقتا، وأن هذا قد لا يتناسب بالضرورة مع الجدول الزمني الشخصي لرئيس الوزراء. إذ أنه يرى أن مقتل قادة حماس يشكل فرصة لإقامة احتفال بالنصر يهدف إلى إخفاء حجم الفشل الذي يتحمل مسؤوليته ـ ويقصد بذلك كارثة السابع من أكتوبر.
ويشير أولمرت إلى أن نتنياهو يعيش في فقاعة معزولة عن الواقع مخاطبا نفسه والآخرين في الداخل أنه يقاتل من أجل وجود إسرائيل، وأن هناك خطرا مباشرا يهددها، وأن مهمته التاريخية هي مواجهة العالم أجمع والدفاع عن إسرائيل ضد أولئك الذين يريدون تدميرها.
ويضيف أن سلوك نتنياهو هذا لن تكون له أي نتيجة أخرى سوى أن العديد من خصومه يسعون عمداً وعن علم إلى تدمير إسرائيل. وفي هذا الصدد، يبدو من وجهة نظر نتنياهو أن أكبر أعداء البلاد هم الجنود الإسرائيليون وأعضاء المعارضة المنتخبة في الكنيست. ومن بين هؤلاء بيني غانتس وغادي آيزنكوت، اللذين يستغل نتنياهو أخلاقهما وإخلاصهما لإسرائيل، في حين أنه في أعماقه يحتقرهما بلا شك ويعتبرهما أعداء ومنافسين في نفس الوقت.
ويرى الكاتب أن الاستيلاء على رفح ليس له أي أهمية استراتيجية فيما يتعلق بالمصالح الحيوية لإسرائيل. وربما كان تدمير أربع كتائب إضافية تابعة لحماس هو التحرك الصحيح لو فصل عن السياق الأوسع للأحداث. لكن مثل هذه المناورة ستستغرق أشهرا وستؤدي إلى سقوط العديد من القتلى بين جنودنا، وقتل الآلاف من الفلسطينيين غير المتورطين وتسحق ما تبقى من سمعة إسرائيل الدولية على حد تعبيره.
واعتبر الكاتب أن دخول رفح من شأنه أن يكثف المظاهرات في كل حرم جامعي في أمريكا وفي جميع أنحاء العالم ويؤدي إلى إصدار مذكرات اعتقال ضد القادة الإسرائيليين والجنود المقاتلين. والأهم من ذلك كله، أنه سيعرض الرهائن لخطر داهم. مضيفا أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تشكل تهورا إجراميا من قبل مجموعة من الأشخاص، بقيادة نتنياهو، المستعدين لتحطيم أسس وجودنا لمجرد الاستمرار في التمسك بالسلطة.
ويختم بالقول إن الإجماع بين الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين هو أن الدافع الوحيد لتوسيع الحملة العسكرية وغزو رفح ليس ما هو مناسب لإسرائيل، بل جزء من قرار مخطط له للتضحية بحياة الرهائن من أجل الحفاظ على الحياة السياسية لنتنياهو، الذي يواصل دفع إسرائيل إلى الهاوية، ومضيفاً “لقد حان الوقت لإغراق الشوارع بملايين المعارضين الحازمين لمحاصرة مجموعة الخارجين عن القانون التي تقود إسرائيل إلى الانهيار وإيقافهم، قبل فوات الأوان”.