01:35 م
الجمعة 13 أكتوبر 2023
كتب- أسماء البتاكوشي
مع دخول الحرب على قطاع غزة في يومها السابع على التوالي، وفي ظل القصف المكثف الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، ما تسبب في سقوط الآلاف من الضحايا ما بين شهداء وجرحى، لكن الأمر لم يخلو من سقوط قتلى من الأسرى الإسرائيليين أيضًا في القصف.
المقاومة الفلسطينية، خرجت لتؤكد مقتل نحو 20 أسيرًا إسرائيليًّا في الغارات التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، متحدثين بأنّ إسرائيل باتت لا تبالي بحياة أسراها، وذلك في اتجاه جديد نحو تفعيل الاحتلال “بروتوكول هانيبال”، مع أسراه الذين سقطوا بيد القسام في القطاع.
بروتوكول هانيبال
قالت وسائل إعلام عالمية، إن “بروتوكول هانيبال” أو “هانيبعل” بالعبرية، إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع خطف جنوده من قِبل المقاومة الفلسطينية أو أي طرف آخر، وصيغته المعروفة هي أن “عملية الخطف يجب أن تتوقف بكل الوسائل، حتى لو كان ذلك على حساب ضرب قواتنا وإلحاق الأذى بها”.
ويعد بروتوكول هانيبال بروتوكولًا سريًا مثيرًا للجدل، سُمي على اسم الجنرال القرطاجي في عصور ما قبل التاريخ- والذي يسمح للجيش بشن قصف عنيف بالقرب من مواقع الجنود الأسرى، وهم يلجأون إلى هذا الخيار الذي قد يكون مميتًا إذا فشلوا في منع المقاومة من أسر جنودهم، حتى لو كان ذلك يعني تعريض حياتهم للخطر.
كان هذا البروتوكول قيد التطوير منذ أول تبادل للأسرى بين إسرائيل والقيادة العامة للجبهة الشعبية، وتم الانتهاء من تطويره عام 1985، وكُشف عنه لأول مرة للجيش الإسرائيلي في عام 2001.
ومنذ عام 2008، استخدم جيش الاحتلال بروتوكول هانيبال مرات عدة، جراء الاشتباكات العسكرية مع قوات المقاومة الفلسطينية في غزة، ما نتج عنه في عدة مناسبات استشهاد الفصائل والجنود الأسرى.
وفي تلك المرحلة، تمت صياغة نصوص بروتوكول “هانيبال” رسميًا، ووزع على على الجنود في زمن الحرب، وخلافًا للانتقادات الداخلية المتكررة من الجنود والضباط، فإن جيش الاحتلال هو الوحيد في العالم الذي يستخدم هذه الممارسة، ما يعود إلى حقيقة أن الجيش لا يوفر الحماية للقوات المنتشرة في الميدان، ويفضل إعدامهم على أسرهم والتفاوض على الإفراج عنهم.
واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بروتوكول هانيبال في حرب غزة عام 2014، بعد أسر ضابط، وشن الاحتلال قصفًا عنيفًا وغارات جوية على مدينة رفع الجنوبية، ما أسفر عن مقتل نحو 100 فلسطيني، وتسبب قرار الاحتلال في انتقادات شديدة من وكالة الرقابة الحكومية الإسرائيلية في عام 2018، وفقًا لما أوردته وكالة الأسوشيتد برس.
وبحسب تقرير وكالة الرقابة الحكومية الإسرائيلية، فإن بروتوكول هانيبال لم يذكر “صراحة” الحاجة إلى احترام مبدأين أساسيين في القانون الدولي، وهما “التمييز” بين الأهداف العسكرية والمدنية واستخدام القوة “المتناسبة” ضد تهديد معين، البروتوكول يفتقر إلى الوضوح بشأن “قيمة حياة الجندي المخطوف”.
قصف متواصل على غزة
ومنذ 7 أيام لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي، عن قصف قطاع غزة، برغم وجود أسراه لدى حركة حماس، ما دفع كتائب القسام، ليلة الإثنين الماضي، تعلن أنه في حال استمرار الطيران الإسرائيلي باستهداف المدنيين، فكل عملية قصف على المدنيين في غزة دون إنذار سابق ستقابل بإعدام أسير، ويأتي تهديد كتائب القسام، وسط قصف مكثف من الجيش الإسرائيلي على غزة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن “صور الدمار في قطاع غزة وأماكن تواجد حماس”، هي البداية لما هو قادم، حتى لو أدى إلى إيذاء الرهائن، إلا إذا وصلت معلومات دقيقة عن مكان تواجدهم.
وعن التقارير التي تحدثت عن احتمالية مبادلة الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، نفى مسؤول إسرائيلي ذلك.
وتمكنت المقاومة الفلسطينية، من أسر نحو 150 إسرائيليًّا ما بين جنود ومستوطنيين، أخفتهم حماس في “أماكن وأنفاق آمنة” داخل غزة، وفقًا لما أعلنته إسرائيل.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية، عملية مفاجئة ضد الاحتلال الإسرائيلي صباح السبت الماضي تحت اسم “طوفان الأقصى”، بإطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات القريبة من غلاف غزة، وبموازاة تمت عمليات دخول غير مسبوقة لمقاومين فلسطينيين داخل الأراضي المحتلة.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي حالة الحرب على قطاع غزة وشن مئات الغارات الجوية المدمرة على أبراج ومنازل سكنية ومواقع تابعة لحركة حماس وأراضي زراعية.