06:07 م
الأحد 04 فبراير 2024
السويس – حسام الدين أحمد:
تتأثر الحياة البرية والبحرية بموسم الشتاء كل عام، هو موسم الهجرة للكثير من الأنواع، سواء كان القصد البحث عن أماكن دافئة، أو للتزاوج والطعام، آلاف الرحلات للهجرة التي يرصدها الباحثين والصيادين على كوكب الأرض.
هجرة من اليمن
أحد أبرز تلك الرحلات هي هجرة الكابوريا الحجاري”السلطعون الأحمر” تبدأ من السواحل السعودية واليمنية وصولا إلى محطتها الأخيرة بخليج السويس، تنافس بذلك الجمبري والاستاكوزا في قيمتها الغذائية والفسفور.
“الكائنات البحرية تبحث عن المرعى الجيد والدفء في الشتاء” يقول عمرو عمارة شيخ الصيادين في السويس، إن خليج السويس يستقطب عشرات الأنواع من الأسماك والقشريات المهاجرة، أبرزها في الشتاء هي هجرة الكابوريا الحجري وتفضل منطقة شمال خليج السويس، وفي الصيف أسماك الشعور التي تستقر عن نهاية خليج السويس.
أجيال جديدة
ويضيف شيخ الصيادين إن بعض الأنواع من الأسماك والقشريات تفضل وضع البيض في المناطق الضحلة القريبة من الشاطئ، والغنية بالعوالق والغذاء للصغار خاصة في المناطق التي لا يتردد عليها رواد البحر في الشتاء، ما يضمن لها الحفاظ على الجيل الجديد واستمرارية النوع.
وأكد عمارة أن بالرغم أن تلك الأنواع لا تمكث طويلا إذ تعود في فصل الربيع إلا أن وجودها له تاثير إيجابي على البيئة البحرية، فضلا عن القيمة الاقتصادية لها ويساهم في توفير أصناف جديدة من البروتين البحري.
“حجاري”
في أيام الشتاء، تقع الكابوريا الحمراء، أو الحجاري كما يعرفها أهل السويس، في غزل الصيادين، يقول أحمد عبد الله تاجر كابوريا وقشريات بحرية بحلقة السمك إن الكابوريا الحجاري تحمل ذلك الاسم لان عظامها قاسية وهيكلها قاسي ولا يمكن كسر عظامها باليد مثل الكابوريا البلدي.
واستكمل أن الكابوريا الحجاري يوجد منها نوعين في السويس، الأول يحمل نتوءات بين ثنايا العظام تشبه تشكيل الأحجار لونها يميل للون القرمزي، والنوع الأخر تكون بمخلبين ورأس بيضاوية الشكل ملساء حمراء اللون وهي قاسية جدا.
“أوقات بتوصل حية.. بنزلها في مياه باردة كأني بخدرها ولما تطلع من الميه بتكون صاحية” يتحدث التاجر المتخصص في القشريات عن بضاعته وكيف تظل طازجة حية لعدة ساعات بعد صيدها، “منظرها وهي بتتحرك بيجيب عين الزبون وبيكون واثق في البضاعة، وينفي بالواحدة الكابوريا” يقول أحمد عبدالله.
الأحمر فسفور
يقول التاجر المتخصص في القشريات إن اللون الأحمر في الكابوريا دليلي على نسبة الفسفور، كلما زاد الأحمر كانت نسبة الفسفور أعلى، ويظهر ذلك بشمل واضح في بطارخ بعض أنواع الأسماك، والكابوريا الحجارى تمتاز بالبطارخ الحمراء ومعروفة أنها “حامية”.
أضاف في بث مباشر نشر على صفحة “مصراوي” على الفيس بوك، أنها تتفوق على الاستاكوزا في نسبة الفسفور، ولحم ابيض طرى وتحمل الإناث مع البطارخ لحم في الأطراف وأسفل صدفة الرأس، بينما الذكور تكون أثقل وزنا ولحمها يميل للأحمر.
رغم طعمها المميز، ونسبة اللحم مقارنة بالكابوريا العادية، والفسفور المرتفع مقارنة بأي نوع أخر من القشريات، وتنافس الاستاكوزا، إلا أن سعرها مقبول يزيد قليلا عن الكابوريا البلدي.
أشوي وكسر
يفضل شواء الكابوريا الحجري للحصول على فصوف اللحم سليمة، وذلك بعد رفع عظمة الرأس وإزالة الاهداب وربط الذراعين وضمهما إلى جسمها المستدير، إذ تعمل الحرارة على تجفيف المياه وتسوية اللحم، وعقب ذلك تُكسر بالضرب على الأرجل بسكين أو بملعقة كبيرة للحصول على اللحم الشهي الموجود داخلها.